يراهن رجال أعمال ومصدرون مصريون، على زيادة شحناتهم التصديرية من مصر إلى الولايات المتحدة، لتعويض التراجع المرتقب في الشحنات المتجهة من جنوب إفريقيا إلى السوق الأمريكية.
وتتعزز آمال رجال الأعمال والمصدرين المصريين، على خلفية وقف شركة “ميرسك” الدنماركية، إحدى أكبر شركات الملاحة البحرية في العالم، رحلاتها المباشرة بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة بدءًا من أكتوبر المقبل.
وسيؤدى قرار “ميرسك”، الذي أعلنت عنه اواخر الأسبوع الماضي إلى تبعات عديدة أبرزها توقعات بارتفاع تكاليف الشحن من جنوب أفريقيا وتأخر زمن الرحلات، في وقت تواجه فيه الشركات ضغوطاً متزايدة على مستوى سلاسل الإمداد
من جانبها قالت مصادر في الخط الملاحي “ميرسك”، إن قرار الشركة نهائي ولن يتم العدول عنه، خصوصا أنها أنهت الدراسات الخاصة بتعديل العقود مع المستوردين، والجدول الزمني للرحلات المتعاقد عليها مع الشركات والمستوردين بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة.
أضافت المصادر لـ”البورصة”، أن “ميرسك” وقعت تعاقدات جديدة وجدولاً زمنياً آخر يبدأ سريانه في الأول من أكتوبر المقبل ، مما يترتب عليه خروج رحلات البلدين من جدول التعاقدات وستصل البضائع القادمة من جنوب أفريقيا إلى دول وسيطة في أوروبا لتوصيلها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابعت المصادر أن “ميرسك” تسعي للحفاظ على أسطولها من السفن ، إذ تدير أكثر من 700 سفينة تبلغ سعتها الإجمالية نحو 4.1 مليون حاوية.
شلبي: الشحن من “كيب تاون” سيتجاوز 8 أسابيع وتكاليف التشغيل ستقفز 30%
وقال إبراهيم شلبي رئيس شعبة النقل الدولي ببورسعيد، لـ”البورصة”، إن قرار “ميرسك” سيزيد من مدة الرحلة من كيب تاون حتى الموانئ الأمريكية لتصل إلى 8 أسابيع بدلا من 6 أسابيع نتيجة تحويل الشحنات عبر موانئ وسيطة أوروبية.
أضاف أن تكاليف التشغيل سترتفع بنسبة 30% نتيجة زيادة نوالين الشحن ورسوم التحويل.. الأمر الذي يعزز دخول الجانب المصري لغزو الأسواق الأمريكية، خاصة في قطاع الحاصلات الزراعية بعد التراجع المتوقع في القوة التصديرية لجنوب أفريقيا بسبب زيادة التكاليف.
الشرقاوي: فرص واعدة لصادرات الحاصلات الزراعية المصرية في الولايات المتحدة
وقال يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، إن فرصا واعدة تنتظر الصادرات المصرية في السوق الأمريكية حال استبدال بعض السلع الجنوب أفريقية بمنتجات مصرية، خصوصا في قطاع الحاصلات الزراعية، الذي حققت فيه مصر تفوقاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة.
أضاف أن قرار “ميرسك” بوقف الرحلات المباشرة سيؤثر سلباً على فاتورة التبادل التجاري بين جنوب إفريقيا والولايات المتحدة من حيث الوقت وتكاليف الشحن، مشيرا إلى أن جمعية رجال الأعمال ستعقد اجتماعاً طارئاً للجنة النقل واللوجستيات، خلال أسبوعين ، لبحث الآثار السلبية والإيجابية لقرار “ميرسك” وانعكاساته على الصادرات المصرية بشكل مباشر أو غير مباشر.
شدد الشرقاوي، على ضرورة الاهتمام بقطاع النقل البحري الدولي، لاستغلال تلك الفرص واستثمار ما تمتلكه مصر من إمكانيات وتطلعات لزيادة الصادرات وتعزيز وجودها في الأسواق العالمية.
وقال شريف الصياد، رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية، إن مصر يمكنها الاستفادة من قرار ميرسك بوقف الرحلات المباشرة بين جنوب إفريقيا وأمريكا.
أضاف أن مصر تستطيع استغلال الميزة الجمركية المتمثلة في دفع 10% فقط على الصادرات إلى الولايات المتحدة، من خلال جذب استثمارات من الشركات الصينية التي كانت تواجه رسوماً مرتفعة عند التصدير مباشرة إلى السوق الأمريكية، بحيث تستثمر في مصر وتصدر عبرها للاستفادة من هذه الميزة.
0 تعليق