غياب قاعدة بيانات دقيقة لصناع المحتوى يعوق الحصر الضريبى
توقعت مصلحة الضرائب المصرية نمو حصيلة ضريبة التجارة الإلكترونية خلال العام المالى 2024/2025، لتصل إلى 19.3 مليار جنيه مقابل 6.1 مليار جنيه العام 2023/2024، حسبما قالت مصادر حكومية لـ “البورصة”.
وعزت المصادر تلك التوقعات إلى اتساع قاعدة الممولين بعد الأحداث الأخيرة التى شهدت احتجاز عدد من مشاهير «تيك توك» للتحقيق فى تهم تتعلق بالتهرب الضريبى.
وقالت المصادر لـ«البورصة» إن حصيلة ضريبة التجارة الإلكترونية فى العام المالى 2023/2024 بلغت نحو 6.1 مليار جنيه، مرجحًا أن تشهد زيادة ملحوظة خلال العام الماضى مع توجه المزيد من صناع المحتوى وأصحاب الأنشطة الإلكترونية لتقنين أوضاعهم الضريبية.
وأشار المصدر إلى أن التوقعات التى تشير إلى بلوغ الحصيلة 17.3 مليار جنيه بنهاية 2024/2025 غير نهائى، لأن إيرادات ضرائب العام المالى ما زالت قيد التحصيل.
ووفق مشروع الموازنة العامة 2025/2026، تتوقع وزارة المالية وصول إيرادات ضرائب الأنشطة المهنية غير التجارية – وتشمل التجارة الإلكترونية – إلى 21.282 مليار جنيه خلال العام الجارى.
وأوضح أن مصلحة الضرائب تفتقر إلى إحصاءات دقيقة عن عدد صناع المحتوى، لغياب آلية رسمية لحصرهم، مشيرًا إلى استمرار التفتيش والملاحقات لفتح ملفات ضريبية للمتهربين، خاصة أن شريحة واسعة منهم لا تدرك أن أرباحهم عبر المنصات الإلكترونية خاضعة للضريبة.
أشار إلى أن مهلة الاستفادة من التسهيلات الضريبة وتقديم الإقرارات للعام المالي السابق حتى 2020/2021، ستنتهي غدًا 12 أغسطس الجاري، داعيًا إلى ضرورة انتهاز صناع المحتوى الفرصة وتقنين أوضاعهم.
وفى الأيام الأخيرة، أثارت مواقع التواصل الاجتماعى جدلاً واسعًا بعد توقيف عدد من صناع المحتوى على «تيك توك» للتحقيق معهم، وتباينت الآراء بين مؤيد للإجراءات، ومعارض يرى أن التهم الموجهة – وعلى رأسها غسل الأموال – لا تستند إلى وقائع مكتملة الأركان.
ووفقًا لبيانات «تيك توك» بلغ عدد مستخدمى المنصة فى مصر مطلع العام الجارى نحو 41.3 مليون شخص، فيما تصل الإعلانات إلى 18.1 مليون مستخدم.
أما عالميًا، بلغ عدد تنزيلات التطبيق 5.48 مليار مرة منذ انطلاقه فى 2016، منها 773 مليون عملية تنزيل فى 2024، وينشر المستخدمون عالميًا 272 فيديو كل ثانية، و34 مليون فيديو يوميًا.
ووفقًا لصناع محتوى تحدثوا مع “البورصة” قالوا إن أغلى الهدايا مثل «الأسد» و«السيارة الذهبية» تصل قيمتها إلى 100 دولار، بينما توجد هدايا رمزية تبدأ من نصف دولار.
وتُحول الأرباح عبر «باى بال» أو الحسابات البنكية، دون أى مطالبات ضريبية تلقاها حتى الآن، حسب قوله.
قال المحامى بسام أبو جازية، إن غسل الأموال يتطلب التعامل مع أموال ضخمة ناتجة عن جريمة أصلية وإخفاء مصدرها، وهو ما لا ينطبق غالبًا على أرباح «تيك توك» التى تأتى عبر قنوات تحويل رسمية.
وأكد أن التهمة الأقرب لصناع المحتوى هى التهرب الضريبى، والعقوبات قد تصل إلى السجن 5 سنوات أو الغرامة، مع إمكانية التصالح بسداد المستحقات والفوائد.
قال الدكتور حازم حسانين، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسى، إن الفئة العمرية 18–34 تمثل 64% من مستخدمى «تيك توك» فى مصر، بينهم 52% من الإناث.
لفت إلى أن الأطفال بين 11 و17 عامًا يقضون نحو ساعتين يوميًا على التطبيق.
وأكد أن المنصة أصبحت قناة تسويقية للشركات ومصدر دخل للأفراد، محذرًا من أن التضييق على استخدامها لن يكون مجديًا، والحل يكمن فى رفع الوعى عبر التعليم ومحاربة الجهل.
كتب – إبراهيم الهادي عيسى
0 تعليق