الذكاء الاصطناعي بين الضجة الإعلامية والواقع العملي.. فجوة تتسع

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

سجّل الذكاء الاصطناعي حضوراً غير مسبوق في الإعلام العالمي مع مطلع الشهر الجاري، إذ ورد في أكثر من 2100 عنوان إخباري في يوم واحد، مقارنة بـ 764 مرة فقط في اليوم نفسه من أغسطس العام الماضي، و140 مرة في 2022، وتسع مرات فقط في 2015، وفق بيانات «فاكتيفا». هذه الطفرة، التي بدأت منذ إطلاق «تشات جي بي تي» في 2022، لا تظهر أي بوادر للانحسار، لكنها تكشف أيضاً عن فجوة بين التغطية الإعلامية والواقع العملي لاستخدام هذه التكنولوجيا.

ورغم الأمثلة البارزة على فوائد الذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية والزراعية، مثل مساعدة المزارعين في آسيا وأفريقيا أو دعم الأبحاث لمكافحة أمراض خطيرة، فإن هذه التطبيقات لا تزال بعيدة عن التجربة اليومية لمعظم الناس. في المقابل، يطغى على النقاش العام الحديث عن مخاطر التكنولوجيا، من فقدان الوظائف إلى تعزيز الاحتيال وسرقة المحتوى الإبداعي وزيادة الانبعاثات الكربونية.

كما تكشف التجارب الفردية أن أداء أدوات الذكاء الاصطناعي ليس دائماً كما يُروّج له، إذ أظهرت دراسة حديثة أن المبرمجين المخضرمين أنجزوا مهامهم ببطء أكبر بنسبة 19% عند استخدام أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مقارنة بالعمل من دونها. هذا التفاوت في النتائج يعزز حالة الارتباك حول فعالية التقنية وحدود استخدامها.

ورغم تضاعف نسبة الأمريكيين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي يومياً خلال عام، فإن النسبة لا تتجاوز 8%. كما أن استطلاعات الرأي تكشف انقساماً حاداً في المواقف: 49% يرونه تقدماً تكنولوجياً يحسن الحياة، و49% يعتبرونه تهديداً للبشر والمجتمع، بينما يقول نصف المستطلعين تقريباً إنهم سيقاومون استخدامه ما استطاعوا.

ومثلما رفض كثيرون في عام 2000 فكرة امتلاك هاتف محمول قبل أن يصبح جزءاً أساسياً من حياتهم، قد تتغير المواقف من الذكاء الاصطناعي بمرور الوقت. لكن في الوقت الراهن، يبدو أننا عالقون بين الضجة الإعلامية، والآمال المستقبلية، والتجربة العملية التي لا تزال محل جدل واسع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق