أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن التوصل إلى اتفاق سلام وُصف بالتاريخي بين أرمينيا وأذربيجان، برعاية أمريكية مباشرة، لينهي عقوداً من النزاع المسلح حول إقليم ناغورني قره باغ، الذي شكّل بؤرة توتر دموي في منطقة القوقاز لعقود طويلة.
الإعلان المثير تم الكشف عنه في إطار قمة استثنائية استضافتها واشنطن، جلس خلالها الطرفان على طاولة المفاوضات بحضور ترامب شخصياً، وانتهت بتعهد رسمي بـ"وقف القتال إلى الأبد"، بحسب تصريحات الرئيس الأمريكي.
هذا الاتفاق، الذي اعتبره مراقبون انتصاراً دبلوماسياً لترامب، يعكس رغبة واضحة من إدارته في لعب أدوار محورية في حل النزاعات الدولية المعقّدة، وإعادة الولايات المتحدة إلى موقع القيادة في ملفات السلام العالمي.
لكن ما شدّ انتباه المتابعين هو الربط الذي أجراه عدد من الخبراء بين هذا التحرك وملفات نزاع أخرى، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، فتصريحات مسعد بولس، مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، جاءت لتعزز هذه التوقعات، إذ أكد أن واشنطن – في عهد ترامب – تخطط لمبادرة سلام إقليمية أوسع تشمل إنهاء التوتر بين المغرب والجزائر، في إطار رؤية شاملة لحل النزاعات في المنطقة.
بولس، الذي لعب دوراً بارزاً في الوساطة بين الكونغو ورواندا، قام مؤخراً بزيارة إلى الجزائر في سياق ما وصفه بـ"مساعي تقريب وجهات النظر" بين البلدين الجارين، وهي خطوة فسّرها محللون بأنها تمهيد لمسار دبلوماسي جديد قد يفضي إلى مفاوضات مباشرة برعاية أمريكية.
ويأتي ذلك في وقت جدد فيه الرئيس ترامب، في رسالة تهنئة إلى جلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وهو الموقف الذي كانت إدارته قد أعلنه رسمياً سنة 2020، وما زال يشكل ركيزة في سياسة واشنطن تجاه القضية.
ويرى مراقبون أن الأسابيع والشهور المقبلة قد تحمل مفاجآت دبلوماسية، مع إمكانية توجيه دعوة أمريكية إلى "اتفاق سلام" بين المغرب والجزائر، يتضمن تفكيك جبهة "البوليساريو" التي تعتبرها الرباط تنظيماً انفصالياً مسلحاً تدعمه الجزائر، في خطوة قد تغيّر موازين القوى بالمنطقة، وتفتح صفحة جديدة من الاستقرار والتنمية في شمال أفريقيا.
0 تعليق