لماذا صمت العرب، وتكلم الإنصاف الأوروبي؟
بقلم: د. أحلام محمد أبو السعود
سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية
????حين تُطمر الحقيقة وتُسرق المقدسات...
في زمنٍ تُزور فيه الحقائق، ويُسلب فيه التاريخ من أيدي أصحابه، تقف وثيقة أممية ـ طُمرت عمداً في رفوف النسيان ـ شاهدة على جريمة متواصلة، بدأها الاستعمار، وورثها الاحتلال.
منذ ما يقارب قرناً من الزمان (1930)، وقبل إعلان دولة الاحتلال المزعومة، أصدرت لجنة دولية قضائية محايدة قراراً لا غبار عليه، حاسماً وموثقاً، في واحدة من أكثر القضايا حساسية في القدس المحتلة:
لمن تعود ملكية الحائط الغربي للحرم الشريف؟
???? الحكم القاطع: البراق إسلامي... لا حائط مبكى!
لقد جاء القرار صريحاً:
"للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه، لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من الحرم الشريف، وهو وقف إسلامي لا يجوز لليهود أن يمتلكوه أو يقيموا شعائرهم فيه".
كيف تحوّلت المنحة إلى مزاعم سيادة؟
كيف تحوّلت "المنحة المحدودة" التي منحها العثمانيون لليهود لأداء بعض الأدعية بلا شعائر قرب الحائط، إلى مطالبة دولية مدعومة أمريكياً بالسيادة اليهودية على أقدس مقدسات المسلمين؟
ولماذا لم يسمع معظم العرب والمسلمين ـ شعوباً ونخباً وساسة ـ بهذا القرار القضائي؟
وأين العرب من وثيقة كانت كفيلة لو نُشرت أن تُخرس أبواق التهويد؟
حين يُنصفنا التاريخ... ويخذلنا الإعلام والسياسة
لقد استمعت اللجنة القضائية إلى 52 شاهداً (30 مسلماً و21 يهودياً)، ودرست 61 وثيقة رسمية، وزارت القدس، وعقدت جلساتها في باريس، لتنهي مداولاتها بقرار تاريخي يقرّ الآتي:
الحائط والرصيف والمنطقة المحيطة به وقف إسلامي صرف.
لا يحق لليهود إقامة طقوس أو شعائر دينية فيه.
أي وجود لهم هو تسامحٌ إسلامي تاريخي، لا أكثر.
بل وأصدرت الحكومة البريطانية حينها "الكتاب الأبيض"، تبعه "مرسوم الحائط الغربي لسنة 1931" المنشور في الجريدة الرسمية، مؤكداً ما سبق.
???? فأين نحن من هذا اليوم؟
لماذا لم تُترجم هذه الوثيقة إلى لغات العالم؟
لماذا لم تُرفَع إلى اليونسكو؟
لماذا سُحبت من مناهج التعليم، والإعلام، والذاكرة؟
هل لأننا سلّمنا مفاتيح التاريخ بأيدينا؟
أم لأن العالم اختار أن يرى فقط ما يرغب الاحتلال أن يُعرض؟
حائط البراق ليس محل تفاوض...
ليس مزاراً مشتركاً
ولا منطقة رمادية
ولا رمزاً متنازعاً عليه.
بل هو وقفٌ إسلاميٌ محكومٌ بحكم دولي ثابت، لا يمكن لأي اتفاق سياسي، أو صفقة، أو تطبيع، أن يلغيه أو يزيفه.
آن الأوان...
✅ أن تُنشر هذه الوثيقة بجميع لغات العالم
✅ أن تتحرك المؤسسات الإسلامية لإحيائها في الأمم المتحدة
✅ أن تتحوّل إلى سلاح دبلوماسي يحمي القدس من التهويد
✅ أن نستبدل الصمت المذلّ بصوت الحق الذي دوّى سنة 1930:
"الحائط الغربي ملكٌ خالصٌ للمسلمين، لا حقّ لغيرهم فيه"
⚫ إلى من يساومون على القدس: اقرأوا التاريخ... قبل أن تكتبوا نهايات مزوّرة!
انتهى
0 تعليق