اعتبر مصدر مطلع من حركة حماس خطة احتلال غزة المطروحة في الجانب الإسرائيلي ورقة ضغط تفاوضية لانتزاع تنازلات على مائدة المفاوضات المهددة بألا تعود بسبب هذه الإجراءات.
وأوضح المصدر، أن توسيع العملية العسكرية بالقطاع يعكس تصميم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على توظيف هذا المخطط كورقة ضغط تفاوضية، على أمل انتزاع تنازلات «مع إدراك مسبق أن أي تنازل سيُقابل بطلبات إضافية، ما يُفرغ العملية التفاوضية من مضمونها ويهدد عودتها من الأساس».
ويعتقد المصدر أن نتنياهو يفضّل خيار التصعيد الميداني على أي هدنة مؤقتة لا تُحقق له مكاسب سياسية صلبة.
وأضاف: «نتنياهو وحكومته اليمينية بقيادة بن غفير وسموتريتش يرون في استمرار الحرب رافعة سياسية داخلية، خاصة في ظل أزمة الثقة والانقسامات العميقة داخل المجتمع الإسرائيلي»، مشيراً إلى الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية.
وشدّد المصدر المطلع على أن أي تقدم ميداني إضافي من إسرائيل سيُقابل باستنزاف أكبر، وانكشاف أمني أعمق، وربما فقدان مزيد من الجنود أو الرهائن.
وعلى الرغم من الموقف الإسرائيلي المعلن بشأن الاحتلال العسكري لقطاع غزة، لم يستبعد الكابنيت الإسرائيلي التوصل إلى اتفاق مع حماس في أي لحظة .
وأبدى وزراء من كلا الجانبين آراءهم بشأن أهمية القرار. في الواقع، يمكن القول إن جميع الحاضرين تقريبًا من سموتريتش، مرورًا بساعر، وصولًا إلى رئيس الأركان زامير - خرجوا بخيبة أمل من القرار.
فمن جهة، لا يتضمن القرار قرارًا فعليًا بسحق حماس، ومن جهة أخرى، هناك عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة غزة، بتكلفة باهظة، من حيث الأرواح البشرية والسمعة الدولية.
الخطة الحالية هي أن يستغرق التحضير للعملية شهرًا، بينما يستغرق الاحتلال العسكري الأولي شهرًا آخر. وبالتالي، فإن الموعد المستهدف لإتمام العملية هو 7 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أي بعد عامين بالضبط من هجوم حماس.
وبحسب تقرير عميت سيغلق في القناة 12 الإسرائيلية، ادعى رئيس الأركان وجود صعوبات لوجستية جسيمة في العملية، مُشيرًا في الوقت نفسه إلى أن ذلك سيُحسم مصير الرهائن.
وهكذا، عمليًا، تم التوصل إلى تسويةٍ خاب أمل الجميع فيها: ستُحتل غزة، ولكن في أي لحظةٍ تُوافق فيها حماس، سيتم التوصل إلى سيتم التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار، يشمل وقفًا مؤقتًا للحرب وانسحابًا.
رئيس الأركان زامير أبدى غضبه: لن ندخل غزة بأي ثمن فقط من أجل الضغط على حماس. إن خطة السيطرة على غزة ستحتاج لنحو 200 ألف جندي احتياط
صوّت سموتريتش ضدّ الخطة، وقال : إذًا أنتم مجرمون لأن التهم وُضعت في صفقات سابقة. هذا يعني أن ثمن الصفقة هو وقف الحرب. خطة رئيس الأركان هي الأفضل بالفعل. سنقف على الخطوط الأمامية، وسنذهب إلى الانتخابات، والشعب هو من سيقرر أي طريق سيسلك.
ووعده نتنياهو بهزيمة حماس في غزة، وساعده كلام الوزير ديختر بأنّ انهيار المدينة سيساهم في انهيار حماس. منح وزراء الليكود نتنياهو الأغلبية، وبدأ العمل بالخطة الجديدة. الهدف الحقيقي، كما قال غال هيرش: الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق.
وافق وزراء الحكومة الإسرائيلية الليلة على خطة الاحتلال الكامل للقطاع، رغم معارضة رئيس الأركان إيال زامير. وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن "الجيش الإسرائيلي سيبدأ الاستعدادات للسيطرة على مدينة غزة، مع تقديم مساعدات إنسانية للسكان المدنيين خارج مناطق القتال".
وأضاف بيان مجلس الوزراء أن المجلس تبنى خمسة مبادئ لإنهاء الحرب في غزة وهي: نزع سلاح حماس، وإعادة جميع الأسرى - الأحياء والأموات -، ونزع سلاح قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، ووجود حكومة مدنية بديلة ليست حماس أو السلطة الفلسطينية.
انتهى
غزة-تل ابيب/ المشرق نيوز
0 تعليق