عودة: ننجو من الغرق إذا آمنّا أن هذا البلد بلدنا وأطعنا دستوره ووضعنا ثقتنا في دولتنا

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عودة: ننجو من الغرق إذا آمنّا أن هذا البلد بلدنا وأطعنا دستوره ووضعنا ثقتنا في دولتنا, اليوم الأحد 10 أغسطس 2025 02:41 مساءً

لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران ​الياس عودة​، خلال ترؤّسه القدّاس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، إلى أنّ "في المقطع الإنجيلي الّذي سمعناه اليوم، نقف أمام مشهد عجيب تظهر فيه قوّة المسيح الإلهيّة، كما ننظر عمق خبرة الإيمان، حيث يمتحن قلب الإنسان أمام العاصفة، ويكشف له وجه المخلّص في لحظة الخوف والإضطراب".

وأشار إلى أنّ "الرّبّ وَضع التلاميذ أمام الطّاعة عندما ألزمهم أن "يدخلوا السّفينة ويسبقوه إلى العبر". هو يعرف كل شيء ويعلم أنّ العاصفة آتية، لكنّه أمرهم أن يركبوا السّفينة، لأنّ في العاصفة دربًا إلى المعرفة، وفي المخاطر الّتي تبدو كأنّها نهاية تعلن بداية جديدة".

وركّز المطران عودة على أنّ "الإنسان لا يعرف المسيح حقًّا، إلّا إذا عبَر الظلمة واختبر الخوف وصرخ من الأعماق. بطرس المعروف باندفاعه قال للرّبّ: "إن كنت هو فمرني أن آتي إليك على المياه". إنّه طلب إيمان وشجاعة، لكنّه أيضًا طلب فيه شيء من التحدّي"، مبيّنًا أنّ "الرّبّ لم يوبّخه بل دعاه ليأتي، فدخل بطرس في اختبار فريد. مشى على الماء ما دام نظره موجّهًا إلى المسيح، لكنّه حين التفت إلى الرّيح خاف وبدأ يغرق".

وشدّد على أنّ "إنجيل اليوم يلخّص خبرة الحياة المسيحيّة بكاملها، حيث طاعة الكلمة، والدّخول إلى سفينة الإيمان، ومواجهة العواصف، وطلب الحضور الإلهي، والغرق حين يتشتّت نظرنا، ثمّ النّجاة حين نصرخ من أعماقنا، وصولًا إلى ثبات السّفينة حين يدخلها الرّبّ".

كما دعا أن "يرى كلّ منّا في نفسه بطرس، وألّا نخجل من ضعفنا، بل أن نصرخ: "يا رّبّ، نجّنا". دعوتنا أن نثق بأنّ المسيح لا يتركنا وحدنا في البحر، بل يأتي إلينا حتى ولو حسبناه متأخّرًا، ولو لم نعرف صوته وظنّناه خيالًا. إنّه يأتي ماشيًا فوق مياه مصائبنا، مادًّا يده، فيدخل سفينتنا ويسكن الرّيح ويمنحنا السّلام".

وأوضح عودة أنّ "هذا ينطبق على حياتنا في وطننا. نشتّت أذهاننا بأمور تغرقنا في أمواج الضّياع، تسلم سفينة فمهما اشتدّت الصّعاب وكثرت العراقيل، إن آمنّا أنّ هذا البلد بلدنا وأطعنا دستوره، وطبّقنا قوانينه، ووضعنا ثقتنا في دولتنا وسلّمناها أمرنا، وطلبنا منها الإمساك بالوضع بمسؤوليّة وحزم، ولَم وطننا وننجو جميعنا من الغرق. ألا ألهم الرّب الإله حكّام هذا البلد وشعبه، ليضعوا ثقتهم به ويعملوا بهدي كلمته فيخلصون".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق