وفاة بطل «أبولو 13».. رائد الفضاء الذي نجا من كارثة حبست أنفاس العالم

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» وفاة جيم لوفيل، رائد الفضاء الذي قاد مهمة أبولو 13 الشهيرة عام 1970، والتي تحولت من كارثة وشيكة إلى نجاح تاريخي، عن عمر ناهز 97 عاماً.

قالت «ناسا» إن لوفيل حوّل مأساة محتملة إلى إنجاز، بعد أن أُجبرت مهمة الهبوط على سطح القمر على الإلغاء نتيجة انفجار وقع في المركبة، وهي على بُعد مئات الآلاف من الأميال عن الأرض.

وتابع عشرات الملايين حول العالم لحظة عودة لوفيل وزميليه إلى الأرض عبر شاشات التلفزيون، حيث هبطوا في المحيط الهادئ في مشهد أصبح من أكثر اللحظات أيقونية في تاريخ الفضاء.

سافر إلى القمر مرتين.. دون أن يهبط عليه

شارك لوفيل أيضاً في مهمة أبولو 8، وكان أول إنسان يذهب إلى القمر مرتين، لكنه لم يطأ سطحه أبداً، بحسب صحيفة ديلي ميل.

وبحسب رئيس «ناسا» بالإنابة شون دافي، أسهم لوفيل في رسم مسار تاريخي لبرنامج الفضاء الأمريكي.

نعته عائلته بقولها: «سنفتقد تفاؤله الذي لا يتزعزع، وروحه المرحة، وطريقته في جعلنا نشعر بأن المستحيل ممكن، كان فريداً بحق».

وصفه الممثل توم هانكس، الذي جسّد شخصيته في فيلم Apollo 13 عام 1995، بأنه من أولئك الذين يجرؤون ويحلمون ويقودون الآخرين إلى أماكن لم يكن ليذهبوا إليها بمفردهم.

البدايات.. صبي يصنع الصواريخ

كان جيم مجرد مراهق حين صنع صاروخاً بدائياً في حقل بولاية ويسكونسن بمساعدة معلمه في العلوم، مستخدماً مكونات البارود.

أطلق الصاروخ الذي ارتفع 80 قدماً قبل أن ينفجر في الهواء، في تجربة كادت تودي بحياته لو أخطأ في التحضير.

ولد جيمس آرثر لوفيل جونيور في 25 مارس 1928، بعد عام واحد من رحلة تشارلز ليندبيرغ الشهيرة عبر الأطلسي.

وفقد والده في حادث سيارة وهو في الخامسة، وعانت والدته لتأمين لقمة العيش.

كما كانت الجامعة بعيدة المنال مادياً، لذلك كان الحل هو التحاقه بالبحرية الأمريكية التي كانت بحاجة لطيارين بعد الحرب العالمية الثانية.

طريقه للالتحاق بوكالة ناسا

انضم لوفيل إلى برنامج تدريبي للطيارين العسكريين، ثم التحق بأكاديمية البحرية في أنابوليس على أمل العمل في مجال الصواريخ.

تعرّف إلى مارلين غيرلاخ التي تزوجها فور تخرجه عام 1952، وظلت شريكته لأكثر من 70 عاماً حتى وفاتها عام 2023.

تقدم لوفيل في عام 1958، للانضمام إلى برنامج «ناسا»، لكنه تم رفضه لأسباب صحية.

أعاد المحاولة عام 1962، وانضم إلى مجموعة «التسعة الجدد» التي ضمت أسماء أسطورية؛ مثل نيل أرمسترونغ وجون يونغ.

من «جيميني» إلى «أبولو»

كانت أولى رحلاته على متن جيميني 7 عام 1965 لاختبار قدرة البشر على البقاء أسبوعين في الفضاء.

ثم قاد جيميني 12 مع باز ألدرين، حيث أثبت إمكانية العمل خارج المركبة الفضائية.

لكن مجده الحقيقي جاء مع أبولو 8 عام 1968، أول رحلة تدور حول القمر.

وقد شهد مع زملائه المنظر الأسطوري «شروق الأرض» الذي أدهش العالم في ليلة عيد الميلاد.

هيوستن لدينا مشكلة.. مأساة أبولو 13

انطلق لوفيل مع جاك سويغرت وفريد هايس في أبولو 13، في عام 1970، لكنّ انفجاراً في خزان الأكسجين على بعد 200 ألف ميل عن الأرض أوقف المهمة.

أرسل لوفيل الرسالة الشهيرة: «هيوستن، لدينا مشكلة»، وهي من أكثر العبارات شهرة في تاريخ الفضاء.

تحولت مهمة الهبوط إلى مهمة نجاة، حيث استخدم الطاقم الوحدة القمرية كقارب نجاة مؤقت، وسط برد قارس ونقص في الغذاء والماء.

حبس العالم أنفاسه حتى هبوطهم بسلام في المحيط الهادئ، في ما اعتبر «أعظم فشل لناسا.. وأروع لحظة إنجاز لها».

حياة هادئة بعد البطولات

تقاعد لوفيل من البحرية عام 1973، وابتعد عن الأضواء مكتفياً بإلقاء المحاضرات والعمل في شركات خاصة.

نشر كتابه Lost Moon الذي تحول إلى فيلم Apollo 13، وشارك فيه بمشهد صغير مرتدياً زيه البحري الأصلي، مؤكداً: «تقاعدت كقبطان.. وسأبقى قبطاناً».

أخبار ذات صلة

0 تعليق