سجلت صادرات قطاع الغزل والمنسوجات المصري نموًا ملحوظًا، مستهدفة زيادة الصادرات إلى 1.5 مليار دولار بحلول عام 2026. حققت هذه الصادرات نموًا بنسبة 7% خلال النصف الأول من عام 2025، حيث بلغت قيمتها 577 مليون دولار مقارنةً بـ 538 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي، مما يعكس تحقيق نحو 46% من المستهدف السنوي البالغ 1.25 مليار دولار.

تحليل الأداء في صادرات الغزل والمنسوجات المصرية

قال المهندس هاني سلام، رئيس المجلس التصديري للغزل والمنسوجات، إن الأداء الإيجابي للصادرات يعكس مرونة القطاع رغم التحديات العالمية، حيث كانت الأشهر مارس ومايو الأكثر ارتفاعًا في قيمة الصادرات، بأسعار بلغت 108 و109 مليون دولار على التوالي. من الجدير بالذكر أن قطاع الأقمشة استمر في صدارة القطاعات الفرعية من حيث القيمة، بإجمالي صادرات بلغ 302 مليون دولار، ما يمثل 52% من إجمالي صادرات القطاع، مرتفعًا بنسبة 16%. تلاه قطاع الغزول وخيوط الخياطة بـ 125 مليون دولار، ثم المنسوجات التقنية بـ 84 مليون دولار.

الصادرات حسب المنتجات والاتجاهات السوقية

فيما يخص المنتجات، تصدرت قائمة الصادرات الأقمشة المنسوجة من ألياف تركيبية بقيمة 173 مليون دولار، بزيادة 28%. تبعتها الغزول والخيوط القطنية وأقمشة الجينز بقيمة 65 مليون دولار لكل منهما، ثم اللامنسوجات التي سجلت 64 مليون دولار. أظهرت البيانات أن 71% من صادرات القطاع دعمتها زيادات في 20 بندًا جمركيًا، أبرزها الأقمشة المنسوجة من الخيوط التركيبية التي ارتفعت بنسبة 31% إلى 109 ملايين دولار، بينما ارتفعت صادرات أقمشة الجينز القطنية بنسبة 7% لتصل إلى 61 مليون دولار.

الأسواق الرئيسية واستراتيجيات النمو المستقبلية

تمكنت تركيا من الحفاظ على موقعها كأكبر مستورد لمنتجات الغزل والمنسوجات المصرية، بإجمالي 236 مليون دولار وبنمو 26%، حيث استحوذت على 41% من إجمالي الصادرات. تلتها الجزائر بـ 64 مليون دولار وإيطاليا بـ 58 مليون دولار. كما لوحظ اهتمام متزايد من الأسواق الواعدة كالبرازيل، التي تضاعفت وارداتها لأكثر من 100%، لتصل إلى 12 مليون دولار. على الصعيد الجغرافي، استحوذت دول آسيا، بما فيها تركيا، على 51% من إجمالي الصادرات، في حين جاءت الدول العربية في المرتبة الثانية بـ 23%.

يستهدف المجلس التصديري تحقيق قيمة صادرات تصل إلى 1.5 مليار دولار بحلول عام 2026، اعتمادًا على تدفقات استثمارية أجنبية مباشرة وتوسعات إنتاجية بعدة مناطق صناعية. وأكد سلام أن النصف الثاني من عام 2025 قد يشهد جذب استثمارات تتراوح بين 350 و450 مليون دولار، مع وجود اهتمام متزايد من شركات دولية مثل مجموعة كريستال جروب من هونغ كونغ، التي تعلن عن استثمار مبدئي يبلغ 300 مليون دولار.

تتطلب تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية تفعيل برامج تمويلية لدعم الاستثمار الصناعي الموجه للتصدير، وتسهيل الإفراج الجمركي عن مستلزمات الإنتاج، وتحسين آليات الحصول على الشهادات الفنية والبيئية اللازمة، بالإضافة إلى تفعيل نظم رد الأعباء التصديرية. تعتبر هذه الخطوات، جنبًا إلى جنب مع موقع مصر الجغرافي القريب من الأسواق الأوروبية والأمريكية، فرصة هامة لتعزيز المكانة الإقليمية للصناعة النسيجية المصرية في ظل إعادة تشكيل سلاسل الإمداد العالمية.