نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الغردقة… مدينة الجمال ولكن!, اليوم السبت 9 أغسطس 2025 06:01 مساءً
رسالة أود أن أقدمها لسيادة اللواء محافظ البحر الأحمر، حيث تُعد المحافظة واحدة من أعمدة السياحة في مصر، ووجهة يقصدها السياح من مختلف أنحاء العالم بحثًا عن الجمال والطبيعة والشمس المشرقة، وبما أنني من عشاق مدينة الغردقة وباعتباري إحدى روادها الدائمين تحديدا منطقة مكادي باي التي أسرت قلبي بجمالها وهدوئها، أود أن أشير أولا إلى ما يميز الغردقة الساحرة بخلاف شواطئها المتميزة وجزرها البحرية ومحمياتها الطبيعية ومزاراتها السياحية المتنوعة، بداية من الوجهات الترفيهية حتى المتاحف الأثرية والمتاحف المائية وغيرها، هو أن كل يوم فيها يمكن أن يكون مغامرة جديدة، فإمكانية التنقل بسهولة بين مناطقها المختلفة من وسط المدينة بمزارتها الساحرة إلى كل من الجونة، سهل حشيش، مكادي باي، وسوما باي، يتيح للزائر أو المقيم أن يقضي أوقاته في أماكن متنوعة، دون تكرار أو ملل.
إن مدينة الغردقة تتميز بأنها مدينة آمنة جدا، نظيفة، منظمة، شوارعها ممهدة، وأهلها يتعاملون بأدب واحترام يليق بوجهتها السياحية العالمية، وهي ليست فقط مدينة سياحية، بل أيضًا مدينة سكنية نابضة بالحياة، حيث يعيش فيها مواطنون مصريون إلى جانب أعداد كبيرة من الأجانب المقيمين بشكل دائم، فضلًا عن مئات الآلاف من السائحين الذين يتوافدون طوال العام، مستمتعين بجمالها وبما توفره من كل متطلبات الحياة في أي وقت من السنة.
لكن، ورغم كل هذا الجمال، يبقى هناك تفصيلة بسيطة، لكنها ضرورية لإكمال الصورة المثالية للمدينة وهي ضرورة إنارة الطرق الرئيسية المؤدية من مطار الغردقة أو وسط المدينة إلى المناطق السياحية الكبرى مثل الجونة، مكادي باي، سهل حشيش، وسوما باي، حيث إن هذه الطرق برغم أهميتها وحيويتها، تغرق في ظلام دامس بمجرد حلول المساء، مما يجعل القيادة عليها أمرًا مقلقًا، بل وخطيرًا أحيانًا. ومن المؤسف أن هذا النقص قد ينتقص من الانطباع الأول للسائح، أو يحد من شعور المقيم بالأمان عند التنقل ليلاً، ناهيك عن المخاطر الحقيقية للحوادث، خاصة أنها طرق سريعة وتشهد حركة يومية نشطة، سواء من سيارات الأجرة أو الحافلات السياحية أو السيارات الخاصة وعربات النقل الثقيل .
إن الحل من وجهة نظري بسيط ومتوافر، فالله سبحانه وتعالى منح الغردقة شمسًا ساطعة طوال العام، تجعل من تركيب أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية أمرًا ميسورًا وموفرًا للطاقة والتكاليف، وفي الوقت ذاته صديقًا للبيئة، كما أن هذه الأعمدة لن تحقق الأمان فحسب، بل ستمنح الطرق مظهرًا جماليًا رائعًا، يرحب بالسائح منذ لحظة خروجه من المطار وحتى وصوله لوجهته، ويجعل التنقل بين مناطق المدينة جزءًا من المتعة وليس مجرد وسيلة للوصول .
سيادة المحافظ إن جهود سيادتكم واضحة جدا ومتميزة لا يستطيع أحد إنكارها فالغردقة اليوم نموذج مشرف لمدينة سياحية وسكنية متكاملة، وكل ما ينقصها لتصبح لوحة متكاملة هو أن تتحول طرقها المظلمة إلى "طرق من نور" تعكس جمالها، وتزيد من جاذبيتها، وتحافظ على أرواح روادها.
فلنمنح هذه المدينة ما تستحقه من اهتمام، حتى تبقى لؤلؤة البحر الأحمر لامعة، في النهار تحت شمسها الذهبية، وفي الليل تحت أضواء طرقها المبهرة.
0 تعليق