واليوم. تتابع "الجمهورية اون لاين" هذه المسيرة التي تحولت من مبادرة إلي منظومة متكاملة. ترصد نتائجها. وتوثق جهود المشاركين فيها من قيادة تنفيذية. وجهات بحثية. وقطاع زراعي حكومي. وأيادي شابة تؤمن بالأرض والزراعة شريان التنمية الحقيقية وبناء الاوطان.

بدأت مسيرة التنمية وكتابة شهادة ميلاد الصوب الزراعية منذ اليوم الأول لتولي اللواء الزملوط ادارة شؤون المحافظة وقد ادرك أهمية العمل علي استغلال مقومات الريادة في مجال الزراعة الذكية. وأن ملف الصوب الزراعية يمثل المدخل الأمثل لتحقيق أهداف متعددة. تبدأ بتوفير احتياجات السوق المحلي من الخضروات الطازجة الآمنة. ولا تنتهي عند حدود التصدير أو الصناعات القائمة علي الإنتاج الزراعي.

ولهذا. جاءت توجيهات محافظ الاقليم واضحة ومحددة نحو إزالة كافة المعوقات أمام الشباب الراغب في تنفيذ صوب زراعية. توفير الأراضي بالمجان أو بأسعار رمزية. إدراج منظومة الصوب ضمن أولويات خطط التمويل الزراعي. وربط الدعم الفني بالتنفيذ الميداني. بالتعاون مع مراكز البحوث والجامعات الزراعية.

ومع التوسع الأفقي والنجاحات الأولية. بدأت القيادة التنفيذية في الدفع بالتوسع الرأسي عبر إدخال نظم ري حديثة. وتشجيع الزراعات العضوية (الأورجانيك). مع تخصيص مواقع نموذجية لتنفيذ مشروعات زراعية تجريبية تمثل منصات تدريب حقيقية لشباب المزارعين . لتثمر هذه الجهود عن طفرة واضحة في أعداد الصوب. حيث ارتفع عددها من 01 صوب فقط عام 2017 إلي مئات الصوب المنتجة موزعة علي مستوي المحافظة بنهاية النصف الأول من 2025.

أكد اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد إن الصوب الزراعية التابعة للوحدات المحلية القروية. حققت تقدما ملحوظا مع بداية إنشائها كنواة لمشروع القرية المنتجة التي تهدف لسد احتياجات المواطنين من الخضر والفاكهة وتقليل الوارد من خارج المحافظة من الخضراوات. وجري تنفيذها ضمن أنشطة الوحدات المحلية القروية الإنتاجية. والتي بدأت بتنفيذ 4 صوب زراعية في أغلب القري علي مستوي المحافظة بنظام الري المطور يتم فيها زراعة أهم أصناف الخضراوات التي يزداد الطلب عليها من المواطنين ويتم بيعها بأسعار أقل من سعر السوق.

وأكد الزملوط أن الصوب الزراعية تم تطبيقها أيضًا في المدارس الانتاجية بنجاح غير مسبوق والتي تم تشغيل بعضها بالطاقة الشمسية وتم تقييم باكورة الإنتاج لها بصورة مشجعة للتوسع في تلك المشروعات في ظل اتجاه الدولة لتطبيق هذا المشروع القومي الضخم بهدف تحقيق الإكتفاء الذاتي من الطعام وتحقيق فائض من المنتج يمكن تصديره.

وفي هذا السياق أكد الدكتور مجد المرسي . وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة علي مواصلة تقديم أوجه الدعم من توفير شتلات زراعية محسنة. وإتاحة برامج تدريبية لصغار المزارعين. وتقديم خدمات استشارية فنية دورية . مشيرا إلي تخصيص فرق عمل ميدانية من مهندسي الإرشاد الزراعي لمتابعة كل مرحلة من مراحل الإنتاج داخل هذه الصوب . تستهدف رفع معدلات الإنتاج والمساهمة في خفض أسعار الخضروات بنسبة تتراوح بين 02 إلي 53% داخل الأسواق المحلية. إلي جانب خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب من أبناء المحافظة.

وحول جهود مراكز البحوث الزراعية كأحد أعمدة نجاح التجربة في المحافظة . اشار الدكتور عادل عبدالعظيم . رئيس مركز بحوث الصحراء إلي الدور الاستراتيجيً الذي لعبته البحوث في تطوير نماذج زراعية تتناسب مع طبيعة البيئة الصحراوية الجافة. والتي اعتمدت علي تقنيات حديثة لترشيد استهلاك المياه. وتحسين نوعية التربة. وزيادة الإنتاجية . مضيفا بأنه جري تنفيذ سلسلة من التجارب التطبيقية داخل صوب بحثية تابعة لمحطات البحوث الزراعية بالمحافظة. هدفت إلي اختبار أنماط جديدة من الزراعات العضوية والخضروات ذات الجدوي الاقتصادية العالية.

وكشف رئيس محطة البحوث عن مشاركة فرق بحثية في إعداد دراسات تحليلية لتحديد أفضل مواقع التنفيذ. وأنسب أنواع المحاصيل. إضافة إلي برامج تدريبية بالتعاون مع الجمعيات الزراعية ومنظمات المجتمع المدني لتأهيل المزارعين الجدد . والتي تمثل ضمانة علمية متكاملة لاستدامة المشروع. من خلال تبني نهج البحث والتطوير الدائمين. مع دعم خطط المحافظة في التحول نحو الزراعة الذكية وممارسات الإنتاج المستدام.

وبينما تمضي المحافظة قدمًا نحو تعميم هذه التجربة في مزيد من المواقع. تُواصل "المساء" دورها في رصد وتوثيق كل ما يتحقق علي أرض الواقع من إنجازات تكتب بلغة الأرقام والمردود الحقيقي علي معيشة المواطن . وذلك من خلال دعم مباشر. وتيسيرات استثنائية لم تُمنح لمحافظة أخري. تحوّلت مشروعات الصوب إلي ركيزة رئيسية في منظومة الأمن الغذائي المحلي.

وفي هذا الصدد . ثمن الدكتور محسن الوهاب نقيب الزراعيين بالمحافظة حجم الجهود المبذولة والنتائج المتحققة علي مدار سنوات قليلة منذ أن تبنت المحافظة نشر ثقافة الصوب بالظهير الصحراوي للقري . واضطلاع محافظ الاقليم المسئولية بدءا من تفقده المنتظم لمواقع إنشاء وتشغيل الصوب الزراعية. وحرصه علي توجيه كافة الإدارات التنفيذية لدعم تلك المشروعات. إدراكًا منه لدورها المحوري في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة.

وتابع نقيب الزراعيين . مع كل زيارة. كانت تُرصد العقبات بدقة. وتُصاغ الحلول الفورية. في سياق من الشراكة بين القيادة التنفيذية والمستثمرين والمزارعين. في ظل بيئة تشريعية محفزة وتعاون دائم مع وزارات الزراعة والاستثمار والري.

وفي صلب تلك المنظومة. كان لمركز البحوث الزراعية دورًا علميًا متقدمًا. حيث ساهم في تطوير حزم تكنولوجية متكاملة لمحاصيل الخضروات داخل الصوب. مع التركيز علي مقاومة الأمراض وتقليل استخدام المبيدات . اكد ذلك الدكتور انس حسين بمركز بحوث الداخلة . مشيرا إلي تفعيل الشراكة البحثية التطبيقية. من خلال إجراء تجارب حقلية بالصوب الحكومية والتعاونية. وإمداد المزارعين بأصناف عالية الجودة تتحمل الظروف المناخية الصحراوية. لافتا إلي متابعة البحوث  تقييم أثر الزراعة داخل الصوب علي خصوبة التربة. واقتصاديات الإنتاج. بالتنسيق مع عدد من الجهات العلمية.

كارت الفلاح

من ناحية أخري . أكدت المهندسة إيمان حامد مسئول كارت الفلاح بمديرية الزراعة بالوادي الجديد أن منظومة كارت الفلاح اصبحت تمثل أداة محورية في تعزيز التحول الرقمي بالقطاع الزراعي. لاسيما عند ربطها بالمشروعات الإنتاجية الحديثة كمبادرات الصوب الزراعية. حيث تتيح المنظومة تتبع دقيق لمستلزمات الإنتاج الموجهة لتلك الصوب. بدءًا من توزيع الأسمدة المدعمة ووصولًا إلي مراقبة أداء مضخات المياه المضافة حديثًا . مضيفة بأن هذه العلاقة التكاملية بين المنظومة والمشروع تضمن الاستخدام الأمثل للموارد وتحقيق أعلي إنتاجية. بما يواكب رؤية الدولة في التوسع الزراعي الذكي والمستدام."

تشاركها الرأي المهندسة . نجلاء حسن السعداني. المدير التنفيذي لمنظومة كارت الفلاح بمحافظة الوادي الجديد . موضحة . بإن دمج مشروعات الصوب الزراعية ضمن منظومة كارت الفلاح يُعد خطوة متقدمة نحو خلق منظومة زراعية مؤتمتة بالكامل. تُحقق العدالة في توزيع الدعم وتدعم الكفاءة الإنتاجية للمزارع.. لافتة إلي أن هذه المرحلة التدريبية تمثل أيقونة مضخات المياه علي منظومة الحيازات. وهي ميزة بالغة الأهمية للصوب الزراعية تحديدًا. لما لها من احتياجات دقيقة في أنظمة الري. هذا التحديث لا يقتصر علي الجانب التقني فقط. بل ينعكس بشكل مباشر علي جودة المنتج الزراعي. ويسهم في تقليل الفاقد وتعظيم العائد الاقتصادي للمزارعين."

وعلي صعيد التعاون المشترك بين الزراعة ومديرية التموين بالمحافظة اكد أحد المستفيدين من مشروعات الصوب علي ماتقدمه المحافظة من توفير منافذ ثابتة ومتحركة لبيع إنتاج الصوب بأسعار تنافسية. مما ساهم في ضبط الأسواق وتوفير الخضروات الطازجة للمواطنين. خاصة في المناطق النائية والقري . هناك آلية متبعة لضمان جودة المنتجات المطروحة من الصوب. من خلال الرقابة اليومية والمواصفات المعتمدة. بالتعاون مع الجهات المعنية.

هذا ولم تغب مدارس التعليم الزراعي بالمحافظة عن المشهد. بل كانت حاضرة من خلال إدراج مشروعات الصوب ضمن مناهج التدريب العملي. ما أتاح للطلاب فرصة التفاعل الحقيقي مع أحدث تقنيات الزراعة المحمية وبخاصة. مدرستي الداخلة الزراعية والخارجة  أوضح أنّ الطلبة يُشرفون فعليًا علي عدد من الصوب التجريبية. وهو ما يعزز من جاهزيتهم لسوق العمل بعد التخرج.

كما ساهم القطاع التعاوني الزراعي في دعم منظومة الصوب من خلال تأسيس 131 صوبة ضمن المشروعات التعاونية. مما فتح المجال أمام عشرات الشباب والمزارعين محدودي الدخل للدخول في تجربة الإنتاج الزراعي الحديث. حيث الجمعيات التعاونية بدور الوسيط التقني والتمويلي. وساهمت في توفير المستلزمات بأسعار تنافسية. بالإضافة إلي تسويق الإنتاج من خلال المنافذ والمعارض التابعة.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل