نشرت حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة مؤخرا تقريرا شاملا عن بيئة الأعمال فيها، تزامنا مع الإعلان عن تقديراتها المسبقة للأداء الاقتصادي في الربع الثاني من عام 2025.

وقال خبراء إن تحليل "تقرير بيئة الأعمال في هونغ كونغ: نقاط قوة فريدة في ظل دولة واحدة ونظامان"، إلى جانب البيانات الاقتصادية الإيجابية، يعكس بدقة بيئة هونغ كونغ المرنة والصديقة للأعمال، والتي تتمتع بجاذبية قوية للشركات والكفاءات من جميع أنحاء العالم.

وأظهرت التقديرات المسبقة لإدارة التعداد والإحصاء التابعة لحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في هونغ كونغ ارتفع بنسبة 3.1 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني، وهو الربع العاشر على التوالي من التوسع الاقتصادي، بفضل أداء قوي للتصدير وتحسين الطلب المحلي، حيث شهد إجمالي الصادرات السلعية زيادة قدرها 11.5 في المائة على مدى عام واحد، في حين أن الإنفاق على الاستهلاك الخاص ارتفع بنسبة 1.9 في المائة.

ويمكن رؤية هذا الأداء القوي على نطاق واسع بشكل واضح في العدد الكبير من الزوار إلى هونغ كونغ، بما في ذلك السياح والزوار من رجال الأعمال الذين اجتذبتهم مجموعة من الفعاليات في جميع أنحاء المنطقة، مثل المعارض التجارية والمهرجانات الثقافية والأحداث الرياضية الضخمة.

ومن بين هذه الفعاليات، النسخة الأولى من مهرجان هونغ كونغ لكرة القدم في حديقة كاي تاك الرياضية الجديدة، والتي شهدت حضور ما يقرب من 100 ألف مشجع لكرة القدم في ملعب كاي تاك على مدار يومين، لمشاهدة مباراة بين ليفربول وإيه سي ميلان، وأخرى بين أرسنال وتوتنهام هوتسبير. وضم هذا الحضور المتفرج رقم مليون في ملعب كاي تاك منذ افتتاحه قبل خمسة أشهر فقط.

واستقبلت هونغ كونغ حوالي 24 مليون زائر خلال النصف الأول من عام 2025، بزيادة قدرها 12 في المائة على أساس سنوي. وشهد عدد الزوار الوافدين من البر الرئيسي الصيني زيادة بنسبة 10 في المائة على أساس سنوي، بينما زاد عدد الزوار الوافدين من بقية أنحاء العالم بنسبة 17 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

وتؤكد الإحصاءات الاقتصادية بوضوح التحليل الوارد في تقرير حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة المكون من 102 صفحة. وفي ظل مبدأ "دولة واحدة ونظامان"، تشتهر هونغ كونغ بأنظمتها القانونية والمالية المتينة ونظامها الضريبي البسيط والمنخفض وموقعها الاستراتيجي في قلب آسيا وبنيتها التحتية المتطورة ووفرة الأكفاء من الدرجة الأولى وخدماتها المهنية عالية الجودة.

وبفضل ارتباطها الوثيق بمراكز الأعمال العالمية الرائدة، توفر هونغ كونغ بيئة ديناميكية وحرة ومنفتحة ومريحة وآمنة لممارسة الأعمال، مما يجعلها وجهة مفضلة لاستثمار الشركات.

وإلى جانب الخدمات السياحية، شهدت قطاعات أخرى تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، مما عزز الثقة في الاقتصاد المحلي، وفقا للتقرير.

ورغم استمرار حالة عدم اليقين العالمي، فقد تحسنت المعنويات تجاه سوق الأسهم في هونغ كونغ بشكل مطرد. ففي النصف الأول من العام الجاري، ارتفع مؤشر هانغ سنغ بأكثر من 4000 نقطة، مسجلا بذلك زيادة بنحو 20 في المائة.

وتجاوزت قيمة التمويلات المجمعة من خلال الاكتتابات العامة الأولية 13.6 مليار دولار أمريكي خلال الأشهر الستة الأولى، مما وضع هونغ كونغ في مكانة رائدة بين البورصات العالمية الرئيسية. واستمرت أنشطة الاكتتابات العامة الأولية النشطة في يوليو الماضي، حيث جمعت تسعة اكتتابات عامة أولية أكثر من 2.3 مليار دولار أمريكي.

وفي الوقت نفسه، ازداد إجمالي الإنفاق الاستثماري بالتزامن مع التوسع الاقتصادي.

ونجح مكتب جذب الشركات الاستراتيجية التابع لحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة في جذب 84 شركة استراتيجية لإنشاء أو توسيع عملياتها في هونغ كونغ. ومن المتوقع أن تستثمر هذه الشركات ما إجماليه حوالي 6.4 مليار دولار أمريكي، وأن توفر أكثر من 20 ألف فرصة عمل في هونغ كونغ خلال السنوات القليلة المقبلة.

كما ساعد مكتب الاستثمار في هونغ كونغ منذ يناير 2023 أكثر من 1300 شركة أجنبية وشركة من البر الرئيسي الصيني على إنشاء أو توسيع أعمالها في هونغ كونغ، مما جلب استثمارات أجنبية مباشرة تجاوزت 20.3 مليار دولار أمريكي.

وفي مجال المواهب، تلقت برامج جذب الكفاءات نحو 500 ألف طلب، تمت الموافقة على 330 ألفا منها، ووصل فعليا حوالي 220 ألف شخص إلى هونغ كونغ.

وفي ظل عدم اليقين المستمر في البيئة الخارجية، تتزايد التوقعات بأن تواصل حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة سعيها لتعزيز النمو الاقتصادي على مختلف الجبهات والاستفادة القصوى من مزايا مبدأ "دولة واحدة ونظامان" الفريدة التي تتمتع بها هونغ كونغ منذ فترة طويلة للحفاظ على سمعتها كاقتصاد مرن ومنفتح وحر وتنافسي