تعيش أسواق الذهب العالمية حالة من الترقب والارتباك، جراء جدل متزايد حول أجندة الجمارك الأمريكية المحتملة. هذه الأنباء المتضاربة ضربت المستثمرين بحالة من عدم اليقين، مما أدى إلى توقف حركة الاستيراد في عدد من الدول، في وقت يشهد فيه المعدن النفيس صعودًا قياسيًا في الأسعار.

في نهاية يوليو الماضي، نشر موقع إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية قرارًا يثير القلق، حيث تضمن احتمالية فرض رسوم جمركية على سبائك الذهب الأكثر شيوعًا في الأسواق الأمريكية. تشمل هذه الرسوم سبائك الكيلو جرام و100 أوقية القادمة من عدة دول، وعلى رأسها سويسرا، التي تعد المركز العالمي الأهم لتنقية وتوزيع الذهب.

قفزة تاريخية في أسعار الذهب

انطلقت عقود الذهب الآجلة إلى مستوى تاريخي، حيث بلغت الأسعار 3500 دولار للأونصة في بورصة نيويورك، مما أعاد تشكيل مشهد الأسواق المالية. ومع ذلك، حدثت تراجعات طفيفة في الأسعار بعد أن أعلن البيت الأبيض عزمها إصدار أمر تنفيذي لتوضيح ما وصفه بالـ”معلومات المضللة” حول تلك الرسوم المقترحة.

سوق الذهب لم ينتظر لمعرفة تداعيات هذه المعلومات، وشهدت أسهم شركات تعدين الذهب، مثل “فريبورت-ماكموران” و”رويال جولد”، قفزات ملحوظة. وفي الوقت نفسه، حافظ بنك “جولدمان ساكس” على توقعاته بمزيد من الارتفاع في أسعار الذهب، حيث يُتوقع أن يصل السعر إلى 3700 دولار بنهاية 2025، وحوالي 4000 دولار منتصف 2026، مدعومًا بمستوى مرتفع من الطلب على الملاذات الآمنة.

الجدل حول الرسوم الجمركية

الجدل الجمركي الحالي يُعيد تسليط الضوء على وضع سويسرا الاقتصادي، حيث تعتبر سبائك الذهب ثاني أكبر صادراتها إلى الولايات المتحدة بعد الأدوية. وفي حال قررت إدارة بايدن تنفيذ هذه الرسوم، التي ارتفعت بالفعل من 31% في أبريل 2025 إلى 39% الأسبوع الماضي، فإن التأثير سيكون بالغًا على اقتصاد سويسرا.

إلى الآن، غادرت الرئيسة السويسرية كارين كيلرسوتر واشنطن دون التوصل إلى اتفاق يحل هذه الأزمة، مما يعكس تزايد التوترات في واحدة من أكثر قنوات الإمداد استقرارًا في سوق الذهب العالمي. هذا السيناريو، إذا استمرت الأمور كما هي، سيخلق تحديات كبيرة للمتعاملين في أسواق الذهب، وسط تحركات المستثمرين المتسارعة في ظل حالة عدم اليقين هذه.

• زيادة الضغوط على سوق الذهب العالمية.
• تحفيز الشركات على البحث عن فرص جديدة للاستثمار.
• تأثير الرسوم الجمركية على الصادرات السويسرية.

في خضم كل هذه الأحداث، تبقى أسواق الذهب تحت ضغط كبير، بينما يترقب المستثمرون أي تحركات جديدة من البيت الأبيض قد تؤثر على استراتيجية استثماراتهم حيال المعدن النفيس.