مع اتساع نطاق الهجمات الإرهابية المسلحة، وتراجع المساعدات الخارجية بشكل كبير، وارتفاع تكاليف المعيشة، يلوح شبح الجوع في شمال شرق نيجيريا، حيث يواجه أكثر من مليون شخص خطر الموت جوعًا. تعاني مدينة دامبوا، التي كانت معروفة كمركز زراعي إقليمي، في الوقت الراهن من أزمات جمة تحول حياتها اليومية إلى معركة من أجل البقاء. تقع هذه المدينة على بعد 90 كيلومترًا جنوب مايدوجوري، عاصمة ولاية بورنو، بالقرب من غابة سامبيسا، التي أصبحت بؤرة للإرهاب.
الهجمات الإرهابية وتدهور الأوضاع الإنسانية في نيجيريا
قد يهمك أسعار النحاس ترتفع عالميًا بينما تشهد مصر استقرارًا في ظل التعرفات الأمريكية الجديدة
على الرغم من تباطؤ حركة التمرد في نيجيريا على مدى السنوات الست عشر الماضية، فقد شهدت البلاد تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات منذ بداية العام، مما يعكس تقوية الجماعات الجهادية وإرهاق القوات الأمنية. هناك حاليًا خمسة ملايين شخص يعانون من “الجوع الشديد” في المناطق الأكثر تضررًا مثل بورنو وأداماوا ويوبي، والتي تتعرض باستمرار لهجمات جماعة بوكو حرام وتنظيم داعش في غرب أفريقيا. المسؤولة عن برنامج الأغذية العالمي في نيجيريا، تشي ليل، تشير إلى أن هناك نقصًا حادًا في المساعدات الغذائية، ومن المتوقع أن ينفد الطعام المتاح بحلول نهاية يوليو الجاري.
تداعيات التضخم والأزمات الاقتصادية على الأمن الغذائي
تابع أيضاً قفزة جديدة في سعر الدولار مقابل الدينار العراقي.. تعرف على قيمته اليوم!
بين شهري يونيو وسبتمبر، تعرف العائلات في نيجيريا فترة “موسم العجاف” حيث تنفد مخزوناتها الغذائية. التضخم الاقتصادي والنزوح القسري زاد من تحديد خيارات السكان فيما يتعلق بشراء الغذاء، مما يجعل القدرة على تأمين الاحتياجات الأساسية شبه معدومة. توضح ديانا جاباريدزي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن معظم المزارعين الريفيين يجدون صعوبة في القيام بشراء الطعام بسبب الظروف الاقتصادية المتدنية. بينما تعمل هذه الجماعات الجهادية على تعزيز مواقعها، تتراجع قدرة الأمن النيجيري على مواجهة التهديدات.
أزمات سوء التغذية وخطر المجاعة المتزايد
قد يهمك استعد لمعرفة حظك اليوم وتوقعات برج القوس!
تُعتبر دامبوا واحدة من أعلى المناطق التي تعاني من سوء التغذية في شمال شرق نيجيريا، حيث يظهر ذلك بشكل خاص بين الأطفال دون سن الخامسة. وفقًا للدكتور كيفن أكواوا، المتخصص في صحة الأطفال، يعد الوضع مقلقًا للغاية. كما من المتوقع إغلاق 150 مركزًا من أصل 500 مركز تغذية يعمل بها برنامج الأغذية العالمي نهاية يوليو بسبب نقص التمويل، مما يعرض حياة 300 ألف طفل للخطر. إن انعدام الأمن الغذائي الحاد يهدد بتفاقم الأوضاع الحالية ويُشير إلى أزمة إنسانية تنمو في ظل تدهور الاستقرار الإقليمي.
البيانات | الأرقام |
---|---|
عدد الأشخاص المتأثرين بالجوع الشديد | 5 مليون |
عدد الأطفال المعرضين للخطر | 300 ألف |
عدد مراكز التغذية المغلقة | 150 |
عدد الأشخاص الذين يمكنهم الحصول على المساعدات الغذائية | 1.3 مليون |
في ملخص الموقف على أرض الواقع، يتوقع رئيس برنامج الأغذية العالمي في نيجيريا، ديفيد ستيفنسون، أن الوضع يصل إلى مستوى لا يمكن تجاهله. مع انهيار المساعدات الغذائية، يصبح مستقبل شمال شرق نيجيريا مرهونًا بما إذا كانت المساعدات ستُستأنف بصورة فعالة، أو ستظل المنطقة غارقة في معاناة الجوع والفقر.
0 تعليق