قالت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الخميس، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طرح خلال الاجتماع الأمني المصغر، خطة مخففة لاحتلال غزة، فيما طالب وزراء في اليمين المتطرف باحتلال كامل للقطاع، وذلك بعد ساعات من إعلان نتنياهو أن تل أبيب تعتزم فرض سيطرة عسكرية على قطاع غزة بأكمله، وتسليمه لاحقاً لقوات مسلحة ملائمة «لم يحددها» ستتولى إدارته بشكل «سليم»، بينما جدد رئيس الأركان الإسرائيلي رفضه للخطة، مدعوماً بأصوات المعارضة باحتجاجات الشارع للمطالبة بإنهاء الحرب.
وقال نتنياهو رداً على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستسيطر على الشريط الساحلي البالغ طوله نحو 42 كيلومتراً خلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية «نحن نعتزم القيام بذلك»، مضيفاً نحن لا نريد الاحتفاظ به. نريد خلق طوق أمني. لا نريد أن نحكمه. لا نريد أن نكون هناك كجهة حاكمة»، حسب زعمه.
ولم يذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي طبيعة القوة المسلحة التي يعتزم إسناد حكم قطاع غزة إليها بعد السيطرة عليه، وما إذا كانت محلية أو خارجية.
ونشرت هذه التصريحات قبيل اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) لبحث احتمال توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة واحتلاله بشكل كامل.
واجتمع نتنياهو مع مجموعة صغيرة من كبار الوزراء، أمس الخميس، لمناقشة خطط الجيش للسيطرة على مزيد من الأراضي في قطاع غزة، على الرغم من تزايد الانتقادات في الداخل والخارج بسبب الحرب المستمرة منذ نحو عامين في القطاع الفلسطيني.
وعقد نتنياهو اجتماعاً مع مجلس الوزراء الأمني (الكابينيت)، بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات هذا الأسبوع مع قائد الجيش الذي وصفه مسؤولون إسرائيليون بأنه شابه التوتر، قائلين إن قائد الجيش رفض توسيع الحملة، فيما أشارت تقارير عبرية إلى نوايا احتلال كل قطاع غزة.
وقبل ساعات من انعقاد المجلس الأمني المصغر، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أنه سيواصل التعبير عن موقفه «دون خوف». ونقل بيان عسكري عن زامير قوله خلال لقائه كبار ضباط الجيش «سنواصل التعبير عن مواقفنا دون خوف، بشكل موضوعي، مستقل ومهني».
وأكد ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق يعقوب كيدمي أن قرار نتنياهو باحتلال قطاع غزة رغم معارضة الجيش مرتبط برغبته في البقاء بالسلطة، والحفاظ على ائتلافه الحكومي. وأوضح كيدمي أن«الهدف الرئيسي من قرار نتنياهو باحتلال غزة بالكامل هو الحفاظ على السلطة وإنقاذ حكومته التي تضم شخصيات متطرفة ومتعصبة للغاية من الانهيار. هذه الشخصيات تطالب بالاحتلال الكامل، وبدون دعمهم قد تسقط الحكومة».
ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يعارض خطة نتنياهو لاحتلال كامل قطاع غزة، مشيراً إلى أنه قرر عدم التدخل وترك القرار للحكومة الإسرائيلية، رغم التحذيرات الدولية والمخاوف من تداعيات كارثية على المدنيين.
وبالتزامن مع الاجتماع الأمني لاتخاذ قرار السيطرة على قطاع غزة، شهد مقر الحكومة الإسرائيلية مظاهرات لمئات الإسرائيليين يطالبون الحكومة بعدم احتلال القطاع والعمل على إنهاء الحرب وإعادة الرهائن.
ونقل موقع «والا» عن مسؤولين فى الجيش الإسرائيلي، قولهم «إن احتلال كامل قطاع غزة قد يستغرق سنوات، ويشكل خطراً على حياة المخطوفين»، مؤكدين أن احتلال غزة يستدعي تجنيد عدد كبير من القوات، والجيش لا يريد السيطرة على السكان. (وكالات)
نتنياهو يعرض خطة «مخففة» لاحتلال غزة وتسليمها لقوات «ملائمة»

نتنياهو يعرض خطة «مخففة» لاحتلال غزة وتسليمها لقوات «ملائمة»
0 تعليق