اختتمت فعاليات الدورة العشرين من المدرسة الصيفية الدولية للشباب والتراث (ISSYH20)، في البوسنة والهرسك، التي نظَّمها منتدى البوسنة الدولي (IFB)، بمشاركة المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم) ومركزه الإقليمي في الشارقة، لتشكل خطوة جديدة في مجال التعليم والتدريب من أجل صون التراث الثقافي والحفاظ عليه في مرحلة ما بعد الأزمات.
شارك في البرنامج 23 شاباً وشابة من العاملين أو المهتمين بمجال التراث، ينتمون إلى 13 دولة ومن خلفيات مهنية وأكاديمية متنوعة وأتاح البرنامج للمشاركين خوض تجربة ميدانية غنية شملت زيارة مواقع ثقافية مهمة في جميع أنحاء البوسنة والهرسك، من سراييفو وموستار إلى ستولاتس والتعرف إلى التراث المادي وغير المادي في المنطقة ودوره في بناء السلام وتعافي المجتمعات بعد الأزمات.
تضمن البرنامج، الذي انعقد خلال الفترة بين 24 يوليو/تموز الماضي و9 أغسطس/آب الجاري، محاضرات وندوات وورش عمل عملية حول مفهوم التراث وأهميته ومقاربات الحفاظ وإعادة بناء واستعادة المواقع التراثية المدمرة، كما شارك المتدربون بتراثهم وتجاربهم الخاصة، لا سيما أشكال التعبير غير المادي، في أمسيات «الفسيفساء الثقافية».
جاءت الدورة العشرين تحت عنوان «أهمية التراث الثقافي في تعزيز السلام والقدرة على الصمود للمجتمعات في فترات ما بعد الصراع» وركزت أنشطتها على تعزيز فهم المشاركين لسبل الحفاظ على التراث ما بعد الأزمات من خلال زيارات ميدانية ومشاريع ومبادرات تشاركية.
دروس مستفادة
قالت عمرة حاجي محمدوفيتش، مديرة مركز التراث الثقافي في منتدى البوسنة الدولي: «لم تحتفِ المدرسة الصيفية في دورتها العشرين بعقدين من توحيد الشباب العالمي من أجل السلام والتراث فحسب، بل مهدت الطريق أيضاً لمستقبل أكثر إشراقاً للحفاظ على الثقافة» وأضافت: «الدروس المستفادة والعلاقات التي تم بناؤها خلال هذه التجربة ستلهم المشاركين سبلاً للدفاع عن تراثهم والمساهمة في تعزيز مرونة مجتمعاتهم».
وتطرَّق أنور سابق، مسؤول البرامج (التدريب والمشاريع الميدانية) في مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة، إلى أهمية البرنامج في تمكين الشباب، قائلاً: «وضعت المدرسة الصيفية في دورتها الـ20 أساساً قوياً يمكن البناء عليه في النسخ المستقبلية، مع خطط لتوسيع المناهج والوصول إلى مزيد من الشباب المتحمسين للتراث». وأضاف: «المدرسة الصيفية لا تقتصر على التدريب العملي، بل تهدف أيضاً إلى إلهام الجيل القادم من المتخصصين في التراث لتعزيز فهمهم للتراث وقيمه وبالتالي مقاربات حفظة وتقديمه» وختم: «سيغادر المشاركون محملين بفكر وتجربة معرفية عن التراث والسلام بالإضافة إلى مهارات عملية مكتسبة وعلاقات سيكون من شأنها أن تدعم جهودهم المستقبلية.
افتُتحت الدورةُ العشرون بحفل في المركز التذكاري في سراييفو، تضمن كلمات ترحيبية من أرونا فرانشيسكا ماريا غوجرال، المديرة العامة لمنظمة إيكروم، وناصر الدرمكي، نائب مدير مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة، وسنيسكا كويدفليغ-ميهايلوفيتش، الأمين العام لمنظمة أوروبا نوسترا، وبريدراغ بوهاريتش، رئيس بلدية سراييفو بالإنابة.
شمل البرنامج دروساً أساسية وورش عمل احترافية عن تسجيل وتوثيق التراث والنمذجة ثلاثية الأبعاد بقيادة أنور سابق وأحمد بدر فتال، (مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة) وورشة عن النحت على الخشب بقيادة عازر روديتش والرسم اليدوي الحر للتراث بقيادة دانا النافوري إضافة إلى ورش عمل «كاب ستون» حول استعادة التراث وبناء السلام.
زار المشاركون مواقع تراثية في البوسنة والهرسك والتي واجهت تحديات كبيرة جراء النزاعات واطلعوا على جهود الترميم وقصص التعافي وإعادة بناء التراث والمجتمع، خصوصاً في موستار، كما شاركوا في المؤتمر الدولي العشرين حول الوحدة والتعددية في أوروبا، الذي نظَّمه منتدى البوسنة الدولي في موستار.
المدرسة الصيفية الدولية والتراث تختتم دورتها الـ20

المدرسة الصيفية الدولية والتراث تختتم دورتها الـ20
0 تعليق