كشف المركز الوطني للأرصاد عن تنفيذ 172 طلعة جوية للاستمطار منذ بداية عام 2025، وحتى يوم الثلاثاء الماضي، مشيراً إلى أنه وفقاً لدراسات معتمدة سابقاً، فإن عمليات الاستمطار تُسهم في زيادة كمية الأمطار بنسبة تراوح بين 10% و25%.
أوضح المركز ل«الخليج»، أن التقنيات المستخدمة حالياً في عمليات الاستمطار تشمل طائرات مخصصة لهذه المهام، ومواد استمطار متقدمة تعتمد على أملاح طبيعية ومواد نانوية مبتكرة، إضافة إلى مرسِل شحنات يُستخدم لإيصال الشحنات داخل السحب.
وأشار إلى أن هناك توجهاً مستمراً نحو توسيع برنامج الاستمطار، بما يشمل تحفيز فاعلية مواد الاستمطار الحديثة والمبتكرة في دولة الإمارات عبر الشحن الكهربائي، واستخدام أحدث الأجهزة والبرامج العددية لمحاكاة التفاعلات الكيميائية والفيزيائية والكهربائية داخل السحب بدقة غير مسبوقة، وتطوير عمليات الاستمطار بعد الحصول على الدراسات المتعلقة بمحاكاة بيئة الإمارات لقياس أثر مواد التلقيح مع تعريضها لأيونات متنوعة مع ملاحظة التأثير الحاصل في ديناميكيات السحب، وإجراء تجارب فريدة، مثل توليد تيارات عمودية بمحركات نفاثة، واستخدام الليزر لتحفيز تكوين السحب.
وبين أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، تتضمن أنظمة ذاتية القرار تقوم على تفحص الظروف الجوية لحظياً في السحب وتحديد أنسب لحظات وطرق التلقيح، إضافة إلى تنفيذ عمليات الاستمطار باستخدام الأقمار الاصطناعية وصور الرادار لقراءة حالة السحب وتوقّعها حتى 6 ساعات قادمة. وأشار المركز إلى أن فصل الشتاء بدأ من شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2024 الماضي إلى شهر مارس/آذار العام الحالي، وأن المعدل التراكمي لأمطار شتاء 2025 في دولة الإمارات بلغ 4.3 ملم، مبيناً أن تعزيز هطول الأمطار يسهم مباشرة في دعم موارد المياه والسدود في الدولة، ضمن جهود تحقيق أمن مائي مستدام.
وأكد أن المعدل التراكمي لأمطار شتاء 2024 في دولة الإمارات، كان 48.7 ملم، وأن أعلى كمية أمطار سُجّلت خلال 24 ساعة بلغت 167.1 ملم في محطة جامعة الإمارات (العين) بتاريخ 12 فبراير/شباط في العام الماضي، في حين بلغ أعلى مجموع شهري 227.9 ملم على منطقة أم الغاف خلال شهر فبراير/شباط في عام 2024.
ونوّه بأن الفرق بين معدّل كميات الأمطار بين شتاء 2024 و2025 يعكس بشكل واضح وجود تفاوت كبير بين المعدلين في العامين، ويرجع هذا التفاوت إلى التغير الملحوظ في الأنظمة الضغطية التي أثّرت في المنطقة خلال السنتين.
وقال المركز: لم تُسجّل أي أرقام قياسية في كميات الأمطار خلال موسم شتاء 2025، حيث كانت أعلى كمية أمطار سُجّلت خلال 24 ساعة 20.1 ملم على جبل جيس بتاريخ 14 يناير/كانون ثاني من العام الحالي، وأعلى مجموع شهري 21.4 ملم على جبل جيس في يناير/كانون ثاني 2025، مضيفاً أنه لم يطرأ أي تغيير في مواعيد مواسم الأمطار هذا العام في فصل الشتاء مقارنة بالسنوات الماضية، ولكن كميات وتكرار سقوط الأمطار كانت أقل من السنوات السابقة.
وأوضح المركز أن دولة الإمارات شهدت خلال موسم شتاء 2024–2025 انخفاضاً ملحوظاً في كميات الأمطار مقارنة بالمعدل المناخي المعتاد، نتيجة لتأثير ظاهرة “اللانينيا” بشكل غير مباشر، والتي تسهم في تعمق المرتفعات الجوية شبه المدارية فوق منطقة شبه الجزيرة العربية، ما يعمل على إضعاف والحد من تقدم المنخفضات الجوية، ويقلل من فرص تكوّن السحب الممطرة، وتؤثر هذه الظاهرة بشكل غير مباشر في توزيع الأمطار، من خلال تغير أنماط التيارات الهوائية في طبقات الجو العليا، كما أن النظم الضغطية المؤثرة في الدولة تتسم مناخياً بتغيرات كبير نتيجة لتذبذب في الأنظمة الضغطية والحركة الدينامكية في الغلاف الجويّ، وهو ما يفسر التباين الواضح في كميات الهطول من عام إلى آخر.
0 تعليق