مناورات عمالقة التقنية في مواجهة رياح الحرب التجارية

عالم التقنية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تكشف نتائج شركات التقنية العملاقة عن قدرة لافتة على التكيف مع التوترات التجارية المتصاعدة، حيث سجلت خمس شركات – آبل ومايكروسوفت وأمازون وألفابيت وميتا – إيرادات مشتركة بلغت 450 مليار دولار في الربع الأول، بزيادة 10% عن العام الماضي، متجاوزة توقعات المحللين الماليين.

ورغم ظهور هذه النتائج قبل اشتداد وطأة الحرب التجارية، تظهر الشركات استراتيجيات متباينة في التعامل مع التحديات الجمركية الجديدة.

تعتبر آبل وأمازون الأكثر تعرضًا لتأثيرات الرسوم الجمركية، وقد انعكس ذلك في توقعاتهما المتحفظة للربع الثاني، مما أدى إلى تراجع أسهمهما في تداولات ما بعد الإغلاق، بينما ارتفعت أسهم نظيراتها.

لكن الشركتين تمتلكان خطة للتعامل مع هذه الضغوط. فآبل تحول إنتاجها تدريجيًا خارج الصين، وستشحن غالبية أجهزتها المباعة في السوق الأمريكية من منشآت في الهند وفيتنام خلال الربع الحالي، بتكلفة إضافية تقدر بـ 900 مليون دولار، تؤثر على هوامش ربحها بنقطة مئوية واحدة فقط.

أما أمازون، فتلجأ إلى «الشراء المسبق» للسلع وتشجيع بائعي المنصة على «الاستيراد المقدم» لتفادي الرسوم، مع تأكيد رئيسها التنفيذي آندي جاسي أن «الطلب لم يتراجع بعد»، وأن تنوع قاعدة البائعين الدوليين يوفر مرونة في سياسات التسعير.

تبدو شركات الإعلانات الرقمية ميتا وجوجل بمنأى نسبي عن الاضطرابات، حيث أكدتا استقرار أعمالهما حتى الآن. بل إن ميتا رفعت سقف استثماراتها الرأسمالية مجددًا، متوقعة إنفاق ما يصل إلى 72 مليار دولار هذا العام على مشاريع الذكاء الاصطناعي، أي قرابة 40% من إيراداتها السنوية المتوقعة.

وتتمتع مايكروسوفت بوضع أقوى، نظرًا لاعتمادها على ميزانيات التقنية المؤسسية الأقل حساسية للتقلبات الاقتصادية، مما دفع سهمها للارتفاع بنحو 8% بعد إعلان نتائجها، متخطية بذلك حاجز 3 تريليونات دولار في القيمة السوقية ومتقدمة على آبل.

ومع ذلك، لم تسلم حتى مايكروسوفت من تأثيرات الضغوط الاقتصادية، مضطرة لرفع أسعار وحدات تحكم ألعاب Xbox وملحقاتها. بدورها، تلمح آبل لإمكانية رفع أسعارها مستقبلًا، مع تجنب تيم كوك الإعلان عن خطط محددة في هذا الصدد.

ما يعزز صمود عمالقة التقنية في وجه العواصف التجارية هو طبيعة منتجاتها وخدماتها التي أصبحت ضروريات عصرية – من الهواتف الذكية ومحركات البحث إلى التجارة الإلكترونية والشبكات الاجتماعية والحوسبة السحابية – مما يمنحها قدرة فريدة على امتصاص الصدمات والتكيف مع المتغيرات الاقتصادية.

المصدر

WSJ

تابع عالم التقنية على

Google News
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق