نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الرضاعة الطبيعية.. فوائد صحية ونفسية, اليوم الاثنين 11 أغسطس 2025 04:54 صباحاً
نشر بوساطة راشد السكران في الرياض يوم 11 - 08 - 2025
تشارك وزارة الصحة في المملكة العالمَ بالاحتفاء بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، والذي يوافق الأول من أغسطس حتى السابع منه كل عام، من خلال حملات للتشجيع على الرضاعة الطبيعية، تستهدف الحوامل والبيئة المحيطة بهن مثل الزوج، والجدة، وطبيبة الولادة، وطبيب الأطفال والممرضة، حيث تسعى إلى تحفيز الحوامل على الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من الولادة رضاعة حصرية وتستكمل مع التغذية التكميلية حتى سنتين، والتي تعود بفوائد فورية للمرأة والطفل.
وتوضح وزارة الصحة عادة في هذا الأسبوع أن الرضاعة الطبيعية تقلل احتمالية إصابة الرضع بالإسهال بنسبة 75 %، كما تقلل نسبة إصابتهم بالتهابات الصدر إلى الثلث، وأنها تزيد ترابطه مع أمه وزيادة نسبة الذكاء للطفل من 5-7 درجات، وأن الرضاعة الطبيعية تساعد المرأة على انقباض الرحم ووقف النزيف، ما يساعد على عودة البطن إلى حجمه الطبيعي، كذلك تعمل على حرق الدهون المتراكمة في جسم المرأة بعد الحمل، ما يساعد على تقليل الوزن الزائد مع الحمل والمحافظة على الشكل الجمالي لها، وأيضاً تقلل الإصابة بسرطان الثدي والمبايض والإصابة بمرض السكري، وتقلل خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
دعم الأمهات
ودعت وزارة الصحة بالمملكة جميع أفراد المجتمع، خاصة البيئة المحيطة بالحوامل مثل الزوج، والجدة، والطبيبة، والممرضة، على دعم الأمهات وتوفير بيئة مشجعة للرضاعة الطبيعية، وأن وجود مرافق أثناء الولادة يزيد نسبة الرضاعة الطبيعية الحصرية بثلاثة أضعاف، وتأتي الحملة استكمالًا لجهود وزارة الصحة في تعزيز الوعي الصحي، والحث على اتباع السلوكيات السليمة بما يحقق الصحة والسلامة لكل أفراد المجتمع، ويقام الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية في 1-7 أغسطس، وتعد الرضاعة الطبيعية من أكثر الوسائل الفعالة لضمان صحة الطفل وسلامته، كما يعد حليب الأم المصدر الأمثل لتغذية الطفل، وهو كذلك المصدر الآمن الذي يحتوي على أجسام مضادة تساعد على الوقاية من أمراض عديدة، وقد يؤدي الإهمال في الرضاعة الطبيعية إلى عواقب وخيمة تضر بصحة الطفل، منها سوء التغذية، ونقص المناعة، وإصابته بأمراض مهددة للحياة، وترى وزارة الصحة أن الأهداف تطوير بيئات العمل لتساعد وتدعم النساء في إرضاع أطفالهن رضاعةً طبيعية، وتعزيز أهمية الرضاعة الطبيعية عند النساء الحوامل، إلى جانب تثقيف المجتمع حول أهمية وفوائد الرضاعة الطبيعية.
استراتيجية مهمة
ومن الحقائق التي كشفتها وزارة الصحة أن النساء اللواتي يرضعن رضاعة طبيعية، نسبة إصابتهن بسرطان الثدي وسرطان المبيض أقل، والأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يحققون نتائج أفضل في اختبارات الذكاء، وفي وقت متقدم من العمر، فإن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يكونون أقل عرضة للسمنة والإصابة بالسكري.
وعلى الرغم من أن الرضاعة الطبيعية تعد من بين أكثر الوسائل فعالية لضمان صحة الطفل وبقائه، إلا أنّ أقل من نصف عدد الرّضع دون سن ستة أشهر يُرضعون رضاعةً طبيعية خالصة في الوقت الحالي، وفي عام 2018، أقرّ قرار صادر عن جمعية الصحة العالمية الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية بوصفه استراتيجية مهمة لتعزيز الصحة، ويهدف الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، الذي يتناول موضوعاً مختلفاً كل عام، إلى تعزيز البيئات التمكينية التي تساعد النساء على إرضاع أطفالهن رضاعةً طبيعية، بما في ذلك تقديم الدعم لهن في المجتمع المحلي ومكان العمل، مع توفير تدابير حماية كافية لهن في السياسات والقوانين الحكومية، فضلاً عن تبادل المعلومات بشأن فوائد الرضاعة الطبيعية واستراتيجياتها.
طاقة كبيرة
وترى وزارة الصحة أن صحة المرأة والطفل بالرضاعة الطبيعية، وعددت تأثير الرضاعة الطبيعية على صحة الأم والطفل، فالرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لتغذية الطفل، بل هي عملية طبيعية تحمل في طياتها فوائد صحية ونفسية لكل من الأم والطفل والأسرة، ويلعب حليب الأم دورًا حيويًا في تعزيز صحة الطفل وتقوية مناعته، وكذلك في دعم صحة الأم بعد الولادة، وأكدت الصحة على تأثير الرضاعة الطبيعية على انقباضات الرحم، فعندما تقوم الأم بالرضاعة الطبيعية، يتم إفراز هرمون الأكسيتوسين -الهرمون المسؤول عن المشاعر الإيجابية في الجسم- من الغدة النخامية، وهذا الهرمون يحفز انقباضات الرحم، والتي تُعرف باسم "تقلصات بعد الولادة"، وهذه الانقباضات تساعد في تنظيف الرحم من بقايا المشيمة، وتقليل النزيف ما بعد الولادة، وهو أمر مهم يقلل من وفيات الأمهات، ورجوع الرحم لحجمه الطبيعي بشكل أسرع، ويساعد على حرق الدهون المتراكمة بسبب الحمل، والرضاعة الطبيعية تتطلب طاقة كبيرة، ما يساعد الأم على حرق الدهون المتراكمة خلال الحمل.
تشجيع ودعم
والأم المرضعة تستهلك نحو 500-700 سعرة حرارية إضافية يوميًا من الدهون كي يتم إنتاج الحليب، ما يساعد في فقدان الوزن بشكل طبيعي وصحي، وهو وسيلة لمنع الحمل فالرضاعة الطبيعية تساعد في منع الحمل عن طريق تحفيز إفراز هرمون البرولاكتين الذي يمنع الإباضة، ولضمان فعالية هذه الطريقة، يجب أن تكون الرضاعة طبيعية كاملة أو شبه كاملة، وعمر الرضيع أقل من ستة أشهر، مع انقطاع الدورة الشهرية، كما أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر إصابة الأطفال بأمراض، مثل الإسهال، والالتهاب الرئوي، وهي أسباب رئيسة لوفيات الأطفال، كما أنها تقلل من احتمالية الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي، ومن الضروري تقديم التشجيع والدعم والتثقيف للأمهات حول فوائد الرضاعة الطبيعية، والدعم العاطفي والاجتماعي من الزوج، والجدة، والطبيبة، والممرضة يعزز قرار الأم بالبدء والاستمرار في الرضاعة الطبيعية، وتوفير المعرفة والدعم يمكن أن يساعد الأمهات على تجاوز التحديات، وتحقيق تجربة رضاعة ناجحة وإيجابية.
بث الاطمئنان
وحول تأثير الدعم العاطفي ودوره في نجاح الرضاعة الطبيعية واستمراريتها قالت "الصحة": إن الرضاعة الطبيعية هي عملية طبيعية تعود بفوائد صحية عديدة على كل من الأم والطفل، ومع ذلك، قد تواجه الأمهات تحديات وصعوبات قد تمنعهن من البدء أو الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، وحول أهمية الدعم أثناء فترة الحمل وبعد الولادة فإنه يمكن للمرأة الحصول على الدعم خلال فترة الحمل وبعد الولادة بطرق مختلفة، تشمل تقديم المعرفة والتثقيف، بث الاطمئنان، وتشجيعها، بالإضافة إلى منحها فرصة للتعبير عن مخاوفها وطرح أسئلتها، هذا النوع من الدعم يمكن أن يساعد الأمهات على الاستمرار في الرضاعة الطبيعية طالما يرغبن في ذلك، وفي حالة التوقف المبكر عن الرضاعة، قد تواجه الأمهات مشكلات صحية، وكذلك الشعور بخيبة الأمل والحزن لفترة طويلة.
دور الجدات
وعن علاقة تشجيع الأم في مواجهة تحديات الرضاعة الطبيعية فترى وزارة الصحة بالمملكة أن تشجيع الأم يمكن أن يساعدها في مواجهة التحديات والمخاوف المرتبطة بالرضاعة الطبيعية، لذا من الضروري طمأنة الأم، والإجابة عن أسئلتها، ومساعدتها في التعامل مع العوائق الشائعة في الرضاعة الطبيعية، وتذكيرها بأن هذه التحديات لا تعني أنها أم سيئة، وأن من حقها طلب المساعدة والدعم، كذلك دور الجدات في دعم الرضاعة الطبيعية له تأثير إيجابي كبير على ممارسات الرضاعة الطبيعية الصحية، فالجدات يشجعن على الرضاعة الطبيعية ويفضلنها، ما يرفع احتمال قرار الأم بممارسة الرضاعة الطبيعية بنسبة 12 %، في المقابل، عدم تشجيع الجدات على الرضاعة الطبيعية يؤثر بنسبة 70 % على قرار الأم ببدء الرضاعة، لذلك، فإن تضمين الجدات في عملية تشجيع الأم على الرضاعة الطبيعية سيكون فعالًا، إلاّ أن دور الزوج والمرافق أثناء الولادة مع الأم، يزيد من نسبة الرضاعة الطبيعية الحصرية في الستة أشهر الأولى ثلاثة أضعاف السيدات اللواتي يلدن بدون مرافق، والدعم العاطفي والاجتماعي الذي يقدمه المرافق يمكن أن يسهم في شعور الأم بالراحة واليقظة، ما يعزز قدرتها على الرضاعة الطبيعية بشكل فعَّال.
تقوية المناعة
وحول دور الرضاعة الطبيعية في تعزيز الجهاز المناعي للرضيع، فإن الرضاعة الطبيعية تلعب دورًا حيويًا في تقوية الجهاز المناعي للطفل خلال الأشهر الأولى من حياته، ويحتوي حليب الأم على مزيج فريد من العناصر الغذائية والعديد من الأجسام المضادة التي تساعد في حماية الرضيع من العدوى والأمراض، ويعتبر اللبأ، هو الحليب الأول، ويعد مصدرًا غنيًا وذا تركيزٍ عالٍ بالأجسام المضادة، مما يحمي الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي من البكتيريا والفيروسات، والأطفال الذين يرضعون طبيعيًا أقل عرضة للإصابة بأمراض شائعة مثل التهابات الأذن الوسطى، التهابات الجهاز التنفسي والإسهال، بالإضافة إلى ذلك، تظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا لديهم نظام مناعي أكثر تطورًا واستجابة أفضل للأمراض، ما يقلل من الحاجة إلى المضادات الحيوية والعلاجات الطبية الأخرى.
خيار أمثل
وتستمر وزارة الصحة في سرد فوائد الرضاعة الطبيعية، ففوائدها تستمر لفترة طويلة بعد الفطام، حيث يواجه الأطفال الذين رضعوا طبيعيًا معدلات أقل من الحساسية، الربو، السكري، والسمنة في مراحل لاحقة من حياتهم، لذلك تعتبر الرضاعة الطبيعية الخيار الأمثل لتغذية الرضيع، ودعم جهازه المناعي بشكل فعال ومستدام، إضافةً إلى الفوائد الصحية، حيث تعزز الرضاعة الطبيعية الترابط العاطفي بين الأم والطفل، ما يسهم في التطور النفسي والاجتماعي للطفل، فالاستثمار في الرضاعة الطبيعية ليس فقط يفيد صحة الطفل، بل يعود بفوائد اقتصادية واجتماعية على المجتمع ككل من خلال تقليل تكاليف الرعاية الصحية، وتحسين جودة الحياة، وتسهم الرضاعة الطبيعية في تعزيز الصحة النفسية للطفل، فهي ليست مجرد وسيلة لتغذية الرضيع، بل هي حجر الأساس لبناء علاقة الأم والطفل، وهي أول خطوة لنمو الطفل العاطفي والنفسي والعقلي، وتلعب دورًا مهمًا في تحسين الصحة النفسية للأطفال وذلك من خلال العلاقة العاطفية والأمان، وإحدى أهم الفوائد النفسية للرضاعة الطبيعية هي تعزيز الرابطة العاطفية بين الأم والطفل، فخلال هذه الفترة الحميمة، يشعر الطفل بالأمان والحماية، ما يساعد في تطوير الثقة والراحة النفسية في المراحل المبكرة من الحياة، ويحتوي حليب الأم على مكونات غذائية وهرمونات تسهم في النمو العقلي السليم للطفل، وهذا يؤدي إلى تعزيز النمو الإدراكي والعقلي في السنوات الأولى من الحياة.
تحفيز الأكسيتوسين
وكشفت دراسة أجريت في 2022م أن نسبة النساء السعوديات اللاتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، تبلغ 32.8 %، فالرضاعة الطبيعية تعد أحد العوامل المهمة للوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة، وكشفت عدة دراسات أن الأمهات اللاتي لا يمارسن الرضاعة الطبيعية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأعراض الاكتئابية، فالرضاعة الطبيعية تُعد أحد العوامل التي تحمي الأم من الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وتحمي الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، حيث يتم تحفيز إفراز هرمون الأكسيتوسين، الذي يُعرف ب"هرمون السعادة"، لأنه يحسن الحالة النفسية من خلال تقليل مستويات التوتر والاكتئاب في الدم، كما يلعب دورًا مهمًا في تعلّق الأم بطفلها وتوطيد العلاقة بينهما، كذلك الرضاعة الطبيعية تُقلل من مستوى هرمون الكورتيزول، والذي يُعد مسؤولًا عن الاستجابة للضغط النفسي، وارتفاع مستويات الكورتيزول يُعد عاملًا للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، إلاّ أن الرضاعة الطبيعية تساعد في تحسين جودة النوم وتنظيمه، وكشفت الدراسات أن ثقة الأم وإيمانها بقدرتها على الرضاعة الطبيعية تلعب دورًا في الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة، وتستحق الأمهات الدعم والاستشارات اللازمة لضمان تجربة إيجابية لهن ولأطفالهن.
0 تعليق