نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عروس البحر المتوسط تأمن من ميكروباصات الفوضي, اليوم الجمعة 8 أغسطس 2025 04:27 مساءً
ورغم أن الميكروباص ظل لسنوات "حلاً شعبياً" يسد فجوة غياب النقل العام المنظم. فإن عشوائية تشغيله. وسلوكيات سائقيه. وتغوّل ظواهر أخري كـ"التوك توك" والموتوسيكلات. حولت رحلات المواطنين اليومية إلي "كابوس دائم علي أربع عجلات".
مواقف بلا نظام.. وسائقون بلا رادع
في مناطق حيوية مثل محطة مصر. سيدي جابر. العامرية. وباكوس. يسيطر مشغّلو الميكروباص علي المشهد دون حسيب أو رقيب. يقول شريف عبدالله. موظف في أحد المصالح الحكومية:"الأجرة بتتغير من ساعة للتانية. وركوب الميكروباص بقي زيه زي لعب القمار.. مش عارف هتدفع كام ولا هتنزل فين".
ويتابع بمرارة:"سائقون يصرخون. يتعمدون تقسيم المسافات. ويفرضون أجرة إضافية دون وجه حق. لا وجود لتسعيرة واضحة. والركاب يدفعون الثمن يوميًا من أعصابهم وجيوبهم".
ويضيف متولي محمد. محاسب:"بعض المركبات بدون لوحات أو تراخيص أصلًا. ولو ارتكب السائق مخالفة أو تسبب في حادث. مستحيل توصله. لأنه ببساطة غير معروف رسميًا".
حكايات من قلب الزحام.. "مواصلاتنا رحلة عذاب"
الشكوي تتكرر بصيغ مأساوية. تقول إحدي السيدات:"بقعد نص ساعة في الموقف أستنّي. وبعد كده السواق يقرر يغيّر خط السير فجأة. واللي يركّب 18 راكب في عربية المفروض تشيل 14!".
في مواقف مثل سيدي بشر. فيكتوريا. وشارع 45. تختفي ملامح أي نظام حقيقي يُنظم العلاقة بين السائق والراكب. يقول أحدهم:"لو اعترضت علي الأجرة أو العدد. يا بتتشتم يا بيتقالك انزل". مشيرًا إلي غياب الرقابة وتراجع الحملات المرورية.
من التوك توك للموتوسيكل.. فوضي بلا نهاية
الأزمة لا تقتصر علي الميكروباصات فقط. بل تتسع لتشمل زحف "التوك توك" و**"الترسيكل"** إلي مناطق راقية مثل الكورنيش ومحطة الرمل. يقودها أطفال بلا تراخيص. تسير عكس الاتجاه. وتشيع الفوضي والبلطجة.
سناء عبدالحميد. موظفة. تقول: "مافيش رقابة! توك توك بيجري علي الكورنيش. والسواق طفل. ولما تعترض يسمّعك ألفاظ مش محترمة".
وتضيف سلوي عبد العاطي. ربة منزل: "الموتوسيكلات كمان مصيبة.. شاب ومعاه 3 علي الموتوسيكل. بدون خوذة. ولا نمر. وسرعة جنونية.. وفي الآخر مش بنلاقي حد نحاسبه!".
خطوات الدولة علي الطريق.. من المسكنات إلي المشاريع الكبري
ورغم تعقيد المشهد. بدأت محافظة الإسكندرية اتخاذ خطوات عملية نحو التنظيم. منها تخصيص خطوط ساخنة و"واتساب" لتلقي شكاوي الركاب وشن حملات ميدانية مفاجئة لضبط المخالفين وفرض ملصقات بالأجرة الرسمية داخل المركبات.
لكن الأهم. أن هناك مشروعات بنية تحتية استراتيجية قيد التنفيذ حاليًا. تهدف إلي تقليل الاعتماد علي الميكروباص تدريجيًا. منها:
مشروع قطار أبو قير الكهربائي
تحويل خط سكة حديد أبو قير إلي قطار كهربائي حديث بطول 22 كم. يخدم أكثر من مليون راكب يوميًا. ما يمثل نقلة نوعية في منظومة النقل الجماعي بالإسكندرية.
تطوير طريق الكورنيش
توسعة مناطق رئيسية. خاصة بسيدي بشر واللوران. لتقليل الزحام ورفع كفاءة المحاور والكباري الجانبية.
تحديث الترام
إدخال خطوط وعربات جديدة. بعضها مكيف. لتحسين الخدمة وتخفيف الضغط عن وسائل النقل العشوائية.
إدخال أتوبيسات كهربائية
تعزيز أسطول هيئة النقل العام بأتوبيسات مكيفة وكهربائية. مع إنشاء محطات انتظار ذكية لتقليل العشوائية.
الإسكندرية تستحق الأفضل
ورغم أن الميكروباص ظل لسنوات حلاً مؤقتًا لأزمة النقل. فإن تركه بلا تنظيم جعله أحد أعمدة الفوضي في المدينة. المواطن يدفع الثمن يوميًا. والوقت يضيع. والكرامة تُهان.
ويبقي الرهان الحقيقي علي تطبيق صارم للقانون. وتفعيل الرقابة اليومية. وتسريع تنفيذ المشروعات الكبري التي تعيد للإسكندرية وجهها الحضاري. لتتحول من "مدينة تختنق" إلي نموذج يحتذي به في النقل العام المستدام.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق