متى تتوسع مصر فى المبيدات الحيوية الزراعية؟

البورصة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

لا تزال ثقافة استخدام المبيدات الحيوية فى الزراعات المصرية محدودة، على الرغم من أنها آمنة على البيئة، فالتكلفة تمثل العنصر الأساسى فى الزراعة والتسويق، وقد تكون بعض المبيدات الحيوية أكثر تكلفة من المبيدات الكيميائية التقليدية. لذلك يظل استخدامها محدوداً فى سوق أول ما يهمه هو التكلفة.

والمبيدات الحيوية هى مواد أو كائنات حية تستخدم للتحكم فى الآفات الزراعية بطريقة صديقة للبيئة، وهى بديل للمبيدات الكيميائية التقليدية.

وتتضمن المبيدات الحيوية مواد طبيعية مشتقة من مصادر مثل البكتيريا، والفطريات، والفيروسات، والنباتات، والحيوانات، وحتى بعض المعادن.

وخلال الشهر الماضى، توفى 6 أطفال تباعاً، ولحق بهم الأب فى قرية دلجا بمركز دير مواس، التابع لمحافظة المنيا.

وتبين طبقاً لأحد أساتذة علم السموم، أن سبب وفاة الأطفال وأبيهم هو تناولهم طعاماً مرشوشاً بمبيد آفات زراعية هو مادة «كلورفينابير»، شديد السمية.

وبالبحث فى قاعدة بيانات وزارة الصحة ولجنة مكافحة المبيدات الحشرية، وجدت «البورصة» أن «كلورفينابير» من المبيدات المصرح باستخدامها فى مصر بتركيزات مختلفة، من بين 3450 مادة كيميائية أخرى معتمدة بالأسواق المصرية… لكن لماذا يتم الاعتماد على المبيدات الكيميائية التقليدية دون المبيدات الحيوية، ما دامت الأخيرة أكثر أماناً على الصحة العامة ولا تضر بالبيئة؟

تواصلت «البورصة» مع رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية الدكتور محمد إبراهيم عبدالمجيد، ولكنه فضَّل عدم الحديث لأسباب ترجع إليه، وكذلك فعل مصدر مسئول بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى.

«أبو صدام»: ثقافة الاستخدام «محدودة» والمبيدات الكيماوية أكثر سرعة وفاعلية

أمَّا حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، فقال إنَّ ثقافة استخدام المبيدات الحيوية فى مصر ما زالت محدودة؛ لارتباط فعاليتها بوجود أعداء طبيعية للحشرات، مثل بعض الفطريات أو الحشرات النافعة، وهى وسائل تحتاج إلى خبرة علمية وتوعية بطريقة الاستخدام.

أضاف لـ«البورصة»، أن المبيدات الكيماوية أكثر سرعة وفاعلية خاصة فى محاصيل الخضر، بينما يقتصر استخدام المبيدات الحيوية غالباً على المحاصيل المخصصة للتصدير مثل: قصب السكر، والبطاطس، والفراولة، والنباتات الطبية والعطرية؛ إذ تشترط الأسواق الخارجية خلوها من أى أثر للمبيدات الكيماوية.

وبحسب «أبوصدام»، قد يستخدم مزارع ما المبيدات الحيوية، بينما يستخدم جاره الكيماوية.. وهذه الأخيرة قد تقضى فى بعض الأحيان على المبيدات الحيوية التى يعتمد عليها الفلاحون فى المكافحة الحيوية، ما يقلل فاعلية هذا الأسلوب، خاصة فى ظل المساحات المجزّأة، موضحاً أن المناطق التى تعتمد المبيدات الحيوية عادة ما تكون مساحات متجاورة وكبيرة، مثل مزارع النوبارية والسادات.

«عزب»: المزارع الكبيرة فقط تفضل الثمار «البيور» لأهداف تصديرية

وقال عمر عزب، مهندس زراعى، إنَّ «كلورفينابير» أحد منتجات شركة ألمانية متعددة الجنسيات، تزداد خطورته إذا تعجَّل المزارعون فى حصاد الثمار قبل 21 يوماً من رشّه.

وأضاف أن بعض الدول تمنع استخدام ذلك المبيد فى عملياتها الزراعية أو استيراده من خارجها، موضحاً أن الصادرات المصرية من الثمار والنباتات والفواكه تخضع لفحص شامل، ويُمنع تصديرها إذا اكتشف المتخصصون مكافحة آفاتها بهذا النوع من المبيدات.

وتابع: «المبيدات الحيوية لا تتمتع بسوق واسع فى مصر، سوى فى المزارع الكبيرة التى تعتمد على التصدير فقط؛ نظراً إلى استهدافها أسواقاً أوروبية أو خليجية فى الغالب تفضل الثمار البيور».

ولفت إلى أن إحجام الفلاحين عن المبيدات الحيوية يرجع إلى ارتفاع أسعارها واحتياجها إلى خبرة وتدريب، وهو أمر لا يتوافر فى كثير من المزارعين، مشيراً إلى أن التقنيات الحيوية تنتشر فى الإمارات وإسبانيا على وجه الخصوص مع تقنيات الاستشعار عن بُعد المصممة ككمائن للآفات.

وحسب استبيان أجرته «البورصة» على عينة من المزارعين شملت 35 مزارعاً فى قرى الدقهلية، والمنوفية، والبحيرة، فإنهم أجمعوا على عدم استخدامهم المبيدات الحيوية.

وحول استعدادهم لاستخدامها، فقد أبدى 6 منهم استعدادهم للتجربة، خصوصاً على محصول الذرة كتجربة، بينما قرر 11 مزارعاً أن المبيدات الحيوية لا يمكن أن تكون إلا فى المزارع الحديثة، وتحت إشراف متخصصين.

وحسب الاستبيان، رفض 3 مزارعين استعمال «المبيدات الحيوية» قطعاً، مُرجعين ذلك إلى ما وصفوه بـ«عدم جدواها»، بينما يرى 8 أن ارتفاع تكلفتها واحتياجها إلى خبرة زراعية حديثة هما العائق، فى حين أبدى 7 مزارعين رغبتهم فى استخدامها فى حالات ضيقة فقط وتحت إشراف مهندسين مختصين.

مزارعو البحيرة كانوا الأكثر استعداداً لقبول استعمال المبيدات الحيوية، حسب العينة، تلاهم فلاحو الدقهلية، ثم المنوفية، بأعداد 16 و11 و5 على الترتيب، فى حين أن 3 مزارعين أبدوا رفضهم استعمالها أصلاً، وهم من المنوفية.

وعن المحاصيل والنباتات التى رجح المزارعون استعمال المبيدات الحيوية فيها، فإنَّ 13 منهم أبدوا ترجيحهم استعمالها فى الخضر، بينما اتفق 18 على جدواها فى محاصيل الذرة وقصب السكر والقطن.

أمَّا النباتات العطرية والطبية فقد حصدت اتفاق 31 مزارعاً من العينة على إمكانية استعمالهم المبيدات الحيوية فى حالات معينة تحت الإشراف الكامل لخبراء، بينما الفواكه والموالح حصدت 22 صوتاً.

وكان القمح أقل المحاصيل حظاً فى الاستبيان؛ إذ إن 10 مزارعين فقط أبدوا إمكانية استخدامهم المبيدات الحيوية فيه، بينما البطاطس تلقت 24 صوتاً من العينة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق