تشهد مناطق شمال شرق سوريا حالة توتر متصاعدة مع اقتراب ما قد يكون عاصفة عسكرية محتملة، نتيجة تصاعد الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات الحكومة السورية المؤقتة.
في تطور ميداني، أعلنت وكالة “سانا” مقتل جندي إثر اشتباكات مع مجموعة من قسد تسللت إلى شرق حلب، وذلك بعد وصول وفد من قسد إلى دمشق لإجراء مباحثات مع الحكومة المؤقتة بهدف إنقاذ الاتفاق الذي وُقع في آذار الماضي برعاية أميركية، وسط اتهامات متبادلة بخرقه وتهديدات متصاعدة بالتصعيد العسكري.
وتشهد الأسابيع الماضية مواجهات متكررة وتوتراً متصاعداً بين الطرفين، أدى إلى انسحاب عناصر قوى الأمن الداخلي السوري من الحواجز الأمنية المشتركة مع قوات قسد، والمتمركزة عند مداخل حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، اللذين يضمّان عشرات الآلاف من المسلحين. كما أدت هذه التوترات إلى إغلاق طريق “الكاستيلو” الاستراتيجي شمال المدينة.
سبقت ذلك حركة عبور المئات من الآليات العسكرية التابعة لقوات دمشق من مدينة منبج باتجاه مناطق نفوذ قسد، خاصة في اتجاه سد تشرين ودير حافر في ريف حلب الشرقي، إضافة إلى وصول تعزيزات عسكرية إلى منطقة الزملة في ريف الرقة الجنوبي، التي تعتبر خطوط تماس بين الطرفين.
جاءت هذه التحركات العسكرية اللافتة بعد إعلان الحكومة السورية المؤقتة إلغاء الاجتماع المقرر في باريس بين الوفد الحكومي وقوات قسد، عقب مؤتمر عقدته الأخيرة في مدينة الحسكة التي تسيطر عليها، وضم شخصيات من السويداء والساحل السوري تعتبرها حكومة أحمد الشرع معارضة لها.
وتمحور هدف مؤتمر الحسكة حول الدعوة إلى تبني اللامركزية في سوريا، الأمر الذي اعتبرته الحكومة المؤقتة في دمشق انقلاباً على اتفاق أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي، الذي نص في أحد بنوده على دمج قوات قسد ومكونات الإدارة الذاتية ومؤسساتها ضمن الدولة السورية.
هذا الاتفاق لم يُسلك بعد طريق التطبيق، وسط محاولات ضغوط متبادلة من الطرفين لتحقيق مكاسب، في ظل تدخلات أميركية وإقليمية من القوى الفاعلة على الساحة السورية.
تقرير: رنا شقير
المصدر: موقع المنار
0 تعليق