أثار مقطع فيديو مسرب لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، جدلا واسعا بعد ظهوره وهو يدلي بتصريحات تؤكد ارتباط الجبهة المباشر بالمخططات الجزائرية الهادفة .

وأظهر التسجيل، الذي تم تصويره على ما يبدو في جلسة مغلقة دون علم أحد، غالي وهو يخاطب من يرجح أنهم مسؤولين جزائريين قائلا: "نحن لن نخذلكم أيها الجزائريون، لن نخذلكم وسنصل للهدف إن شاء الله، قاوموا واصبروا معنا قليلا، اصبروا علينا، سننتصر قريبا".

ويعكس المضمون الموثق في المقطع بوضوح طبيعة العلاقة بين قيادة الجبهة والنظام الجزائري، حيث تتحرك البوليساريو وفق توجيهات وإملاءات صادرة عن المؤسسة العسكرية في الجزائر، في سياق مشروع استراتيجي يهدف إلى تمكين هذا البلد من منفذ نحو المحيط الأطلسي عبر تطعيم النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

واعتبرت مصادر متتبعة للملف أن التسريب يشكل دليلا إضافيا على أن الجبهة أداة بيد الجيش الجزائري، وأن خطابها السياسي لا يعكس مصالح السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، بل يخدم أجندة إقليمية تتجاوز مطالب الانفصال المعلنة، كما يسلط الفيديو الضوء على استغلال آلاف المدنيين في المخيمات كواجهة لمشروع سياسي وعسكري، مع استمرار معاناتهم في ظروف إنسانية صعبة منذ عقود.

ويأتي هذا التطور في أعقاب سلسلة من الانتصارات الدبلوماسية المتلاحقة، حيث شهدت الأطروحة الانفصالية للجبهة تراجعا واضحا على الساحة الدولية، ضمن سياق تحول حقيقي في المواقف الدولية نحو المغرب.

ويحظى المقترح المغربي للحكم الذاتي كحل “جدي وواقعي” بدعم عالمي متنامي يتجسد في تزايد الاعترافات الرسمية، وفتح قنصليات في مدن الصحراء المغربية وتبني مواقف جديدة من قوى دولية مؤثرة، بالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا واسبانيا والمملكة المتحدة.