في عالم اليوم المتصل بكثافة، ينشأ الأطفال محاطين بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والمحتوى القصير الذي يُشبع رغباتهم فوراً، مما يوفر لهم الراحة والترفيه، لكنه يؤدي مع الإفراط في الاستخدام إلى أزمة معرفية متنامية تعرف باسم "الخرف الرقمي".
وبحسب موقع OnlyMyHealth، يُستخدم هذا المصطلح لوصف تراجع الوظائف الإدراكية المرتبط بقضاء وقت طويل أمام الشاشات، وما يرافقه من ضعف في الذاكرة والتركيز. ويؤدي التعرض المستمر للمحفزات الرقمية السريعة إلى إضعاف قدرة الدماغ على تكوين ذكريات طويلة المدى، خاصة بين الجيل Z والجيل Alpha، حيث أصبح المحتوى القصير يمنح جرعات سريعة من الدوبامين، ما يعيد برمجة الدماغ ويجعل التركيز على المهام الأطول أكثر صعوبة.
وتشمل أسباب الخرف الرقمي لدى الأطفال العزلة، وتراجع الأنشطة البدنية، والابتعاد عن الروتين، بينما تظهر علاماته في فقدان التركيز، والتهيج، وتدهور الأداء الأكاديمي، وضعف المهارات الاجتماعية. ويؤكد خبراء الأعصاب أن التحفيز الرقمي المستمر يضعف التحكم في الانفعالات ويعقّد القدرة على التفاعل مع الأنشطة الأقل تحفيزاً.
وللحد من هذه الظاهرة، توصي الإرشادات الطبية بتقليل وقت الشاشة وفق الفئة العمرية، مثل منع الشاشات تماماً قبل عمر السنتين، وتحديد ساعة واحدة يومياً للأطفال من 2 إلى 5 سنوات، وساعتين يومياً بين 5 و10 سنوات. كما تدعو إلى تخصيص مناطق وأوقات خالية من التكنولوجيا، وتشجيع الهوايات والأنشطة الخارجية، واعتماد أيام "تخلص رقمي" منتظمة، إلى جانب تعزيز الوعي الذاتي والتنظيم الشخصي لاستخدام الوسائط الرقمية.
ويرى الخبراء أن تبني هذه الممارسات لا يحمي الذاكرة والانتباه فحسب، بل يسهم أيضاً في الحفاظ على الصحة الجسدية والعلاقات الاجتماعية للأطفال في بيئة رقمية تزداد حضوراً يوماً بعد يوم.
0 تعليق