كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود ارتباط وثيق بين الوزن الزائد في مراحل الطفولة والشباب وارتفاع خطر الإصابة بـسرطان القولون والمستقيم لاحقاً في الحياة، مما يعزز أهمية الوقاية المبكرة والتدخل الصحي في سن صغيرة.
ووفقاً للدراسة التي نُشرت في المجلة الدولية للسرطان، فإن كل زيادة بمقدار 5 نقاط في مؤشر كتلة الجسم (BMI) بين عمر 18 و25 عاماً ترفع خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 12%. كما بينت النتائج أن الأطفال بين 2 و9 سنوات، والمراهقين حتى 19 عاماً، معرضون هم أيضاً لخطر أعلى في حال تجاوز الوزن المعدل الطبيعي.
ولم تتوقف المؤشرات عند الطفولة، بل وجد الباحثون أن كل كيلوغرام زائد عند الولادة يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 9%، في إشارة إلى أن عوامل الخطر قد تبدأ منذ اللحظات الأولى للحياة. وعلّقت قائدة الدراسة، الدكتورة ديويرتيه كوك، قائلة: "السرطان لا يظهر فجأة، بل يتشكل على مدار سنوات طويلة، ولذلك فهم العوامل المبكرة ضروري لتعزيز الوقاية".
وتتزامن هذه النتائج مع ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة بسرطان القولون بين الشباب، خصوصاً دون سن الخمسين. فوفقاً لبيانات حديثة، شهدت المملكة المتحدة والولايات المتحدة ارتفاعاً حاداً في الحالات بين الفئة العمرية 40-44 عاماً، ما يعكس تحولات صحية خطيرة في نمط الحياة.
وفي سياق متصل، أظهرت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا – سان دييغو وجود علاقة بين بكتيريا E. coli الموجودة في الطعام غير المطهو جيداً وبين أورام القولون لدى الشباب، حيث تم رصد مادة سامة تُعرف باسم كوليباكتين داخل الأورام، ما يعزز فرضية أن العوامل البيئية والغذائية المبكرة تلعب دوراً في نشأة المرض.
واختتمت الدكتورة هيلين كروكر من الصندوق العالمي لأبحاث السرطان بالقول: "السمنة في مرحلة الطفولة ليست مجرد قضية مظهر، بل خطر صحي حقيقي قد يُمهّد لإصابة مميتة لاحقاً. يجب أن نُكثّف الجهود الوقائية بدءاً من السنوات الأولى من العمر".
0 تعليق