تعيين محمد باكبور قائدًا للحرس الثوري: نقطة تحوّل في العقيدة العسكرية وردّ حاسم على الكيان الإسرائيلي

قناة المنار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

في التوقيت المناسب، أعلن القائد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيّد علي الخامنئي، تعيين اللواء محمد باكبور قائدًا عامًا للحرس الثوري الإيراني، خلفًا للشهيد اللواء حسين سلامي، الذي ارتقى في العدوان الأخير الذي شنّه الكيان الإسرائيلي على إيران فجر أمس الجمعة.

ويُعدّ هذا القرار العسكري بمثابة رسالة استراتيجية لإعادة رسم معادلة الاشتباك مع الكيان الإسرائيلي، لا سيما في ظل تصاعد المواجهة المفتوحة.

وباكبور هو قائد عسكري إيراني بارز، وُلد عام 1961 في مدينة أراك وسط إيران، وحاصل على ماجستير في الجغرافيا من جامعة طهران، ودكتوراه في الجغرافيا السياسية من جامعة تربية مدرس.

يملك باكبور سجلًا ميدانيًا طويلًا في قيادة الألوية العسكرية على الجبهات الحدودية، وقد قاد قوات برية في الحرب العراقية-الإيرانية، وأشرف لعقدين على تحديث هيكل القوات البرية في الحرس الثوري، وكان له دور مباشر في العمليات الدفاعية والأمنية في كلّ من كردستان، وشرق إيران، ومناطق المواجهة مع الجماعات الإرهابية.

وقد قاد باكبور، بصفته قائدًا للقوات البرية منذ عام 2009، عمليات حساسة في العراق وسوريا، بالتنسيق مع حلفاء إيران في محور المقاومة، كما تولّى إدارة الرد الأمني والعسكري السريع في طهران، خلال الهجمات الإرهابية التي نفّذها تنظيم داعش في عام 2017.

وتعيين باكبور في هذه المرحلة يُقرأ بوضوح في طهران وخارجها كإشارة إلى أنّ إيران بصدد رفع سقف الردع، واعتماد “الرد بالميدان”، خصوصًا أنّ القائد الجديد يُعرف بدقّته الميدانية وصرامته التنفيذية.

وفي أول تصريح له بعد تعيينه، قال باكبور: “سنفتح قريبًا أبواب جهنم في وجه هذا الكيان القاتل للأطفال”، مؤكدًا أنّ الردّ على جريمة استهداف قادة إيران والمنشآت الحيوية “آتٍ لا محالة، وسيكون حاسمًا ومدمرًا”.

القرار الإيراني بإسناد قيادة الحرس إلى قائد عمليّ ميداني يعكس تحوّلًا في العقيدة العسكرية للحرس الثوري، ويعني الانتقال من استراتيجية “الصبر الاستراتيجي” إلى “الردع بالتنفيذ”، فباكبور ينتمي إلى دائرة صُنّاع القرار الميداني الذين يجمعون بين إدارة العمليات البرية والتكتيكات العسكرية الدقيقة.

وبحسب تحليل أمني نشرته صحف إيرانية، فإنّ “اللواء باكبور يعيد صياغة الردّ الإيراني على العدوان الذي شنّه الاحتلال، بتعزيز التنسيق العملياتي مع الجبهات الإقليمية في لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن، ونقل الرد إلى عمق الكيان الإسرائيلي عبر أدوات متعددة (صواريخ، مسيّرات، فصائل المقاومة)”.

ورأى مراقبون أنّ تعيين باكبور يُرسل إشارات واضحة إلى الكيان الإسرائيلي وواشنطن بأنّ طهران ستفرض معادلة ردع جديدة عنوانها: الضربة بالضربة، والميدان بالميدان، كما أنّ هيكلية الردّ ستعتمد على خبرته في إدارة العمليات البرية واسعة النطاق، وهو ما يعيد رسم خريطة الاشتباك على امتداد الجغرافيا الإقليمية.

وفي السياق الداخلي، يُمثّل تعيين باكبور توجيهًا للثقة نحو القادة الميدانيين، ويُنتظر أن يُسهم وجوده في تعزيز وحدة الصف الداخلي، ورفع معنويات القوات المسلحة، وتفعيل روح الثقة الشعبية بالمؤسسة العسكرية في ظرف بالغ الدقة.

المصدر: وكالة يونيوز

أخبار ذات صلة

0 تعليق