اقترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، مجزرة مروعة أسفرت عن استشهاد 34 فلسطينيًا وإصابة العشرات، بعد أن شن سلسلة غارات عنيفة استهدفت مستشفى غزة الأوروبي ومحيطه في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة ، وذلك في محاولة لاغتيال القيادي في حركة حماس، محمد السنوار، بحسب ما جاء في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت وزارة الصحة والدفاع المدني، في غزة في بيانين منفصلين: إن القصف الإسرائيلي أسفر عن استشهاد 34شهيدا، بينهم 6 في المستشفى و28 آخرون في منزل ملاصق له يعود لعائلة “الأفغاني”، جراء الأحزمة النارية التي استهدفت المستشفى ومحيطه.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز "الشاباك"، في بيان مشترك، قصف "مجمع قيادة وسيطرة" تابع لحركة حماس، تحت الأرض أسفل مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس كان عناصر من الحركة يتحصّنون فيه، مستخدمين ذخيرة دقيقة، ورصد جوي، واعتماد معلومات استخباراتية إضافية.
وأفادت التقارير بأن جيش الاحتلال شنّ غارات إضافية على محيط مستشفى غزة الأوروبي عقب الهجوم، مستهدفًا كل من حاول الاقتراب من المكان لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، في سلوك أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه تكرر في عمليات اغتيال سابقة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم جاء في إطار ما وصفته بـ"فرصة نادرة" لمحاولة اغتيال محمد السنوار، شقيق القائد السابق لحركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار. وبحسب التقارير، فإن نتائج العملية لا تزال غير معلومة.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن التقديرات تشير إلى أن محمد السنوار كان داخل المجمع عند تنفيذ الهجوم، وأن الغارة "ألحقت دمارًا كبيرًا في البنية التحتية للمكان"، وأنه من غير المرجح أن يكون قد نجا.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية "بذلت جهودًا كبيرة للتأكد من عدم وجود أسرى إسرائيليين في الموقع قبل تنفيذ الهجوم"، لكنها أقرّت في الوقت ذاته بعدم وجود "ضمان بنسبة 100%" بهذا الشأن.
يُذكر أن محمد السنوار يُعدّ من أبرز القادة العسكريين في حركة حماس، وتقول إسرائيل إنه تولى في الأشهر الأخيرة قيادة الجناح العسكري للحركة بعد استهداف محمد الضيف، كما نُسبت إليه أدوار قيادية في عمليات بارزة سابقة، من بينها عملية أسر الجندي غلعاد شاليط.
ويُوصف السنوار في الإعلام الإسرائيلي بأنه من أكثر المعارضين لإبرام صفقة تبادل الأسرى، بحسب المزاعم الإسرائيلية؛ وحتى اللحظة، لم تصدر حماس أي تعليق رسمي حول القصف أو المزاعم الإسرائيلية المتعلقة بمحمد السنوار.
وذكر موقع "واللا" أن عملية اغتيال محمد السنوار، زعيم حركة حماس في قطاع غزة، بدأت قبل أكثر من ستة أشهر، وتم إعداد العملية بمبادرة مشتركة بين رئيس قسم العمليات الشاباك وقائد المنطقة الجنوبية، يارون فينكلمان.
وبحسب التقارير العبربة فقد واستخدم سلاح الجو الإسرائيلي في الهجوم عشرات الذخائر، بما في ذلك القنابل القادرة على اختراق المخابئ. وتم تنفيذ الهجوم على غرار ما تم تنفيذه في عملية اغتيال حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية في بيروت: هجوم على جميع المداخل والمخارج عند مداخل المجمع تحت الأرض، بهدف منع الهروب بعد الهجوم.
وبحسب زعم المؤسسة العسكرية فإن السنوار كان يختبئ في مجمع تحت الأرض يضم قاعات اجتماعات ومركز قيادة، تم بناؤه تحت المستشفى الأوروبي في منطقة خان يونس. وكانت المعلومات الاستخباراتية دقيقة، لكن الإجراءات المضادة المستهدفة تأجلت مرتين بسبب ظروف عملياتية. وفي أعقاب معلومات إضافية جمعها الشاباك، صدر الأمر بتنفيذ العملية، وأعطت قيادة المنطقة في سديروت الضوء الأخضر لتنفيذ العملية
وأفاد مصدر عسكري للموقع الاستخباراتي الإسرائيلي أن الهجوم كان "دقيقا وقويا"، وتم تسجيل إصابة مباشرة، خاصة في المجمع تحت الأرض. وقال إن المستشفى نفسه "لم يتضرر تقريبا".
وأوضح المصدر ذاته أن اختيار موقع العملية لم يكن صدفة، بل هو مجمع ذو أهمية كبيرة لحماس، ويقع أسفل منشأة مدنية حساسة.
وحتى الآن، ليس من الواضح ما إذا كان قد تم اغتيال السنوار، وليس من المعروف ما إذا كان معه مسؤولون كبار آخرون. لكن جيش الاحتلال يقدر أنه إذا تم القضاء عليه، فإن ذلك من شأنه أن "يغير قواعد اللعبة"، حيث يعتبر السنوار عقبة كبيرة في المفاوضات من أجل عودة المختطفين.
انتهى
تل أبيب-غزة / المشرق نيوز
0 تعليق