في سابقة.. "خلدون" يستحضر التراث العمراني والمعماري لأبي الجعد في مؤلف بثلاث لغات

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

في كتاب من 216 صفحة، ومن حجم 30×24، متوفر بثلاث لغات (العربية والفرنسية والإنجليزية)، يحمل عنوان: “بجعد.. التراث العمراني والمعماري للمدينة العتيقة”، يسلط عبد الغني خلدون الضوء على التراث التاريخي والمعماري لمدينة أبي الجعد، إحدى أقدم المدن العتيقة بالمملكة، والتي أسسها في القرن السادس عشر الولي الصالح والصوفي المعروف سيدي بوعبيد الشرقي، ويميط اللثام عن الدور الهام الذي لعبته هذه المدينة في تطوير المغرب، سواء من الناحية الروحية أو المعمارية.

عبد الغني خلدون، ابن مدينة أبي الجعد (62 عامًا)، وانطلاقًا من تخصصه كمهندس مدني، حاول تدارك النسيان الذي عانى منه التراث المعماري للمدينة، واقتراح نموذج مرجعي لصون المدن المغربية العتيقة، خصوصًا وأن العمل الأكاديمي ركز، ولفترة طويلة جدًا، على البعد الروحي لأبي الجعد، أو "بجعد" كما سماها خلدون ويسميها المغاربة، على حساب نسيجها الحضري ومعالمها الأثرية.

الكاتب، وفي تصريح صحفي، أوضح أنه سعى إلى الجمع بين حسه الهندسي وحرصه على إبراز تماسك النسيج العمراني الذي تم تشكيله، قبل خمسة قرون، وفقًا لمعايير تضاهي التخطيط العمراني الحديث، معتبرًا أن المدينة العتيقة تقدم نموذجها، حيث كان كل حي من الأحياء التي أسسها أحد أحفاد الولي الصالح، يضم زاوية ومسجدًا ومدرسة وحمامًا وفرنًا جماعيًا، وهي “شبكة من المرافق” تضمن الاكتفاء الذاتي والتوازن بين الفضاءات الدينية والسكنية والاقتصادية.

خلدون أوضح كذلك أن هذا الكتاب ينطلق من سياق تاريخي يبدأ من التأسيس سنة 1536، ويرصد التطور الروحي والثقافي والاقتصادي الذي أعقب ذلك، ويقدم جزءه الأخير جردًا مفصلًا لأكثر من خمسين معلمة تاريخية (زوايا، مساجد، مدارس قرآنية، أضرحة، حمامات، وأفران)، حيث يبرز قيمتها المعمارية ووضعيتها الراهنة.

واعتبر أن هذه القراءة المتقاطعة للتاريخ والعمران تكشف عن إتقان ودراية، منذ البدء، بالمعايير المعاصرة للهندسة العمرانية، ودعا إلى التعبئة الجماعية، مذكرًا بأن أبي الجعد مصنفة كتراث تاريخي وطني، وهو تصنيف يراه غير كافٍ لمواجهة الضغوط الديمغرافية والتغييرات التي طرأت على المباني القديمة.

وأبرز، في هذا الصدد، أن الهدف هو تظافر الجهود بين السكان والسلطات المحلية والجمعيات، من أجل إعداد ملف قوي لإدراج المدينة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، مشددًا على أن من شأن هذا الاعتراف أن يفتح المجال أمام الحصول على تمويلات خاصة، وتعزيز برامج الترميم، وضمان نقل هذا “الكنز المعماري والروحي” إلى الأجيال القادمة.

الكتاب، الصادر عن دار النشر "كولور.كوم"، يتضمن أيضًا صورًا فوتوغرافية للفنان جمال المرسلي الشرقاوي، الذي يشغل مهمة رئيس الجمعية الأفرو-مغاربية لفن التصوير الفوتوغرافي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق