نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قادة الإخوان من شعارات «الجهاد على منصة رابعة» إلى خدمة أجندات إسقاط مصر, اليوم الاثنين 11 أغسطس 2025 03:54 مساءً
في أغسطس 2013، كانت منصة رابعة العدوية تموج بخطابات نارية تُعِد الحشود بـ«الجهاد» و«الشهادة» و«تحرير القدس»، كان قادة الإخوان يتحدثون وكأنهم يقفون على أعتاب معركة فاصلة، يصورون أنفسهم كفرسان في ملحمة دينية ووطنية، ويقسمون أنهم على استعداد للتضحية بأنفسهم من أجل «الدين والوطن».
لكن ما إن انطفأت أضواء الكاميرات وسقط الاعتصام، حتى انكشفت الحقيقة، فمن كانوا يطالبون أتباعهم بالصمود حتى الموت، شوهدوا بعد ذلك في العواصم الغربية، ينعمون بالأمن والرفاهية، ويحصلون على دعم وتمويل من دول طالما وصفوها بالعدو.
بعد فض الاعتصام، بدأت موجة هروب منظم لقيادات الصف الأول والثاني إلى دول أجنبية لخدمة مصالحهم.
من شعارات الدم إلى مكاتب اللجوء
فض اعتصام رابعة كان نقطة التحول الكبرى التي كشفت ازدواجية قادة الإخوان، فبينما صدرت الجماعة خطابًا يحض على المواجهة والموت في الميادين، كانت شبكات الهروب إلى الخارج قد بدأت قبل الفض بأسابيع، بترتيب وتأمين ممرات آمنة للقيادات.
تحول عصام تليمة، من خطيب منصة رابعة الذي يرفع شعارات «الجهاد» إلى ضيف دائم على شاشات قنوات ممولة من الخارج، يقدم نفسه محللًا سياسيًا من لندن، كما لم يتردد محمود حسين، الأمين العام للتنظيم الدولي، في الانتقال بين العواصم الأوروبية بجوازات سفر وتأشيرات حصل عليها بتسهيلات خاصة، في حين تُرك شباب الإخوان يواجهون السجن أو الهروب الفردي، أما وجدي غنيم، الذي كان يحرض علنًا على العنف ويكفر خصومه السياسيين، انتهى به الحال لاجئًا يتلقى رواتب مقابل الظهور الإعلامي وخطابات الكراهية في وسائل إعلام أجنبية.
والقائمة تطول لتشمل قيادات الصفين الثاني والثالث الذين هربوا إلى الخارج، حيث طلبوا اللجوء السياسي بحجة «الاضطهاد».
الغرب.. المأوى الجديد
الغرب الذي وصفه قادة الإخوان لعقود بأنه «صانع الفتن» و«العدو الاستعماري»، أصبح في نظرهم الملاذ الآمن، بل تحولت بعض عواصم العالم إلى منصات بديلة لخطابهم، لكن هذه المرة بتمويل وتوجيه من أجهزة ومؤسسات سياسية وإعلامية اجنبية.
مراكز أبحاث ومنظمات مشبوهة: يديرها أو يعمل بها إخوانيون سابقون تحت لافتة «حقوق الإنسان» أو «الديمقراطية»، لتقديم تقارير مفبركة ضد مصر في المحافل الدولية.
التعاون الاستخباراتي: بعض القيادات باتت تقدم معلومات وتحليلات للجهات الغربية حول أوضاع المنطقة، في مقابل استمرار إقامتهم وحصولهم على مزايا مادية.
الإعلام كأداة ضغط: أطلقوا قنوات ومواقع إلكترونية من لندن وإسطنبول تعمل على تضليل الرأي العام، وتبث رسائل تحريضية ضد مصر ودول عربية أخرى.
تجارة بالشعارات
منصة رابعة كانت بالنسبة لقيادة الإخوان مجرد أداة لتعبئة الجماهير، وإيهامهم أنهم يخوضون معركة مقدسة، بينما دفع الشباب البسطاء حياتهم أو حريتهم، كان القادة يتفاوضون سرًا على صفقات خروج آمن لأنفسهم وعائلاتهم، ويحجزون تذاكر الطيران، ويؤمّنون حساباتهم البنكية في الخارج، و اختار وا النجاة بأنفسهم والعيش في فنادق ومنازل فارهة، يتلقون الرواتب بالدولار واليورو.
تحولت شعارات «الدم» و«الشهادة» إلى جوازات سفر أجنبية، وإقامات دائمة، ورواتب بالدولار واليورو، لم تكن القضية «الدين والوطن» بقدر ما كانت «البقاء والنفوذ»، حتى لو كان الثمن هو الارتماء في أحضان دول طالما هاجموها، الأخطر أن هؤلاء الذين قدموا أنفسهم كـ«ضحايا قمع» في مصر، صاروا أدوات في يد القوى الغربية التي تسعى لإضعاف الدولة المصرية، يشاركون في حملات إعلامية وسياسية ممنهجة ضد مصر، يقدمون شهادات زائفة، ويضغطون عبر منظمات دولية لتمرير قرارات أو عقوبات ضد مصر.
من ضحايا الأمس إلى أدوات اليوم
منصة رابعة كانت البداية الفعلية لانكشاف الوجه الحقيقي للجماعة، فحين خفتت الأضواء وسقطت أوراق التوت، ظهر أن «الجهاد» لم يكن سوى شعار للاستهلاك المحلي، وأن اللجوء في أحضان الدول الأجنبية هو النهاية الحقيقية لقصة ادعاء البطولة، بينما كانت تبحث عن النجاة والمصلحة.
واليوم، بعد أكثر من عقد، يقف هؤلاء القادة في الصفوف الأولى لحملات موجهة من الخارج ضد بلدهم، متناسين دماء من صدقوهم ووقفوا خلفهم، لقد انتهت الحكاية من «الموت في سبيل الله» إلى «الحياة من أجل الدولار».
أخبار متعلقة :