أسعار الذهب تتأثر بشدة بعد إجراءات الرسوم المفاجئة من الولايات المتحدة الأمريكية

ra 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تعتمد سوق الذهب العالمية على شبكة متشابكة من البنوك، شركات التكرير، وشركات الشحن التي تستطيع أن تحرك السبائك الذهبية بيسر بين مراكز التداول الرئيسية في أي وقت. ولكن في يوم الجمعة الماضي، أحدث قرار أميركي غير متوقع يتعلق بفرض رسوم جمركية على المعدن الأصفر فوضى عارمة في هذا النظام، مما أدى إلى اضطراب كبير في الأسواق.

هذا القرار، الذي يبدو أنه صدر عن هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية، تم إعلانه بشكل سري في رسالة إلى إحدى المصافي السويسرية بتاريخ 31 يوليو، ليتم تسريبه في يوم الجمعة، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار العقود الآجلة للذهب في نيويورك إلى مستويات قياسية. كما حذرت مصادر مطلعة من أن هذه الرسوم الجمركية قد يكون لها عواقب متسلسلة وخيمة على السوق. ومع ذلك، تراجعت الأسعار بسرعة حين أكدت إدارة الرئيس دونالد ترمب أنه لن يتم فرض الرسوم الجمركية على واردات سبائك الذهب في نهاية المطاف.

تقلبات الأسواق في ضوء حرب ترمب التجارية

قد يهمك أسعار الذهب تتغير بصورة مفاجئة وعيار 21 يسجل ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الأحد 10 أغسطس 2025

تمثل هذه الحادثة أحدث الأمثلة على التقلبات الحادة التي تترتب على حرب الرئيس ترمب التجارية، التي تؤثر على الأسهم والمواد الخام والمنتجات النهائية على حد سواء. عادةً ما تُعتبر سبائك الذهب أدوات مالية أكثر من كونها منتجات مادية، وفي حال تم فرض رسوم جمركية عليها، فإن العواقب ستكون مدمرة. فعلى سبيل المثال، أشار العديد من المتداولين إلى أن هذا القرار يبدو كأنه خطأ جسيم.

كما صرح روبرت غوتليب، وهو متداول سابق في المعادن الثمينة ومدير إداري في “جيه بي مورغان تشيس وشركاه”، بأن الحكومة لم تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الأخرى للذهب كأداة مالية، وركزت فقط على الشكل المادي له. يمثل نظام صنع ونقل سبائك الذهب الأساس الحساس للسوق العالمية، سواء من خلال بورصات العقود المستقبلية في نيويورك وشنغهاي، أو الأسواق التي تشرف عليها بنوك لندن، بالإضافة إلى المراكز الكبرى في مومباي ودبي وهونغ كونغ.

دور مصافي التكرير في حركة الذهب

مقال مقترح أسعار الحبوب والبقوليات والزيوت في الغربية تسجل ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الأحد 10 أغسطس 2025

تعتبر مصافي التكرير في سويسرا عنصرًا محوريًا في تسهيل النشاط التجاري للذهب بين لندن ونيويورك. وقد أصدرت مجموعة تجارية تمثل المصافي السويسرية تحذيرًا يوم الجمعة بأن الرسوم الجمركية المزمع فرضها ستجعل الشحنات نحو الولايات المتحدة غير مجدية. هذا الأمر دفع بعض مصافي التكرير الآسيوية إلى تعليق مبيعاتها إلى السوق الأميركية بشكل مؤقت. وفي ظل هذه الاضطرابات، حذر مراقبون من أن فرض الرسوم الجمركية يمكن أن يؤدي إلى أزمات في سوق العقود المستقبلية للذهب.

وفقًا لروس نورمان، وهو خبير مخضرم في هذا المجال، فإن الخسارة المحتملة قد تصل إلى مليارات الدولارات بسبب عدم الاستقرار. وقد أصبحت الفجوة السعرية بين بورصة “كومكس” في نيويورك والسعر المرجعي في لندن واضحة، حيث تجاوزت الأسعار في نيويورك 3,530 دولارًا للأونصة بينما تراجعت الأسعار في لندن.

تحديات الرسوم الجمركية وتأثيرها على تجارة الذهب

قد يهمك أسعار الدولار اليوم الأحد 10 أغسطس 2025 ترتفع مع ختام تعاملات السوق المالية بشكل ملحوظ

مع إعلان هذه الرسوم الجمركية، أصبح الفارق البالغ 3% بين السوقين غير كافٍ لتغطية تكاليف الاستيراد، والتي تختلف وفقًا لسياسات ترمب الجمركية. عادةً، إذا زادت الأسعار في نيويورك بشكل كافٍ، يتم صهر سبائك الذهب الكبيرة الحجم في سويسرا وإعادة تشكيلها إلى سبائك أصغر، ولكن مع وجود رسوم بنسبة 39% على الصادرات إلى سويسرا، فقد ترتفع الأسعار إلى 4,700 دولار للأونصة ليصبح التصدير ممكنًا.

يمكن أن يلجأ المشترون الأميركيون لمصادر من دول أخرى مثل كندا والمكسيك، لكن ترمب هدد أيضًا بفرض رسوم مكثفة على تلك الدول. تُعد مصافي التكرير المستقلة عرضة لهوامش ربح ضئيلة، وتحذر المؤسسات السويسرية من أن استبعادهم من سوق بهذا الوزن ستكون له تداعيات خطيرة على التجارة العالمية فيما يتعلق بالذهب.

.في ظل هذه الأوضاع، يأمل العديد من المستثمرين والمتداولين أن تتراجع الإدارة الأميركية عن هذا القرار. كما أشار مسؤولون إلى أن الإدارة قد تصدر توضيحات حول ما وصفوه بـ”المعلومات المضلة” بشأن رسوم الذهب. وكما أكد داروي كونغ، رئيس قسم السلع في مجموعة “دي دبليو إس”، فإن هذه الأحداث قد تغيّر بشكل جذري مشهد السلع، مع احتمال ظهور تغييرات جديدة قريبًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق