قال الدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، إن التعليم الفني يتعرض لصورة ذهنية سلبية ناتجة عن ارتباطه بعدم تحقيق الطالب لمجموع عالٍ في الإعدادية، مما يجعل البعض يعتبر أن التحاق أبنائهم بهذا النوع من التعليم يعد فشلاً. وأكد بصيلة، خلال حديثه في برنامج “مساء dmc” مع الإعلامي أسامة كمال، أن هذه النظرة خاطئة تمامًا، حيث أن الطلاب الذين لا يحققون درجات مرتفعة قد يمتلكون قدرات تختلف تمامًا عن ما تتطلبه الدراسات النظرية.
إعادة تصور التعليم الفني في مصر
قد يهمك مواعيد قطارات الصعيد يوم الجمعة 8 أغسطس 2025: اختر القطار الأنسب لك!
أوضح بصيلة أن الوزارة تتجه لرفع هذه الصورة السلبية من خلال تطوير نظام التعليم الفني وتعزيز المهارات الأساسية للطلاب. تم وضع اختبارات مصممة خصيصًا لمساعدة الطلاب في اكتشاف قدراتهم، وتوجيههم نحو التخصصات التي تناسبهم، وهو الأمر الذي يمثل جوهر فلسفة التعليم التكنولوجي عالميًا. وهذا النظام مشابه لتجارب ناجحة في دول مثل ألمانيا وفرنسا وإنجلترا واليابان والولايات المتحدة، حيث يتم توجيه الطلاب بناءً على ميولهم وقدراتهم وليس فقط على أساس درجاتهم.
شهادات مزدوجة وتعليم دولي
مقال مقترح مأساة في السعودية: وفاة شاب مصري في حادث مؤلم
في خطوة هامة، وقّعت وزارة التعليم الفني مؤخرًا اتفاقيات مع مؤسسات دولية، بما في ذلك المعهد العالي للتكنولوجيا الدوائية في روما، بهدف تقديم شهادات مزدوجة للطلاب. هذه الشهادات ستمكن الطلاب من العمل أو استكمال دراستهم في الخارج. وقد أكد بصيلة أن هذه الاتفاقيات تعكس التزامًا بالحصول على تقييم دقيق من الجانب الأجنبي، وقد أظهر الطلاب المصريون، من خلال أربع زيارات متبادلة، مستويات عالية من الأداء والمهارة.
توجهات مستقبلية في التعليم التكنولوجي
تابع أيضاً اكتشف الفروق الرئيسية بين كراسات شروط ‘سكن لكل المصريين 7’ وأنواع الوحدات.. معلومات محدثة الآن!
كما أشار بصيلة إلى أن هناك توجهًا استراتيجيًا واضحًا من الدولة لتعزيز التعليم التكنولوجي، حيث زادت نسبة الطلاب الملتحقين به من 43% إلى 58% من خريجي الإعدادية، وأكد أن بعض مدارس التكنولوجيا التطبيقية تطلب درجات مرتفعة تصل إلى 97%. ولفت إلى أن الآباء هم من يحولون أحيانًا رغباتهم الشخصية إلى أحلام يتحتم على أبنائهم تحقيقها، لكن الأهم هو اكتشاف مهارات الأبناء وتوجيههم لأماكن تفوقهم. كما أكد أن الفنيين المهرة قد يتجاوز راتبهم رواتب الأطباء أو المهندسين الجدد، إذ أصبحت المهارة هي المعيار الأهم في سوق العمل.
واصل بصيلة حديثه بالإشارة إلى ضرورة تواكب التعليم مع تطورات الصناعة، حيث تمثل 90% من الابتكارات في القطاعات الإنتاجية. لذلك، تعمل الوزارة على تضمين القطاع الخاص في إعداد المناهج وتعزيز المهارات المطلوبة.
أظهر بصيلة أن مصر قد حققت تقدمًا ملحوظًا في مجال التعليم الفني، حيث انتقلت من المركز 113 عالميًا في التعليم التقني عام 2018 إلى المركز 43 بحلول ديسمبر 2024، مما يعكس جهود حقيقية. إن الطلاب الحاليين يمثلون سفراء للتطور في النظام التعليمي، ويعكس منح الشهادات الأوروبية المزدوجة احترافية التعليم الفني المصري وثقة المؤسسات الدولية فيه.
0 تعليق