يشهد سوق المعادن النفيسة تحركات قوية مؤخراً، حيث يمثل الذهب والدولار توجهات استراتيجية واضحة للمستثمرين وسط حالة ترقب لتقارير اقتصادية أمريكية هامة، فقد سجل الذهب تراجعاً في قيمته مع ارتفاع الدولار، مما يدفع الأسواق إلى إعادة تقييم توقعاتها لسياسات الاحتياطي الفيدرالي القادمة المرتبطة بالتضخم، وهو ما يجعل متابعة سبائك الذهب وعملة الدولار أمراً رئيسياً لمتداولي المعادن والمتابعين الاقتصاديين على حد سواء.

سبائك الذهب وعملة الدولار وتأثير التضخم

شهدت أسعار الذهب تراجعاً في السوق الفورية بنسبة 0.5% لتصل إلى 3300.59 دولاراً للأونصة، وذلك مع ارتفاع طفيف لقيمة الدولار الأمريكي بفضل حالة الترصد التي يعيشها المستثمرون لتقرير التضخم الأمريكي، التقرير المُمثل بمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) لشهر أبريل يُعتبر أهم المؤشرات الاقتصادية التي يتم على أساسها وضع السياسات النقدية، حيث تشير التوقعات إلى ثبات المعدل الشهري عند 0.1%، واستقرار المعدل السنوي عند 2.2%، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على تداول سبائك الذهب وعملة الدولار في الأسواق العالمية.

الذهب والسياسات النقدية

ألقت تصريحات رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، الضوء على توجه البنك المركزي الأمريكي، إذ أشارت إلى إمكانية خفض الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام، لكنها شددت على ضرورة الحفاظ على معدلات الفائدة الحالية لضمان تحقيق هدف التضخم البالغ 2%، يعتبر الذهب أداة استثمارية مميزة، حيث يتأثر بسياسات خفض الفائدة لكونه لا يدرّ عوائد ومع ذلك فإنه يمنح أماناً استثمارياً خلال فترات اضطراب الأسواق بارتباطه الوثيق بحركات الدولار.

تحديات التجارة وتأثيراتها على سبائك الذهب وعملة الدولار

في سياق منفصل، تلقي قضية الرسوم الجمركية الأمريكية بظلالها على الاقتصاد العالمي مع قرارات محكمة استئناف اتحادية مؤقتة أعادت فرض الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، هذا الإجراء يضع الأسواق الدولية وخاصة العلاقات التجارية مع الصين في حالة “جمود نسبي”، وفق تصريحات وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، التي أثارت الوسط الاستثماري، حيث قال إن تدخلات مباشرة من الطرفين الرئاسيين قد تكون ضرورية للوصول إلى حلول دائمة.

المعادن النفيسة الأخرى في الأسواق

حالة أسواق المعادن لا تقتصر فقط على الذهب بل تشمل عدة معادن نفيسة أخرى، حيث شهدت الفضة تراجعاً بنسبة 0.8% لتصل إلى 33.07 دولاراً للأونصة، فيما استقر البلاتين عند 1081.93 دولاراً، وبلغ البلاديوم انخفاضاً بنسبة 0.3% ليسجل 970.43 دولاراً للأونصة، وتظل هذه الاتجاهات مرتبطة بقوة بالدولار وقرارات السياسة النقدية، مما يضيف طبقات جديدة من التعقيد للتحركات السعرية اليومية لهذه المعادن.