تستعد سماء مصر اليوم الاثنين 12 مايو 2025 لاستقبال مشهد فلكي ساحر يمكن متابعته بالعين المجردة، حيث يسطع القمر البدر لشهر ذو القعدة فوق الأفق، في منظر مهيب سيستمر حتى فجر الثلاثاء، ليمثل واحدة من أجمل الظواهر الطبيعية التي يمكن للجمهور مشاهدتها دون الحاجة لأي أدوات فلكية.

ووفقًا لتقرير صادر عن الجمعية الفلكية بجدة، فإن القمر سيبدو هذه الليلة بحجم أصغر من المعتاد، نتيجة اقترابه من نقطة الأوج، وهي النقطة الأبعد عن الأرض في مداره الإهليجي، حيث يبعد عن كوكبنا بمسافة تقارب 405,278 كيلومترًا.

موعد اكتمال البدر وتأثيره البصري في سماء مصر

يصل القمر إلى مرحلة الاكتمال التام في تمام الساعة 7:55 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، الموافق 4:55 مساءً بتوقيت غرينتش، عندما يكون في حالة تقابل تام مع الشمس، وهي اللحظة التي يكون فيها القمر قد أكمل نصف مداره حول الأرض.

ونتيجة لهذا البعد النسبي، فإن البدر سيظهر الليلة أصغر بنسبة تتراوح بين 5.9% و6.9% مقارنة بالحجم المتوسط للقمر، وأصغر بنحو 12.5% إلى 14.1% عند مقارنته بما يعرف بـ”القمر العملاق” الذي يكون في أقرب نقطة له من الأرض.

لماذا يبدو القمر أكبر وأحمر عند الشروق؟

سيبدأ شروق القمر من الأفق الجنوبي الشرقي بالتزامن مع غروب الشمس، وسيبدو للناظرين بحجم أكبر من المعتاد، وهو ما يعرف بخدعة القمر البصري الناتجة عن مقارنته بالأجسام القريبة مثل الأشجار والمباني.

وقد يتلون البدر بدرجات من الأحمر أو البرتقالي بسبب مرور ضوئه عبر طبقات الجو المليئة بالغبار والرطوبة.

ومع مرور الوقت وارتفاعه في السماء، يستعيد القمر لونه الفضي الطبيعي، ويصل إلى أعلى نقطة له بعد منتصف الليل، قبل أن يغرب فجر الثلاثاء من الأفق الجنوبي الغربي.

فرصة ذهبية لعشاق التصوير الفلكي

يعد هذا التوقيت فرصة مثالية لعشاق التصوير الفلكي وهواة الرصد، حيث يمكن مشاهدة الفوهات القمرية المشعة بوضوح من خلال التلسكوبات أو المناظير، وأبرزها فوهة تيخو، التي يمكن رصدها حتى بالعين المجردة في حال صفاء السماء، إذ تمتد المواد المنبعثة منها على شكل شعاعي لمسافات قد تصل إلى مئات الكيلومترات.

ورغم أن إضاءة القمر الكاملة قد تجعل سطحه يبدو مسطحًا، إلا أن تلك الفوهات تظل بارزة كدليل على التاريخ الجيولوجي العنيف للقمر.

ماذا بعد البدر؟ مراحل القمر القادمة

بعد الليلة، سيبدأ القمر في التأخر بالظهور تدريجيًا، بمعدل ساعة تقريبًا يوميًا، وصولًا إلى طور التربيع الأخير بعد نحو أسبوع من اكتماله، ما يشكل فرصة أخرى للراغبين في متابعة التغيرات الشهرية للقمر ضمن دورة فلكية منتظمة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط