وذكرت صحيفة اندبندنت البريطانية أن العديد من منظمات حقوق الإنسان والنشطاء اليابانيين من هيروشيما. أعربوا عن مخاوفهم بشأن ما يجري في غزة. قائلين إن العالم لم يتعلم بعد من دروس هيروشيما. وقال كريستيان بينيديكت. مدير الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية في بريطانيا: عندما تقارن صور غزة بصور هيروشيما قبل 80 عاما. تكون أوجه الشبه مذهلة.

وأضاف: مثل هيروشيما. فإن الدمار في غزة يشبه نهاية العالم. عائلات كاملة أُبيدت. أطفال دفنوا تحت الأنقاض. ومستشفيات ومدارس تحولت إلي غبار.

وكانت الولايات المتحدة قد ألقت قنبلة نووية. في السادس من أغسطس 1945. علي هيروشيما. وأدي ذلك إلي مقتل أكثر من 140 ألفا خلال الأشهر التي تلت الانفجار.

وفي الأيام الماضية. انتشرت صور توثق الدمار والخراب الذي حل بقطاع غزة. وأظهرت صور من السماء أن معظم المباني سويت بالأرض وتلونت باللون الرماد والغبار.

وقالت جولييت توما. المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا. إن إحدي زميلاتها زارت مدينة رفح جنوب غزة. مؤخرا.

وأضافت: قالت إن رفح تشبه هيروشيما تماما. حاولت أن أحصل علي صور لها لكنها لم تسمح لهم بالتقاط أي صور. لكننا بحثنا معا عن صور لهيروشيما. وقالت: هذا بالضبط كيف تبدو رفح اليوم'.

وفي هيروشيما. عبر اليابانيون. في فعاليات إحياء ذكري إلقاء قنبلة هيروشيما عن تخوفهم بشأن مستقبل غزة.

لا للأسلحة النووية. أوقفوا الحرب. حرروا غزة. لا للمزيد من الإبادة الجماعية» كانت هذه بعض الشعارات التي رفعها مئات المحتجين خارج حديقة السلام التذكارية.

وذكرت الصحيفة أن ممثلا عن فلسطين حضر هذا الحدث لأول مرة. إلي جانب حوالي 55 ألف شخص. من بينهم ممثلون عن 120 دولة ومنطقة.

من جانبها. حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. مؤكدة أن أكثر من مليوني شخص يواجهون ظروف مجاعة حادة في ظل التدهور المستمر للوضع الغذائي والطبي. وتقييد دخول المساعدات.

وأظهر تقرير مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة فاو ومركز الأمم المتحدة للتدريب علي الصور الفضائية. أن 8.6% فقط من الأراضي الزراعية في غزة لا تزال صالحة للزراعة. بينما لا تتجاوز نسبة الأراضي المتاحة وغير المتضررة 1.5%. وذلك حتي 28 يوليو الماضي.

وأشار التقرير إلي أن أكثر من 86% من الأراضي الزراعية قد تضررت. في حين تُعد 12.4% غير متضررة لكنها تقع خارج نطاق الوصول بسبب العمليات العسكرية المستمرة بين القوات الإسرائيلية ومسلحين في القطاع.

وأوضحت وزارة الصحة في غزة أن خمس وفيات جديدة مرتبطة بسوء التغذية سُجلت خلال الـ24 ساعة الماضية» ليرتفع إجمالي الوفيات المرتبطة بالمجاعة إلي قرابة 200 حالة. نصفهم من الأطفال.

من جانبه. أفاد مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أوتشا بأن المستشفيات تعاني الاكتظاظ ونقص الأسرة والإمدادات الطبية» ما يضطر المرضي للاستلقاء علي الأرض وفي الشوارع. في وقت مُنعت فيه فرق الطوارئ الطبية مجددًا من دخول القطاع.

كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 100 من الكوادر الطبية المتخصصة. من بينهم جراحون. لم يُسمح لهم بالدخول إلي غزة منذ مارس الماضي. ما يهدد الخدمات الصحية المنقذة للحياة.

وفي السياق. أشار التقرير إلي أن النقص الحاد في الوقود يهدد حياة أكثر من 100 طفل خديج. رغم إدخال 300 ألف لتر فقط من معبر كرم أبو سالم خلال اليومين الماضيين. وهي كمية لا تلبي الحد الأدني من الاحتياجات.

وفي ظل أوامر إخلاء جديدة صادرة عن الجيش الإسرائيلي شملت خمسة أحياء في محافظتي غزة وخان يونس. تستمر معاناة آلاف العائلات في ظل عدم السماح بدخول مواد الإيواء منذ مارس الماضي. وارتفاع أسعار السلع القليلة المتاحة في السوق المحلية. بشكل جنوني.

وسُجلت أسعار قياسية للمواد الغذائية. حيث بلغ سعر كيس صغير من السكر نحو 170 دولارًا. بينما اختفي البيض والدواجن واللحوم من الأسواق» ما أجبر السكان علي الاعتماد علي البقوليات والخبز فقط.

وفي إفادته اليومية من نيويورك. شدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق علي أن الوضع المتدهور في السوق يؤكد الحاجة العاجلة إلي إدخال المساعدات الإنسانية والسلع التجارية بشكل واسع ومستمر لتجنب المزيد من الكوارث.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل