ظاهرة "النباشين" .. تتوحش

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ظاهرة "النباشين" .. تتوحش, اليوم الجمعة 8 أغسطس 2025 12:15 مساءً

وهم من كل الاعمار، نساء ورجال واطفال، يسمون أنفسهم "الفريزة"، ولكن اتفق الجميع على تسميتهم بالنباشين، هم فئة جديدة ظهرت فى المجتمع منذ حوالى عشر سنوات تقريبا ولكنها تكاثرت بسرعة رهيبة وبدأت بعض مشاكلهم التى يتحدث عنها المواطنون، بل ووثقوها فى فيديوهات بقيامهم بعمليات سرقة من محلات او سرقة فوانيس جانبية لسيارات مركونة فى الشوارع

لم يكن الاقتراب منهم سهلا بطبيعة الحال، وكانت لنا تجارب سابقة معهم منذ سنوات فى محاولات التحدث معهم قوبلت بالرفض، وفى احد المرات رصدت "الجمهورية أون لاين" عدد منهم متجمعين فى نهاية أحد الكبارى ويقومون بشراء مخدر الشابو والايس من موزع وهذا يعتبرونه جزءا من أجرهم الذى يحصلون عليه ولم يتسن لـ"المساء " تصويرهم من قريب، نظرا لخطورة الموقف فتم تصوير البائعين للمخدرات بكاميرا موبيل من بعيد تظهر بعضهم خوفا من الناضورجية.

وانتشرت ايضا محلات فى كل الاحياء تقوم على شراء ما يتحصلون عليه ووزنه من معادن وبلاستيك وورق وكل مما يجمعونه من القمامة.

والخطورة الظاهرة كان لابد من منافساتها من كافة جوانبها

"الجمهورية أون لاين" .. حاورت عدد منهم  للتعرف على أسباب انتشارهم فى الشوارع
أغلبهم من متعاطى الايس وشابو .. ويبحثون من مصدر دخل سهل وسريع
قالـــــــوا:
نقوم بعمل شريف ولا نسبب مشاكل لأحد .. أو مع أحد
ومظهرنا السيئ لا يعنى اننا سيئون ..
والمشكلة فى عدم تقبل الناس لنا ومطاردة الشرطة

نشترى طعامنا من المحلات .. ولا نأكل من القمامة كما يظن البعض
" ام سعد" تُدخن بشراهة وتُقيم في الدويقة
و"تأكل عيشها" في "الحلمية" .. وابنتها بمدرسة خاصة داخلية !!

فى أحد الايام لاحظت "الجمهورية أون لاين" تجمع عدد من النباشين لفرز حصيلة ما وجدوه فتم تصويرهم، فاذا بهم يتجاوبون  معنا ويسمحون بالحديث معهم وتصوير اثنين منهم فقط والباقى رفض التصوير.

فريزة الخردة

* محمد على الشهير ب"حموكشة": ابلغ من العمر 43 سنه من المطرية وخريج دبلوم صنايع قسم لحام ومتزوج ومعى اربع ابناء ثلاث بنات وولد بدأت العمل فى جمع الخردة من الزبالة منذ اربع سنوات لتغطية تكاليف الحياه فهى اسرع واسهل وسيلة للحصول على المال صحيح يوجد بها بعض العناء ولكنها مجزية ونظرة الناس لنا بعضهم ايجابى يرانا نقوم بعمل شريف ولا نسبب مشاكل لاحد او مع احد، والبعض الاخر يشمئز منا ويستحقروننا وصحيح ان عددا منها قد أخطأ فى حق نفسه فى وقت من الاوقات وتعاطي المخدرات، ولكن ليس من الانصاف ان يستمر المجتمع فى معاقبتنا.

والحمد لله ليس لدى شخصيا أى سوابق ولقد اقلعت عن تعاطى المخدرات وركزت كل اهتمامى باولادى ومستقبلهم وانا لا اتمنى لهم ان يعيشوا نفس تجربتى ولقد حاولت ان اركب توكتوك ولكن نظرة المجتمع على انى مدمن سابق حرمتنى من هذا العمل، فلجأت الى فرز وجمع المخلفات من الشارع، فالمجتمع لا يساعدك على اصلاح الخطأ ومعالجة المشكلة السابقة بل تستمر نظرتهم اليك نظرة سيئة، فأبرز المشاكل هى نظرة الناس لنا وكذلك مطاردات الشرطة، على الرغم من من اننا لا نعمل عمل مهينا او اننا نسرق احدا، فيتم القاء القبض علينا بتهمة التسول بدون وجه حق ومظهرى السيئ لا يعنى اننى شخص سيئ ولكنها طبيعة عملى وليس لى مواعيد محددة فى العمل وطلبى من الدولة ان هو ان تهتم بنا فنحن نعمل عمل شريف وشغلى فى تجميع العبوات المعدنية.

تعاطى المخدرات

* محمد سلطان "52 سنه - من بهتيم قليوبية": لم اكمل تعليمى، واكتفيت بعد الصف الثانى الاعدادى ومطلق ولدى اطفال وارجو ان لا تصورنى، فلقد كنت اعمل براد تركيبات فى مصانع العلف ولكن بسبب تعاطى المخدرات وطرد اسرتى من بيتى لجأت الى الشارع، منذ حوالى ثلاث سنوات، وحاليا اتعاطى اى منشطات من البودرة والايس وأجريت عمليتين غضروف وتثبيت فقرات وهذا تسبب فى تركى للعمل، والان المخدرات تجعلنى اتحمل مشقة العمل.

 حاولت ان اعمل قهوجى ولكن اليومية لم تكن تكفى ثمن المخدرات فتعرفت على اشخاص عرفونى على هذا العمل فاقوم بسرحتين واحدة صباحا والثانية عصرا و"القط رزقى" من تجمعات الزبالة وصفائح القمامة من بلاستيك وكنزات و اسلاك الومنيوم ونحاس وكل ما يمكن اعادة استخدامه مرة اخرى واقوم ببيعها واتحصل ما بين 250 جنيه الى 400 جنيه، حسب النوع والوزن

وحاليا انا نايم فى الشارع فى الحر او البرد فلا مأوى لى سوى الشارع هو منزلى ومصدر دخلى واعلم جيدا ان اعراض الانسحاب للمخدر صعبه جدا ممكن اروح فيها ولا اجد من يساعدنى ويأوينى وينفق على حتى اتعافى من المخدرات واتمنى ان اجد اى داعم لى ليقف بجوار حتى تتعافى من المخدرات.

نحن نشترى طعامنا من المحلات والبقالة و ليس كما يظنه البعض نأكل من القمامة، ونجد فى المخلفات عملات قديمة وقطع فضة وذهب وساعات و اكسسوارات حريمى فالقمامة كنز كبير.

الشارع بيتنا الكبير

* سعاد حماد "48 سنة": انا وزوجى واطفالى الثلاث لم نجد مكانا غير تحت الكوبرى لنعيش فيه لضيق ذات اليد ولم يساعدنا احد ويوفر لنا عملا واستقرارا، فسكنا تحت الكوبرى يعطف علينا المارة بالملابس والاحذية وبعض الطعام خاصة فى رمضان نعمل نحن الخمسة فى جمع الكانزات والبلاستيك ومخلفات الصينى، وقد قام احد الاشخاص بالقاء "كانبه" بجوار صندوق القمامة اعتبرناها مكاننا لنا، فنحن من الخصوص القليوبية ولكننا فى المطرية الان نقوم ببيع ما نجمعه فى محل هنا حسب الوزن (اطفالها يتسولون من المارة وشاهدتهم بنفسى) ونتحصل على مبلغ محترم واصبح الشارع بيتنا الكبير الذى نعيش على خيراته.

وفى وسط القمامة التى تنتشر فى شارع الترولى بالمطرية القاهرة لاحظنا طفل لا يتعدى ال 12 سنه يجلس ويأكل علبه كشرى فأقتربنا منه لنتجاذب معه اطراف الحديث حيث قال: "اسمى حسام واعيش فى الشارع منذ فترة مع ابى وامى واخواتى الاربعة، ولم ادخل مدرسة، واشتريت علبة كشرى من حصيلة عملى فى جمع الكنزات واجلس لاكلها وسط القمامة والكلاب والقطط لانى لا استطيع ان اجلس بجوار اى محل حيث يطردوننى الناس واتكسب جيدا من جمع الكنزات وعلب العصير واكثر من مرة اصيبت بجروح من الزجاج المكسور فى القمامة.

حاولنا ان نبحث عن والده فاخبرنا انه يسرح الان، ثم حضر شخص وحاول ان يشتبك معنا فتركناهم لحالهم.

مؤهل عال

ولا يقتصر الامر على غير الحاصلين على مؤهلات عليا ولكن يقول لنا حمدي ابو راضى انه حاصل على بكالوريوس المعهد العالي للخدمة الاجتماعية انه يهرب بحمولته من الأمن إلى صحراء المدينة حيث التجميع والفرز والسكن أيضا.

 ولا يبدو حمدي نادما على ترك العمل بمؤهله الجامعي موضحا أنه تخرَّج قبل ست سنوات ولم يجد فرصة للعمل فقرَّر الانضمام إلى عمل أسرته الممتد منذ أن كان طفلا.

ويشير إلى أن عائد بيع المخلفات يكفي لإعاشته هو وأسرته لكن المشكلة تبقى كما يقول في مطاردات الأجهزة الأمنية ولكننا فى كل مرة نعود ثانيا.

ويضيف فتحي إبراهيم انه جرى العرف بيننا نحن النباشين على اطلاق كلمة الدنيا على كيس جمع القمامة  وهو كيس بعرض متر ونصف المتر يحمل أملهم في بضع جنيهات ربما هذا للكيس الكبير، بينما الصغير يعرّفونه بقورمة.

من لا يستطع حمل كيس الدنيا على ظهره عليه وضعه على قزق وهو عربة حديد عرضها متر ونصف المتر وطولها متران تشبه إلى حد كبير العربة الخشب أو الحنطور.

* صادق جمال  "العمر 49 عاما":  انا من مواليد السيدة زينب لا أجد مكانًا للنوم إلا في الشارع بعد إزإلة الجهات المحلية للعمارة الآيلة للسقوط التي كنت أسكن بها.

ويواصل: "اعيش حياة مليئة بالصعوبات فقد مات والدى بعد معاناة في الحياة ثم رحل شقيقى ولم يتبق لى إلا شقيقتى التي تزوجت بعيدًا عنى واستلقط رزقى من النبش وفرز القمامة وجمع ما يمكن بيعه منها.

فسعر كيلو العيش بـ 4 جنيهات والورق (الكارتون) بـ 7 جنيهات والبلاستيك بـ14 وأزايز المياه بـ 20 وكيلو الكانز بـ 75 جنيها والصفيح بـ 10 جنيهات والحديد بـ 15 والألومونيا الناشفة (مثل طبق الدش) بـ 50 والطرية زي أطباق الطبخ بـ 90 وهذه أسعار المخلفات التي نجمعها يوميًا.

مدرسة خاصة داخلية

اما ( ام سعد كما عرفت لى نفسها )  فهى تُدخن بشراهة، بلا أسنان تقريبًا، وعمرها 44 سنه ملابسها مهترئة متسخة من النبش في أكوام القمامة وفي المكبات بالحارات والشوارع وتُقيم مع حماتها في حي الدويقة بالقاهرة القديمة لكنها تأكل "عيشها" في حي الحلمية وتقول "تزوجت وانفصلت عن زوجى بسبب تناوله المخدرات ولها ابنة اسمها ملك تبلغ 14 سنة هي في الصف الثاني الإعدادي بمدرسة خاصة داخلية وأنا بتعامل على إني موظفة عند نفسي وبركب المواصلات عشان أروح شغلي وببيع اللي بجمعه لصاحب مخزن بياخد مننا البلاستيك الكيلو بـ15 جنيها والكارتون بـ7 وأزايز المياه بـ 18 نزل سعرها دلوقت لـ 10 كان الكيلو بـ28 جنيها، أما بقى علب الكانز فالكيلو بيطلع وينزل لكن سعرها ماشي بين 80 و70 جنيه للكيلو وتتراوح يوميتى ما بين 150 و200 جنيه وأحيانًا قد لا تصل إلى 50 جنيهًا. لو كان الحال نايم".

وفى احد المخازن المنتشرة فى المطرية قابلت "الجمهورية أون لاين" المعلم فتحى سعد الذى رفض فى البداية ان يتحدث معنا وبعد مدة من الزمن وافق مع اشتراطه عدم تصويره  فهو شاب فى السادسة والاربعين من العمر وهو قائم مقام صاحب المخزن "المعلم" حال غياب الأخير.

 قال "يستقبل المخزن أعدادًا متفاوتة يوميًا من النباشين، فالأرزاق بيد الله، احنا كلما نجمع طنًا أو طنين من أي نوع من أنواع المخلفات بنحملها على عربية نص نقل لمصنع مدينة 6 أكتوبر أو لمصنع تاني في أبو زعبل وكل مصنع بيبقى عليه مهمة بتدوير الزبالة".

وخلف الميزان وقف فتحى يحدثنا عن الأسعار المتقلبة التي يعرضها النباشون حيث قال "كل يوم له سعره احنا بنعمل اللي علينا وملتزمين بالقانون اللي بيفرض علينا إننا نضع كاميرات في المخزن ونوثق كل نباش مع مخلفاته فوق الميزان بصورة بطاقته الشخصية بيجبرونا على كده عشان فيه اللي بيسرقوا حاجات غالية وبيحاولوا يبيعوها في المخازن وعشان كده بنحط كاميرات".

لا يعرف فتحى أي شيء عن التأمين الاجتماعي والصحي فهذا الموضوع أكبر منه كما هو أكبر من النباشين زبائنه وإن كان له محل عمل يعرفه ويعرفه الجميع يقول: "ده موضوع المعلم الكبير بس اللي من حقه يتكلم فيه احنا مجرد عمال أرزقية ما نعرفش يعني ايه تأمين وأدينا شغالين لحد ما نمشي.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق