السلوك الإيجابي

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السلوك الإيجابي, اليوم الاثنين 11 أغسطس 2025 11:46 مساءً

السلوك الإيجابي

نشر بوساطة محمد الصالح في الرياض يوم 11 - 08 - 2025

2145470
من أهم السلوكيات التي تسهم في تحسين جودة الحياة على المستوى الشخصي والاجتماعي هو السلوك الايجابي والذي يبدأ من التفكير الجيد، والذي يتجسد في تصرفات وأفعال تعكس نظرة متفائلة تجاه الحياة والآخرين، وتركز على تعزيز الطاقة الإيجابية في بيئة الفرد عند اعتماد هذا السلوك، فيشعر الشخص بالراحة النفسية أو هو بمعنى آخر شعور الإنسان بالرضا والقبول لكل الأمور قدر الإمكان، وامتلاكه القدرة على مواجهة مصاعب الحياة بطريقة إيجابية، وأن يسعى دائماً إلى تحقيق أهدافه ومشاريعه الخاصة به، كما أن السلوك الإيجابي يمنح الإنسان القدرة على التواصل مع الآخرين بشكل فعال، ويجعله قادراً على تقديم المساعدة لهم وتقديم الحلول لمشاكلهم.
وتأتي أهمية هذا السلوك في أنه يعزز من التفاهم بين الأفراد، ويساهم في بناء علاقات سليمة وصحية بين أفراد المجتمع.
وأعتقد بأن التفكير السلبي هو أكبر عقبة أمام تبني السلوك الإيجابي، فالأشخاص الذين يركزون على الجوانب السلبية في الحياة يجدون صعوبة في تغيير نظرتهم وتبني أفكار إيجابية، ومن المهم التأكيد على أن السلوكيات الإيجابية التي يقوم بها الشخص في الحياة ليست بأمر صعب على الاطلاق، فمن الممكن أن تكون في ابتسامة بسيطة، أو كلمة طيبة، أو مساعدة تقدمها للآخرين، وكذلك الإصلاح بين المتخاصمين، والاحترام للناس وغيرها الكثير.
وهناك قاعدة نفسية تقول: ما تمارسه يومياً سوف تتقنه بكفاءة عالية، فعندما تمارس القلق ستقلق لأتفه الأمور، وعندما تمارس الغضب ستغضب بدون سبب. لذا مارس الطمأنينة لتتقن السكينة، ومارس التفاؤل والأمل لتتقن راحة البال، ومارس الثقة وحسن الظن بالله في حياتك تنعم بالسعادة والأمان والخير.
ويقول ابن القيم رحمه الله: "لا يزال المرء يعاني الطاعة حتى يألفها ويحبها، فيُقيض الله له ملائكة تؤزه إليها أزاً، توقظه من نومه إليها، ومن مجلسه إليها".
وأنا أرى بأن أكبر دافع لتبني هذا السلوك الإيجابي واستمراريته سواء في البيت أو المدرسة أو في العمل هو التشجيع والتحفيز سواء بالكلمة الطيبة أو بالفعل من خلال إعطاء مكافأة لمن عمل ومارس هذا السلوك الإيجابي، ويتأكد هذا مع الأبناء الصغار في البيت والمدرسة، فهذا السلوك الحميد إذا وجد الاهتمام بالتأكيد سينمو معهم ويتعودوا عليه في حياتهم إذا كبروا.
فعلى سبيل المثال أتذكر بهذا الخصوص قصة طالب صغير في المدرسة كان يساعد بعض زملائه الذين لا يحملون مصروفاً؟ ويعطيهم من مصروفه البسيط، فلما علم أباه عن سلوك ولده الحميد عن طريق أحد مدرسيه، قام بامتداحه وتشجيعه ومكافأته ورفع مصروفه إلى الضعف تقديراً لهذا الابن على سلوكه الإيجابي مع أحد زملائه المحتاجين في المدرسة، ففرح الابن فرحاً شديداً وكان في غاية السعادة، كما جاء في المقطع المنشور المتداول.
ومن الجميل ما قامت به وزارة التعليم قبل سنوات بإطلاق برنامج تعزيز السلوك الإيجابي في المدارس للوصول إلى بيئة مدرسية إيجابية، وكان تحت شعار (مدارسنا معززة للسلوك الإيجابي).
وكان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام يهتم بالمواقف التي تدل على تعزيز السلوك الإيجابي منها وقد حدد النبي - صلى الله عليه وسلم - غاية دعوته بوضوح تام وبيان موجز؛ فقال: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، ويدخل في هذا المعنى الصلاح والخير كله، من مكارم الأخلاق والذي تعامل بها مع صحابته الكرام، فكان قدوة لهم في تعامله بالسلام والمصافحة والتبسم والتواضع معهم إذا لقيهم، فغير هذا السلوك الإيجابي في صحابته الكرام، وأثمر عن نموذج يحتذى في مكارم الأخلاق التي دعا إليها ومارسها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، كما وصف الله نبيه الكريم: (وإنك لعلى خلق عظيم). وأخيراً: السلوك الإيجابي هو أحد المفاتيح الأساسية للنجاح في الحياة الشخصية والاجتماعية والمهنية، بتبني هذا السلوك، يمكن للفرد أن يعيش حياة مليئة بالسعادة والرضا من خلال التركيز على التفكير الإيجابي.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق