نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السعودية ترسّخ معيارًا عالميًا في إدارة الحشود, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 04:53 مساءً
نشر في الرياض يوم 11 - 06 - 2025
تُواصل المملكة العربية السعودية ترسيخ مكانتها العالمية في إدارة أكبر تجمع بشري سنوي، مؤكدة ريادتها في تنظيم الحشود باحترافية تُقاس بأعلى المعايير الدولية. ففي حج 1446، وتجاوزت المملكة حسب الدكتور هادي علي اليامي عضو مجلس الشورى في الدورتين السابعة والثامنة، التحديات المناخية واللوجستية، وسخّرت كل إمكاناتها بقيادة واعية وأداء مؤسسي متكامل، لتقدم أنموذجًا يُحتذى في تنظيم الحشود البشرية بذكاء، واقتدار، وإنسانية، وأضاف : رغم درجات الحرارة المرتفعة، ظل ضيوف الرحمن يؤدون مناسكهم في طمأنينة وراحة، وسط تنظيم دقيق يعكس الاحترافية السعودية في تحويل التحديات إلى نجاحات مبهرة. وطيلة الأيام الماضية ظلت وسائل الإعلام العالمية تبث للعالم أجمع صورا معبّرة تنقل لهم أحوال الحجاج وما يتمتعون به من عناية فائقة ورعاية كريمة وهم يتدفقون بانسيابية وسلاسة في ممرات مخصّصة ومحاطة بحواجز أمنية وخدمات لوجستية متكاملة، سواء في مشعر منى أو في صعيد عرفات أو مزدلفة أو داخل المسجد الحرام.
وتابع اليامي : هذه الأجواء المفعمة بالراحة أوضحت للجميع حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - لخدمة الحجيج وضمان أداء المناسك بيسر وسلامة، وهي جهود تشارك فيها كافة أجهزة الدولة وتشرف على تنفيذها فرق متخصصة في إدارة الحشود تخصصت في تنظيم مثل هذه المناسبات واكتسبت خبرات تراكمية وتجارب لا تضاهى، فكانت النتيجة الحتمية أنموذجا يحتذى، وأشار الدكتور اليامي إلى أن أبرز ما تنقله تلك الصور المعبرة هو أن ما تقدمه المملكة من خدمات فريدة لضيوف الرحمن يتسم بالعفوية ويبتعد عن التصنّع والتكلّف، فكل من يتشرّفون بخدمة الحجاج يقومون بالأعمال الموكلة إليهم وهم لا يشعرون أنه عمل أو وظيفة، بل هو شرف أكرمهم به الله تعالى دون سائر شعوب الأرض.
وفال اليامي : عناصر وزارة الداخلية الذين يقع على كاهلهم العبء الأكبر ينتشرون في كل الطرقات والدروب والمشاعر، يبثون الطمأنينة ويثبتون أن مهمة توفير الأجواء الإيمانية في أيدي أمينة. كما أن أدوارهم لا تقتصر على مجرد ذلك، بل يساهمون بصورة فاعلة في توفير كافة احتياجات الحجاج،يساعدون هذا ويأخذون بيد تلك، يقدمون الماء ويوزعون الطعام وينثرون المياه في وجوه الجميع لتخفيف حدة حرارة الشمس، تعلو وجوههم ابتسامات نابعة من قلوبهم، لا يعنيهم ارتفاع درجات الحرارة ولا تحبطهم أشعة الشمس الحارة، يواصلون العمل طوال ساعات النهار وخلال الليل بإرادة لا تلين وعزيمة لا تنكسر، وتابع عضو الشورى السابق بقوله" وكالعادة، كانت كلمة السر الرئيسية في هذا النجاح الكبير هو هذه القيادة الملهمة الي تؤجل كل ارتباطاتها وتضع نجاح موسم الحج وراحة ضيوف الرحمن في مقدمة أولوياتها، فخادم الحرمين الشريفين كان يتابع كل صغيرة وكبيرة، يسخّر خبراته الواسعة وتجاربه العريضة لإنجاح الجهود" وأكد اليامي بأن ولي العهد الأمين أيقونة النجاح وأبرز أدواته حيث يشرف بنفسه على التنفيذ الفعلي، يتفقّد المواقع ويرتب الصفوف ويبث في طواقم العمل روحا من الحماس وطاقة إيجابية تدفعها لبذل المزيد.
ولأن المملكة اعتادت تقديم إضافة إيجابية للخدمات بصورة سنوية فقد شهد موسم الحج لهذا العام زيادة السعة الكهربائية في المشاعر المقدسة بنسبة 95% بتكلفة إجمالية تجاوزت 3 مليارات ريال. كما استقبلت مطارات المملكة المختلفة أكثر من 7 آلاف رحلة طيران من 238 مدينة حول العالم وتشغيل 4700 رحلة لقطار الحرمين و2500 رحلة لقطار المشاعر ومشاركة ما يزيد على 20 ألف حافلة، أما على صعيد الخدمات الصحية الذي يجد اهتماما بالغا من القيادة الرشيدة ويتم تطويره كل عام - والحديث للدكتور اليامي -،فقد تمت زيادة السعة السريرية في المشاعر المقدسة بنسبة 60% إضافة إلى افتتاح مستشفى ضخم للطوارئ في مشعر منى تم بناؤه وتشغيله خلال فترة لم تتجاوز 30 يوما مما يثبت قدرة الإنسان السعودي على تحقيق الإنجازات، كما لم تكن التقنية بعيدة عن هذا النجاح،إذ مثّل موسم حج هذا العام نموذجًا عمليًا لتكامل التحول الرقمي مع الخدمات الميدانية .فقد برز خلال هذا الموسم تكامل التكنولوجيا الحديثة مع منظومة الحج، حيث استُخدمت تطبيقات ذكية مثل "منصة الحج الذكي"، و"بطاقة شعائر"، وساعات ذكية للمساعدة الطبية، إلى جانب توظيف الطائرات المسيرة لإيصال الأدوية، ما يعكس واقعًا رقميًا متقدمًا تمضي المملكة في ترسيخه بثبات.
وأشار اليامي إلى أن من أبرز الصور التي لفتت انتباه المتابعين ذلك التدافع الكبير للآلاف من أبناء وبنات الوطن الذين قدموا أروع صور التطوع في أعمال الخير، وكان لهؤلاء دور كبير في نجاح عمليات الحج، ورغم أن الأجهزة الرسمية المرتبطة بأعمال الحج تقوم بواجبها خير قيام، وتبذل كل جهدها لمساعدة هذه الحشود الهائلة من الحجيج، إلا أن ذلك الشرف لم يقتصر عليها وحدها وشاركتها فيه الكثير من فئات المجتمع التي تقوم بواجبات وأدوار عظيمة.
وختم اليامي حديثه بقوله"وهكذا تؤكد المملكة، عامًا بعد عام، أن خدمة ضيوف الرحمن ليست فقط شرفًا، بل مسؤولية وطنية تُدار بفكر استراتيجي، وأداء احترافي، وروح متجذّرة في ثقافة هذا الشعب. وفي موسم حج 1446، لم تكتفِ المملكة بالإبهار، بل قدمت للعالم درسًا حيًا في كيف تُدار الحشود بالعقل والرحمة في آنٍ واحد".
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق