نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مقهى أم مكتبة؟, اليوم الجمعة 2 مايو 2025 05:33 صباحاً
نشر بوساطة نجوى العمري في الرياض يوم 02 - 05 - 2025
في زمن التحولات أصبحنا نعيش نهضةً ثقافية غير مسبوقة نحو الكتب والقراءة ومجتمعات المعرفة، وأصبح التوسع في عالمنا براقًا، لم نكن نملك سوى مكتبات الجامعة والمكتبات العامة، بأرففها العملاقة وصمتها المهيب،حيث كانت المساحة العامة الوحيدة للكتب، أما اليوم فقد أصبح التحول مختلفًا وأصبحت المقاهي مكانًا مبهجًا يحتضن العديد من الكتب، فبعيدًا عن مبادرة الشريك الأدبي المنظمة من قِبل وزارة الثقافة نجد أن الكثير من المقاهي باختلاف أماكنها، ومستوياتها، وتوجهاتها، تحمل إما رفًا، أو مكتبة، أو ركنًا للقراءة، لتبدو الكتب كاستعمارٍ لذيذ بين مساحات القهوة، وتبدو المقاهي كموردٍ للثقافة، أما البعض من أصحاب تلك المقاهي فقد اتبعوا هذه الظاهرة تماشيًا مع الفكر العام للمجتمع دون أن يكونوا من فئة القراء أو المهتمين بالكتب، إلا أن هذه التبعية تعد مؤشرًا إيجابيًا ساهم في النمو المعرفي والثقافي للمجتمعات، وفي كل الأحوال سواءً كانت ظاهرة وجود الكتب في المقاهي مقصودة أم لا، إلا أنها تعد ظاهرة أنيقة ومفيدة ومثرية،لأنها تمكنت من إعطاء الناس مساحة للقراءة، ووفرت الكتب المختلفة، والأماكن المتجددة، وهذه وسيلة جيدة لتناقل المعرفة، ونمو الأجيال على تواجد الكتب من حولهم في زمن الغزو الإلكتروني، الجدير بالذكر هو أن بعض المكتبات التجارية قامت بنفس العمل أيضًا ولكن بطريقة عكسية حيث وضعت ركنًا لبيع القهوة داخل المكتبة وكأن العلاقة شرطية بين الكتب والقهوة، وفي الحقيقة لا أعرف سر ارتباط القهوة بالكتب، ولماذا توارث الناس هذا الارتباط الشرطي، ولكنه قد ظهر منذ القرون القديمة، حيث كانت المقاهي ملتقى للرموز الوطنية والثقافية في أنحاء العالم، ومن الناحية العلمية فإن نسبة الكافيين الموجودة في القهوة تساهم في عملية التركيز وحضور الذهن أثناء القراءة والكتابة أيضًا، إضافة إلى ما تخلقه هذه الثنائية داخل الروح من هدوء وسعادة، ورغم هجوم البعض على هذه الظاهرة بأنها صورة نمطية مزيفة عن الثقافة، وأن ذلك زعم للمعرفة، وأن اقتران أكواب القهوة بالكتب ليس سوى إدعاء ثقافي ولكن في الواقع أن هذا الارتباط الشرطي عادة جميلة ومريحة ومحببة، وانتشار الكتب في العديد من زوايا حياتنا يدعم التناقل والتواصل المعرفي، ويوثق العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد، ويضفي المزيد من الإثراء، فتقدم الأمم ملتحمًا بعلمها وثقافتها.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق