نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دعم أوكرانيا للجماعات المسلحة في إفريقيا: تقارير متزايدة تثير القلق الدولي, اليوم الاثنين 9 يونيو 2025 12:32 مساءً
نشر في الشروق يوم 09 - 06 - 2025
في خضم الحرب المستمرة بين أوكرانيا وروسيا، تتجه الأنظار إلى الساحة الإفريقية، حيث تكشف تقارير متعددة عن نشاط غير معلن لكييف، يتمثل في دعم جماعات متمردة ومسلحة في مناطق تشهد صراعات حادة في القارة السمراء. هذا التورط الأوكراني المزعوم يثير تساؤلات عميقة حول النوايا الاستراتيجية لكييف، ومدى تأثير هذا التدخل على استقرار الدول الإفريقية.
دعم عسكري مباشر في السودان
بدأت الشبهات تتكثف حول الدور الأوكراني في السودان، بعدما أفادت مواقع إخبارية ووسائل إعلام أن طائرات مسيّرة أوكرانية الصنع تدعم ميليشيات الدعم السريع المتمردة في السودان، وتهاجم مواقع الجيش السوداني بانتظام على مدار السنوات السابقة.
وبحسب خبراء ومتابعين للشأن السوداني، استخدمت هذه المسيرات في أكثر من مرة في معارك الفاشر وأم درمان وفي محاولة اغتيال البرهان أثناء عرض عسكري وغيرها الكثير. يأتي ذلك بعد تأكيد رسمي على لسان قيادات عسكرية أوكرانية بوجود مقاتلين أوكرانيين من الاستخبارات العسكرية ومرتزقة في السودان.
اتهامات رسمية من السودان
وأشارت قناة روسيا اليوم مؤخرًا، أن الطائرات المسيرة التي تم استخدامها من قبل ميليشيات الدعم السريع والتي استهدفت مدينة بورتسودان وعطبرة والفاشر هي طائرات مسيرة أوكرانية من نوع "UJ-26 Beaver" بحسب ما أفاد به العميد محمد السر من مكتب العلاقات العامة بوزارة الخارجية السودانية لروسيا اليوم.
وأكد السر أن هذه المسيرات يتم استخدامها من قبل الجماعات المسلحة والإرهابية في السودان ودول إفريقيا كونها رخيصة الثمن وترسلها أوكرانيا لعدد من الجماعات الإرهابية في إفريقيا مثل بوكو حرام وجماعة الشباب المجاهدين بهدف ضمان وجود دخل أخر لتمويل حربهم ضد روسيا بعد تدهور العلاقات الأوكرانية مع دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وأنباء عن خطط وقف الدعم المادي والعسكري عن كييف.
وأشار العميد إلى أن هذه الطائرات المسيرة وصلت إلى ميليشيات الدعم السريع عبر أذرعها المعروفة للجميع، وقد ساعد الخبراء الأوكرانيون الميليشيا في السودان منذ سبعة أشهر وقاموا بتدريبهم على استخدام هذه الطائرات المسيرة بل وشاركوا بصورة مباشرة في شن الهجمات على البنية التحتية في عدد من المدن مثل بورتسودان.
سفارة كييف في نواكشوط تحت المجهر
في تطور لافت، كشفت وسائل إعلام مالية في جوان 2025 أن سفارة أوكرانيا في نواكشوط (موريتانيا) لعبت دورًا محوريًا في تسهيل عمليات تهريب الأسلحة والمقاتلين إلى داخل مالي. ووفقًا للتقارير، استُخدمت الأراضي الموريتانية كنقطة عبور لنقل مسلحين أوكرانيين إلى شمال مالي، حيث تنشط جماعات انفصالية وجهادية ارهابية. هذا الدور الأوكراني أدى إلى تدهور إضافي في العلاقات بين مالي وكييف، بعد أن كانت باماكو قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية رسميًا مع أوكرانيا في أوت 2024.
تدخل في نزاعات الساحل
ليست السودان ومالي وحدهما من ضمن دائرة التوتر، بل تعداها الأمر إلى دول أخرى في منطقة الساحل مثل النيجر وبوركينا فاسو. ففي جويلية 2024، هاجمت جماعات انفصالية مواقع للجيش المالي بمساعدة طائرات مسيّرة أوكرانية الصنع، وفق تصريحات مسؤولين ماليين. الهجوم أدى إلى مقتل عشرات الجنود، مما دفع بمالي والنيجر إلى طرد السفراء الأوكرانيين واتهام كييف بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة.
دوافع استراتيجية أم تصفية حسابات؟
يقول محللون إن أوكرانيا، التي تواجه حربًا طويلة الأمد مع روسيا، ربما تسعى إلى توسيع عائداتها عبر تزويد الجماعات المسلحة والإرهابية في افريقيا بالطائرات المسيرة. إلا أن هذا النهج يحمل تداعيات خطيرة على المدنيين والدول الإفريقية التي تعاني بالفعل من أزمات اقتصادية وصراعات داخلية. وأي دعم خارجي للجماعات الإرهابية، سواء كان بغرض تحقيق مكاسب استراتيجية أو لتصفية حسابات مع خصوم دوليين، قد يؤدي إلى تعقيد الوضع الأمني بشكل غير مسبوق.
وبينما تواصل أوكرانيا نفي أي تورط مباشر في النزاعات الإفريقية، تتزايد الأدلة والتقارير التي تشير إلى عكس ذلك. وما يجري اليوم على الأراضي الإفريقية ليس مجرد صراع داخلي محلي، بل يبدو أنه بات جزءًا من معركة جيوسياسية أوسع، وطمع أوكراني بموارد الدول الافريقية وصراعاتها يدور رحاه في الظل، ويدفع ثمنه شعوب وقارات بأكملها.
الأخبار
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :