نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اللغة الدبلوماسية الملهمة, اليوم الأحد 18 مايو 2025 12:01 صباحاً
نشر بوساطة يوسف بن شلاش الماهل في الرياض يوم 17 - 05 - 2025
الناظر في تراث ازدهار البشرية على مر العصور التاريخية، سيرى أنه كان هنالك اهتمام مستمر باختيار (الخطاب) الذي يمهد السبيل أمام "الفعل"، وأن لكل عصر "خطابه" الذي يسبق الفعل ويواكبه.
وتأتي اللغة سلاحا فعالا حينما تستمد قوتها من إستراتيجية حقيقية لدولة عظيمة، كالاستراتيجية التي حرك بها عرّاب رؤية السعودية 2030 بحر السياسة الراكد حينها، انطلاقاً من ريادة الأعمال والاقتصاد المعرفي، عينه على السلام والأمن والازدهار العالمي، ليعمل من بعد بكل همة أن يعانق هذا الحلم العنيد خِضَم الواقع.
تمر السنوات، وتترجم تلك اللغة الرصينة التي خاطب بها سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، العالم حينها، لواقع معاش، تتجلى عميقا بكيانات اقتصادية ضخمة تعزز تنافسية المملكة العربية السعودية عالمياً، ودورها الريادي في الدفع بالحراك السياسي والاقتصادي العالمي إلى فضاءات أرحب، في ظل ظرف مغاير يتسم بتحديات متزايدة هذه الأيام.
وبالوقوف على زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تتضح معالم اللغة هنا بعيدا عن الاستهلاك السياسي، فلا يختلف اثنان على أن حزمة الاتفاقيات الاقتصادية النوعية الضخمة التي وقعها البلدان معززة الشراكة الاستراتيجية بينهما، كانت لها سحرها في إذابة جبل جليد تلك القضايا الشائكة، فطل الاقتصاد برأسه كلاعب قوي، لتسجيل أهداف جوهرية قوامها التفاهمات الأمنية والسياسية في عدد من القضايا الشائكة مثل رفع العقوبات عن سوريا، الجهود المبذولة لتذليل الطريق الوعر لحل المعضلة السودانية، وأمن البحر الأحمر، معززة لأهميتها الإقليمية في حل صراعات المنطقة.
الدرس المستفاد من هذه المناسبة، هو كيفية خلق الدول رهانات قوية وحاسمة للدبلوماسية، جنبا إلى جنب مع القوة العسكرية، لتكون شراعا آمنا لنقل سفينة الدولة إلى بر الأمان، كما أنها رسالة أيضا للزعماء أن الفعل السياسي إن لم يكن مرهوناً برؤية ثاقبة تسابق الزمن لتكون حقيقة واقعة، بقدر ما كانت حلماً وأمل، يصبح "اللغة" ظاهرة صوتية مشروخة في سوح الدبلوماسية العالمية.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :