نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وسط مؤشرات على عودة الحياة تدريجياً إلى الخرطوم.. الجيش السوداني يدخل آخر معاقل الدعم السريع في «أم درمان», اليوم الخميس 15 مايو 2025 03:13 صباحاً
نشر في البلاد يوم 15 - 05 - 2025
أحرز الجيش السوداني تقدماً جديداً في معاركه ضد قوات الدعم السريع، بدخوله أحياء منطقة صالحة السكنية جنوب أم درمان، والتي تعد آخر معاقل الدعم السريع في جنوب غربي المدينة. وأفادت مصادر عسكرية بأن وحدات الجيش تمكنت من بسط سيطرتها على المنطقة بعد فرار عناصر الدعم السريع غرباً.
ويأتي هذا التقدم الميداني بعد أسابيع من الهجمات المكثفة التي شنتها قوات الدعم السريع على مواقع ومنشآت حيوية داخل مناطق سيطرة الجيش، مستخدمة طائرات مسيّرة استراتيجية. وعلى الرغم من المكاسب التي حققها الجيش خلال الشهرين الماضيين، والتي شملت السيطرة على معظم المواقع العسكرية والدبلوماسية المهمة في العاصمة الخرطوم، فإن الدعم السريع لم يُبدِ أي نية للاستسلام، بل زاد من وتيرة هجماته الجوية.
وتعيش الخرطوم منذ منتصف أبريل 2023 على وقع حرب دامية بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أسفرت عن كارثة إنسانية، راح ضحيتها عشرات الآلاف ونزح بسببها أكثر من 13 مليون شخص. كما تعاني مناطق واسعة من البلاد من المجاعة ونقص حاد في الاحتياجات الأساسية.
وفي تطور لافت، بدأت الحركة تعود تدريجياً إلى بعض أحياء الخرطوم، لا سيما بعد سيطرة الجيش على أجزاء كبيرة من العاصمة الشهر الماضي. ففي سوق "كلاكلة اللفة" جنوب الخرطوم، عاد الباعة لمزاولة نشاطهم وسط أجواء من الحذر والدمار. وفي السوق الشعبي، بدا مشهد الباعة وهم يعرضون الخضروات والخبز والموز تحت مظلات متهالكة، مؤشراً على عودة تدريجية للحياة. وعلى ناصية الطريق، عادت "ست الشاي" الشهيرة لبيع أكواب الشاي، بينما يعمل موقف الحافلات في كلاكلة اللفة جزئياً، وسط تردد للمواصلات العامة والعربات التقليدية.
وفي الوقت ذاته، لا تزال المعارك مستمرة في بعض مناطق الخرطوم الكبرى، لا سيما جنوب وغرب أم درمان، حيث تحتفظ قوات الدعم السريع بمعاقل تُستخدم لقصف العاصمة. وشهدت منطقة جبل أولياء في أبريل الماضي معارك طاحنة، بعد أن كانت تحت سيطرة الدعم السريع.
وعلى الرغم من تحسن الأوضاع الأمنية نسبياً في بعض المناطق، فإن الأمم المتحدة لا تزال تصف الأزمة السودانية بأنها "الأكبر إنسانياً في العالم". ففي الخرطوم وحدها، نزح أكثر من 3.5 مليون شخص، بينما يعيش مئات الآلاف ممن تبقوا على حافة المجاعة. وتتوقع المنظمة الدولية للهجرة عودة نحو مليوني نازح إلى العاصمة في حال استمر تحسن الوضع الأمني، إلا أن الهجمات الجوية الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع تعيد هذه التوقعات إلى دائرة الشك. وتبقى أزمة المياه والخدمات الأساسية في مقدمة التحديات، حيث لم تُستأنف الإمدادات بشكل كامل بعد، رغم وعود من السلطات المحلية بإعادة تفعيلها في أقرب وقت.
وبينما يأمل السودانيون في عودة الاستقرار، تبقى شواهد الدمار في الخرطوم تذكاراً مؤلماً لحرب لم تضع أوزارها بعد، وسط ترقب لما ستؤول إليه الأيام المقبلة في ظل صراع طال أمده، ومجتمع ينهض من تحت الركام.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :