وأسفر القصف الإسرائيلي المتواصل على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، أمس عن سقوط عشرات الشهداء، فيما توفي 5 أشخاص آخرون جراء سوء التغذية.
وذكر الدفاع المدني أن 37 فلسطينياً استشهدوا بنيران وقصف الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ فجرا بينهم عدد من منتظري المساعدات.فيما استشهد 10 في قصف على حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 5 حالات جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأفادت الوزارة بارتفاع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 217 وفاة منهم 100 طفل.
إلى ذلك، تشهد إسرائيل حالا من التباين بعد إقرار حكومة بينامين نتانياهو خطة للسيطرة على مدينة غزة، وسط دعوات اليمين المتطرف لزيادة الضغط العسكري على حماس ومطالبات عائلات الرهائن باتفاق يتيح عودتهم، قبيل انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأنها.
وبعد 22 شهرا على اندلاع الحرب إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، يواجه نتانياهو ضغوطا داخلية بشأن مصير الرهائن الـ49 الذين ما زالوا محتجزين في القطاع، وخارجية على خلفية الحصار والأزمة الانسانية الحادة التي تطال أكثر من مليوني نسمة يسكنون القطاع، وتحذر الأمم المتحدة من أنها بلغت شفا المجاعة.
وأقر المجلس الأمني الإسرائيلي الوزاري فجر الجمعة، خطة للسيطرة على مدينة غزة المدمّرة بشكل كبير بفعل الحرب.
وتظاهر عشرات الآلاف من الاسرائيليين مساء السبت في شوارع تل أبيب مطالبين بإنهاء الحرب وإبرام اتفاق يتيح إطلاق الرهائن المحتجزين منذ هجوم 2023.
ووجّه شاهار مور زهيرو أحد أقارب الرهائن القتلى، رسالة الى نتانياهو، قائلا «إذا غزوت أجزاء من غزة وقُتل الرهائن، فسنلاحقك في ساحات المدينة وفي الحملات الانتخابية وفي كل زمان ومكان».
بدوره، انتقد وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أحد أبرز وجوه اليمين المتطرف في الحكومة، اقتصار الخطة على السيطرة على مدينة غزة.
وقال سموتريتش في مقطع مصوّر إن «رئيس الوزراء والكابينت خضعا للضعف. العواطف غلبت المنطق، واختارا مرة جديدة تكرار الأمر ذاته، إطلاق عملية عسكرية هدفها ليس تحقيق النصر الحاسم، بل فرض ضغط محدود على حماس لتحقيق اتفاق جزئي بشأن الرهائن».
أضاف «قررا مجددا تكرار المقاربة ذاتها، إطلاق عملية عسكرية لا تهدف للوصول الى حل حاسم».
أما وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير فقال إن المطلوب هو السيطرة على «كل غزة».
وقال لإذاعة «كان» أمس: أريد كل غزة، نقل واستيطان. هذه الخطوة لن تشكّل تهديدا للقوات».
من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، أن قوات الجيش الإسرائيلي «ستبقى منتشرة في مخيمات اللاجئين شمال الضفة الغربية، حتى نهاية العام الحالي».
وأضاف كاتس أن «مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس كانت بؤرا للإرهاب، بتمويل وتسليح من إيران، لتكون بمثابة جبهة أخرى ضد إسرائيل».
وأكد أن الجيش الإسرائيلي، نفذ خلال الأشهر الثمانية الماضية، «هجوما مكثفًا، تم خلاله إجلاء سكان المخيمات، وقتل مسلحين وتدمير البنية التحتية التي تستخدمها الجماعات الإرهابية»، وفقا لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
وقال كاتس في بيان: «سيبقى الجيش الإسرائيلي داخل المخيمات في هذه المرحلة، حتى نهاية العام على الأقل، بتوجيهاتي».
وتابع وزير الدفاع الإسرائيلي: «اليوم، لم يعد هناك إرهاب في المخيمات، وانخفض نطاق الإنذارات الإرهابية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) بنسبة 80%».
وفي ظل التباينات الداخلية، أثارت خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة انتقادات دولية، بعضها من حلفاء وثيقين مثل ألمانيا.
وتدعو قوى أجنبية إلى التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار عبر التفاوض لضمان عودة الرهائن والمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع.
في ظل ذلك، ينعقد مجلس الأمن الدولي، للبحث في الخطوة الإسرائيلية الأخيرة التي لم تحدد حكومة نتانياهو موعدا للشروع بها.
وواجه نتانياهو احتجاجات منتظمة على مدى أشهر الحرب.
وطالبت العديد من التظاهرات الحكومة بالتوصل إلى اتفاق مع حماس بعد أن شهدت الهدنات السابقة تبادل رهائن بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ومن بين 251 رهينة تم احتجازهم خلال هجوم عام 2023، لا يزال 49 في غزة، 27 منهم يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
ونددت السلطة الفلسطينية السبت بخطة إسرائيل لتوسيع عملياتها في غزة.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن «القرار الخطير الذي اتخذته حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإعادة احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه إلى الجنوب، هو جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية في الضفة بما فيها القدس»، وفق وكالة الأنباء الرسمية (وفا).
ويحتل الجيش الإسرائيلي حاليا أو ينفذ عمليات برية في حوالى 75 في المئة من مساحة غزة، ويقود معظم عملياته من نقاط ثابتة في القطاع أو انطلاقا من مواقعه على امتداد الحدود.
وينفذ الجيش قصفا جويا ومدفعيا متواصلا في مختلف أنحاء القطاع بشكل يومي.
متظاهرون إسرائيليون يقتحمون القناة 12
اقتحم متظاهرون استوديوهات القناة 13 الإسرائيلية، خلال بث مباشر لبرنامج شهير، في مشهد أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وارتدى المحتجون قمصانًا كُتب عليها عبارة «مغادرة غزة»، كما رفعوا لافتات وشعارات تتهم الحكومة الإسرائيلية بالمسؤولية عن «قتل المحتجزين وقتل الفلسطينيين في غزة، وقتل الجنود الإسرائيليين».
وردد المتظاهرون أمام الكاميرات: «لا حياة طبيعية مع هذا الواقع، لا حياة كالمعتاد».
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق لحظة الاقتحام، إذ ظهر المتظاهرون داخل الاستوديو يرددون هتافاتهم، ما اضطر القناة إلى قطع البث المباشر، إلا أن المشهد كان وصل بالفعل إلى الجمهور.
0 تعليق