وأضاف البيان: «سيؤدِّي هذا القرار إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي، وتعريض حياة الرهائن للخطر، وزيادة خطر النزوح الجماعي للمدنيين. إنَّ الخطط التي أعلنت عنها حكومة إسرائيل تهدد بانتهاك القانون الإنساني الدولي. وأي محاولة لضم الأراضي أو توسيع المستوطنات تمثل انتهاكًا للقانون الدولي».
وأكد البيان أنَّ «الوضع الإنساني في غزَّة لا يزال كارثيًّا. ندعو حكومة إسرائيل إلى إيجاد حلول عاجلة لتعديل نظام تسجيل المنظمات الإنسانية الدولية الذي اعتمدته مؤخرًا، لضمان استمرار هذه الجهات الفاعلة الحيوية في مجال المساعدات الإنسانية في عملها الأساس بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية للوصول إلى المدنيين المحتاجين في غزَّة. إنَّ استبعادها يُعدُّ إشارة فاضحة».وخلص البيان بالقول: «نحن متحدون في التزامنا بتنفيذ حل الدولتين المتفاوض عليه، باعتباره السبيل الوحيد لضمان عيش كل من الإسرائيليين والفلسطينيين جنبًا إلى جنب في سلام وأمن وكرامة.
إنَّ أيَّ حل سياسي قائم على حلِّ الدولتين المتفاوض عليه يتطلَّب نزع سلاح حماس بالكامل، واستبعادها التام من أيِّ شكل من أشكال الحكم في قطاع غزَّة، حيث يجب أنْ يكون للسلطة الفلسطينية دور محوري».
بدورها، أعربت اللجنة الوزاريَّة المنبثقة عن القمة العربيَّة الإسلاميَّة الاستثنائيَّة المشتركة بشأن التطورات في قطاع غزَّة عن إدانتها الشديدة ورفضها القاطع لإعلان إسرائيل نيتها فرض السيطرة العسكريَّة الكاملة على القطاع، معتبرةً أنَّ هذا الإعلان يمثِّل تصعيدًا خطيرًا، ومرفوضًا، وانتهاكًا صريحًا للقانون الدولي، كما يشكِّل محاولة لفرض أمر واقع غير مشروع يكرِّس الاحتلال بالقوة، ويتنافى مع قرارات الشرعيَّة الدوليَّة ذات الصلة.
وأكدت اللجنة التي تضم وزراء خارجية كل من السعودية، وقطر، والبحرين، ومصر، وإندونيسيا، والأردن، ونيجيريا، وفلسطين، وتركيا، والإمارات، واليمن، إضافة إلى ممثِّلين عن جامعة الدول العربيَّة، ومنظَّمة التعاون الإسلامي، ودول أخرى من بينها بنغلاديش، وتشاد، وجيبوتي، وغامبيا، والكويت، وليبيا، وماليزيا، وموريتانيا، وسلطنة عُمان، وباكستان، والصومال، والسودان، أنَّ هذا التوجُّه الإسرائيلي لا يُمكن فصله عن سلسلة الانتهاكات التي يتعرَّض لها الشعب الفلسطيني، وفي مقدِّمتها سياسات القتل والتجويع والتهجير القسري، وضم الأراضي، وترويع المدنيين عبر اعتداءات المستوطنين، وهي ممارسات ترتقي -وفق ما جاء في البيان- إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، وتشكل تهديدًا مباشرًا لكل الجهود الإقليميَّة والدوليَّة الساعية إلى التهدئة، كما تقوّض بصورة عميقة فرص تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.
وأشار البيان إلى أنَّ الشعب الفلسطيني، وخصوصًا في قطاع غزَّة، يواجه منذ قرابة 22 شهرًا عدوانًا واسع النطاق، وحصارًا شاملًا طال مختلف مناحي الحياة، وسط تدهور إنساني غير مسبوق، وانتهاكات متصاعدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وشددت اللجنة على ضرورة الوقف الفوري والشامل للعدوان الإسرائيلي، ووقف الانتهاكات المتواصلة التي تطال المدنيين والبنية التحتيَّة، مؤكدة في الوقت ذاته أنَّ إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مطالَبة بالسماح العاجل وغير المشروط بإدخال المساعدات الإنسانيَّة إلى قطاع غزَّة، بما يشمل المواد الغذائيَّة والأدوية والوقود، وتهيئة الظروف اللازمة لوكالات الإغاثة الدولية للعمل بحريَّة وفعاليَّة، بما يتوافق مع مبادئ القانون الإنساني الدولي.
وأشادت اللجنة بالجهود التي تبذلها كل من مصر وقطر، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والرهائن، واعتبرت أنَّ هذا المسار يمثِّل مدخلًا إنسانيًّا ضروريًّا لخفض التصعيد، وتخفيف المعاناة عن المدنيين، وتمهيد الطريق أمام إنهاء العدوان.
كما جدَّدت اللجنة التأكيد على أهمية المضي قدمًا في تنفيذ الخطة العربيَّة الإسلاميَّة لإعادة إعمار قطاع غزَّة، داعية إلى المشاركة الفاعلة في مؤتمر إعادة الإعمار المزمع عقده في القاهرة قريبًا، باعتبار أنَّ إعادة إعمار ما دمَّره العدوان الإسرائيلي تمثِّل جزءًا أساسًا من مسؤوليَّة المجتمع الدولي تجاه الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالقدس الشرقيَّة، شدَّد البيان على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، سواء في غزَّة أو في الضفة الغربيَّة، وعلى ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدَّسات الإسلاميَّة والمسيحيَّة في القدس، مع الإشادة بالدور المحوري الذي تضطلع به الوصاية الهاشميَّة في حماية هذه المقدَّسات، وصون هويتها.
وحذَّرت اللجنة من أنَّ السياسات الإسرائيلية الراهنة تسعى بشكل ممنهج إلى تقويض فرص تنفيذ حل الدولتين، والقضاء على أي أمل في تسوية سياسية عادلة وشاملة، مجدِّدة تمسُّكها بأنَّ السلام الحقيقي لا يمكن أنْ يتحقق إلَّا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادئ القانون الدولي.
وحمَّلت اللجنة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانيَّة المتفاقمة، وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق المدنيين في غزَّة، داعية المجتمع الدولي، وخصوصًا الدول دائمة العضويَّة في مجلس الأمن، إلى تحمُّل مسؤولياتها القانونيَّة والإنسانيَّة، ووقف السياسات العدوانيَّة الإسرائيليَّة، ومحاسبة الاحتلال على الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها بحق القانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي.
كما أكدت اللجنة أهميَّة تنفيذ مخرجات المؤتمر رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضيَّة الفلسطينيَّة، الذي انعقد في نيويورك برئاسة السعودية وفرنسا، وما نصَّت عليه الوثيقة الختاميَّة من إجراءات عاجلة، وجدول زمني واضح لإنهاء الحرب في غزَّة، والشروع في مسار سياسي شامل لتحقيق حل الدولتين.
إسرائيل تواصل استهداف منتظري المساعدات
استمر استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمنتظري المساعدات، وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل أنَّ 10 فلسطينيين معظمهم من منتظري المساعدات قتلوا أمس، بنيران الجيش الإسرائيلي وفي غارات استهدفت أنحاء مختلفة من قطاع غزَّة المحاصر.
وقال بصل لوكالة فرانس برس إنَّ الجهاز سجل «6 شهداء -على الأقل- بينهم طفل، و30 إصابة جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص تجمعات المواطنين بالقرب من نقطة توزيع (تابعة لمؤسسة غزَّة الإنسانيَّة)» على طريق صلاح الدين جنوب منطقة جسر وادي غزَّة، وسط القطاع.
وأكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات وصول الشهداء والمصابين.
وذكر شهود عيان أنَّه منذ الفجر، تجمع عدة آلاف من المواطنين في محيط مراكز المساعدات التابعة لمؤسسة غزَّة الإنسانيَّة المدعومة أمريكيًّا وإٍسرائيليًّا، في وسط القطاع وفي منطقتي غرب رفح وخان يونس، في الجنوب، للحصول على مواد غذائية.
ومنذ بدء عملها في أواخرمايو، ترد يوميًّا تقارير عن تعرُّض منتظري المساعدات قرب مراكز مؤسسة غزة الإنسانية للاستهداف بنيران القوات الإسرائيليَّة.
والجمعة، وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على تنفيذ عمليات واسعة النطاق للسيطرة على مدينة غزة، ما أثار موجة من الغضب في جميع أنحاء العالم.
0 تعليق