نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: رسم توازنات القوى.. مفاوضات واشنطن – طهران.. إشارات مرنة وتكتيك محسوب, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 03:41 صباحاًرسم توازنات القوى.. مفاوضات واشنطن – طهران.. إشارات مرنة وتكتيك محسوب نشر في البلاد يوم 19 - 05 - 2025 تُظهر تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على هامش "منتدى طهران للحوار"، أن مسار التفاوض بين طهران وواشنطن لا يزال قائماً، وإن اتسم بالغموض والضبابية المقصودة، فإعلان عراقجي عن تحديد الزمان والمكان للجولة المقبلة من المحادثات، دون الكشف عنهما، يعكس سياسة إيران المعتادة في إدارة الملفات الحساسة (الغموض البنّاء، والتلويح بالانفتاح دون تقديم تنازلات علنية). ويأتي اللقاء بين عراقجي ونظيره العماني بدر البوسعيدي، استكمالاً للدور الذي تلعبه سلطنة عمان كقناة خلفية موثوقة للتقريب بين الطرفين. هذا الدور الوسيط يُعيد إلى الأذهان دور مسقط في محادثات 2013 التي مهدت للاتفاق النووي لعام 2015. وعلى الرغم من التأكيد الإيراني على عدم تلقي عروض أو رسائل أمريكية مكتوبة، فإن ذلك لا ينفي وجود تواصل غير مباشر، بل يؤكده عبر النفي ذاته، فالإصرار على النفي يهدف إلى الحفاظ على توازن داخلي بين جناحي النظام في طهران: المحافظين الراديكاليين والدبلوماسيين البراغماتيين.في المقابل، يبقى خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حينها، خليطاً من العصا والجزرة؛ إذ يلوّح بالخيار العسكري في حال فشل المحادثات، مع إبقاء الباب موارباً بشأن السماح لطهران بتخصيب اليورانيوم داخل أراضيها. هذه الازدواجية في الطرح تعكس استراتيجية الضغط القصوى التي تبنتها الإدارة الأمريكية آنذاك، لكنها تُظهر أيضاً استعداداً تكتيكياً لتقديم تنازلات مدروسة إذا ضمنت تنازلات مقابلة من الجانب الإيراني.الجولات الأربع السابقة التي جرت منذ أبريل في سياق غير مباشر وبوساطة عمانية، وُصفت بأنها "إيجابية"، لكن اللافت هو غياب التسريبات أو التفاصيل، فهذا الانضباط الإعلامي يشير إلى أن الطرفين اتفقا على إبقاء المفاوضات محصورة في القنوات المغلقة، تفادياً للضغوط الإعلامية والشعبية، خصوصاً داخل إيران، حيث يُستخدم ملف التفاوض كورقة في الصراع الداخلي بين التيارات السياسية.ترجيح انعقاد الجولة الخامسة في روما، رغم عدم وجود تأكيد رسمي، يحمل أكثر من دلالة، أولاً: اختيار عاصمة أوروبية محايدة قد يكون محاولة لتوسيع الطوق الدبلوماسي خارج الإطار الإقليمي، وللتأكيد على أن المفاوضات لا تُدار فقط في ظل النفوذ الأميركي أو الخليجي. ثانياً: الحضور الأوروبي في هذا السياق ربما يهدف إلى إعادة بناء مظلة دولية لاتفاق محتمل، خاصة أن أوروبا لا تزال تُعد طرفاً فاعلاً في الاتفاق النووي السابق.وما يجري ليس فقط مفاوضات على الملف النووي، بل هو جزء من معركة كبرى لإعادة رسم توازنات القوى في الشرق الأوسط، فإيران تستخدم الملف النووي كورقة ضغط لتحصيل مكاسب إقليمية، والولايات المتحدة تتعامل مع التفاوض كوسيلة لضبط إيقاع طهران لا احتوائها بالكامل. وبين هذا وذاك، تقف وساطة عمان كجسر حذر بين قوتين تُمسكان بأعصاب المنطقة. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.