تواصل مفاوضات الدوحة.. وعملية واسعة تعصف بالعشرات في غزة

المدينة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
بدأ الجيش الإسرائيلي أمس"عملية برية واسعة" في غزة، غداة تأكيده تكثيف الضربات الجوية على القطاع الفلسطيني المحاصر حيث أعلن الدفاع المدني مقتل العشرات في غارات نفذتها إسرائيل.وأتى إعلان الجيش الاسرائيلي بعد ساعات من إبداء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو انفتاحه على اتفاق "ينهي القتال" في قطاع غزة، بشرط إقصاء حماس وجعل غزة منزوعة السلاح.

وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته "بدأت... عملية برية واسعة في شمال وجنوب قطاع غزة ضمن افتتاح عملية عربات جدعون"، وهو الاسم الذي أطلقه على الهجوم الأخير في القطاع.

وكان الجيش أعلن توسيع ضرباته على رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والتحذير من الوضع الانساني في القطاع، حيث تمنع اسرائيل دخول المساعدات منذ مطلع مارس.

وتؤكد إسرائيل أن هدفها من توسيع العمليات زيادة الضغط على حماس ودفعها للافراج عن الرهائن المحتجزين.

ورأى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان أمس، بأنه "في هذه اللحظة، يعمل فريق التفاوض في الدوحة لاستنفاد كل فرصة من أجل التوصل إلى اتفاق، سواء وفقا لخطة (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف أو كجزء من إنهاء القتال".

وشدد على أن الاتفاق يجب أن يشمل الافراج عن الرهائن وإقصاء الحركة من القطاع وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات في الدوحة لوكالة فرانس برس إن الجانبين إلى جانب الوسطاء "يبذلون جهودا لتقريب وجهات النظر بشأن القضايا الخلافية"، موضحا أن المفاوضات تجري "حول كافة القضايا والرؤى".

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس "في حصيلة أولية، عدد الشهداء الذين نقلوا إلى مستشفيات في قطاع غزة 50 شهيدا على الأقل جراء القصف الجوي الاسرائيلي المتواصل منذ ساعات الفجر الاولى وحتى ظهر أمس".

وأشار بصل إلى تلقي "بلاغات بوجود عشرات المفقودين تحت الأنقاض في مناطق عديدة في القطاع".

وكان بصل أكد في وقت سابق مقتل 33 شخصا "بينهم أطفال جراء سلسلة من الغارات" الإسرائيلية. وأشار الى "نقل 22 شهيدا على الأقل و100 مصاب جراء قصف جوي إسرائيلي بعد منتصف الليل، لعدد من خيام النازحين في منطقة المواصي" غرب مدينة خان يونس في جنوب القطاع.

ونهاية نهار اليوم كان عدد الشهدء قد تجاوز 120.

وأظهرت لقطات لفرانس برس من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح جثثا بأحجام متفاوتة وضع على بعضها أغطية بينما لفت أخرى بأكفان، ممدة على أرض تغطيها بقع الدماء.

وفي الخارج، كانت بعض النسوة ينتحبن قرب جثث لأقاربهم.

وقالت وردة الشاعر التي فقدت عددا من أفراد عائلتها "أنا لم أكن هنا، فقدت كل عائلتي لم يتبق أحد، الأولاد قتلوا، الأب مات، والأم ماتت، وأمي ماتت و ابنة أخي فقدت عينها".

واستأنفت إسرائيل في 18 مارس ضرباتها وعملياتها العسكرية في غزة إثر هدنة هشة استمرت نحو شهرين.

وهي قامت منذ الثاني من الشهر ذاته بمنع دخول المساعدات الإنسانية الى القطاع.

وأعلنت حكومة نتانياهو مطلع مايو خطة "للسيطرة" على القطاع، ونقل معظم سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وفي ظل تكثيف إسرائيل الضربات والعمليات، أعلنت وزارة الصحة أن "جميع المستشفيات العامة" في محافظة شمال قطاع غزة باتت خارج الخدمة.

وقالت إن "تكثيف محاصرة الاحتلال للمستشفى الأندونيسي ومحيطه ومنع وصول المرضى والطواقم والإمدادات الطبية أخرجت المستشفى الأندونيسي عن الخدمة".

وأضافت "جميع المستشفيات العامة بمحافظة شمال قطاع غزة خارجة عن الخدمة".

وإلى جانب المستشفى الإندونيسي، يوجد في شمال قطاع غزة وفق بيان الوزارة مستشفيان آخران عامان هما مستشفى كمال عدوان ومستشفى بيت حانون.

واتهمت حماس في بيان إسرائيل بارتكاب "جريمة وحشية جديدة" من خلال تكثيف القصف على مناطق عدة في القطاع.

وأضافت "تتحمّل الإدارة الأميركية بمنحها حكومة الاحتلال الإرهابي غطاء سياسياً وعسكرياً مسؤولية مباشرة عن هذا التصعيد الجنوني واستهداف المدنيين".

وتواجه إسرائيل ضغوطا متزايدة لرفع الحصار والسماح بالدخول المساعدات الإنسانية وسط تحذيرات وكالات الأمم المتحدة من نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود والأدوية.

ومنذ بدء الحرب بلغ عدد الشهداء في غزة 53339 وفقا لأحدث حصيلة أوردتها وزارة الصحة التابعة لحماس، بينهم 3193 على الأقل منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس.

وكان المسؤول في حركة حماس طاهر النونو أفاد وكالة فرانس برس السبت ببدء مفاوضات غير مباشرة مع وفد إسرائيلي في الدوحة "بدون شروط مسبقة" بوساطة مصرية قطرية، مؤكدا أنها "ستكون مفتوحة حول كل القضايا بدون أي تحفظ أو شروط مسبقة".

وطالبت القمة العربية التي عقدت في بغداد السبت، بممارسة "الضغط من أجل وقف إراقة الدماء" في غزة.

وخلال مشاركته في أعمالها، دعا الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "وقف دائم لإطلاق النار"، وقال إنه يشعر "بالجزع" إزاء توسيع إسرائيل عملياتها البرية.

أما إيطاليا، فصعدت من دعواتها لوقف الضربات العسكرية الدامية، بينما أعربت ألمانيا عن "قلقها العميق".

كذلك، أعرب رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا عن "صدمة" جراء الوضع.

الحوثيون يطلقون صاروخين باتجاه مطار بن جوريون واعتراض أحدهما

أكد الحوثيون في اليمن، أمس إطلاق صاروخين باتجاه مطار بن جوريون الإسرائيلي قرب تل أبيب، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض أحدهما.

وصرّح المتحدث العسكري باسم الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران، يحيى سريع قائلا: "نفذت القوة الصاروخية في القواتِ المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللُّد المسمى إسرائيليا مطار بن جوريون بصاروخينِ باليستيينِ وقد حققت العملية هدفها" مؤكدا الاستمرار في هذه الهجمات "حتى وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار عنها".

ومن جهته، قال الجيش الإسرائيلي فجر الأحد إنه تم اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، غداة شنّ الدولة العبرية غارات على ميناءين في مناطق يسيطر عليها الحوثيون.

وأفاد الجيش في بيان "اعتراض صاروخ أطلق من اليمن وتسبب في تفعيل إنذارات في مناطق عدة من البلاد".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الجمعة شن غارات على ميناءي الحديدة والصليف في اليمن، مشيرا إلى أنه "استهدف ودمر بنى تحتية إرهابية" تعود إلى الحوثيين، مهددا باستهداف القيادة الحوثية في حال استمرار الهجمات.

جريحان أحدهما جندي لبناني جراء غارة اسرائيلية على الجنوب

أصيب شخصان بجروح أحدهما جندي جراء غارة اسرائيلية، أمس، على جنوب لبنان، على ما أفادت وزارة الصحة والجيش الذي يواصل انتشاره بموجب اتفاق وقف لإطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله.

وقالت الوزارة في بيان إن "غارة العدو الإسرائيلي بمسيرة استهدفت سيارة على طريق بيت ياحون قضاء بنت جبيل أدت إلى إصابة شخصين بجروح أحدهما عسكري في الجيش اللبناني".

وأكد الجيش "تعرَّضَ أحد العسكريين إلى إصابة متوسطة نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي آلية من نوع رابيد عند حاجز بيت ياحون - بنت جبيل".

وتقع بيت ياحون على بعد نحو ثمانية كيلومترات من الحدود مع إسرائيل.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على هذه الغارة، علما بأن إسرائيل شنّت سلسلة غارات على مناطق في جنوب لبنان خلال الأسبوع المنصرم، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، بحسب وزارة الصحة.

ويسري منذ 27 نوفمبر اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب والدولة العبرية، تم إبرامه بوساطة أميركية وفرنسية.

ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومترا من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة يونيفيل انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.

ونص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من مناطق توغلت فيها خلال الحرب.

لكن بعد انتهاء المهلة المخصصة لذلك، ابقت اسرائيل على وجود قواتها في خمسة مرتفعات استراتيجية تخولها الإشراف على مساحات واسعة على ضفتي الحدود. وتواصل شن غارات خصوصا في الجنوب.

ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق