نشر في باب نات يوم 13 - 05 - 2025

سجلت تونس خلال الثلاثي الأول من سنة 2025 تطوراً لافتاً في تعبئة الاستثمارات الخارجية، التي بلغت 730,8 مليون دينار، مقابل 597,5 مليون دينار في نفس الفترة من سنة 2024، أي بزيادة تناهز 26,1%، وفق بيانات حصلت عليها وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي.
وباحتسابها بالدولار، بلغت هذه الاستثمارات نحو 231,1 مليون دولار، منها 3,6 مليون دينار بعنوان استثمارات في الحافظة المالية (البورصة)، مقارنة ب600 ألف دينار في نفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يمثل قفزة كبيرة في هذا المجال.
أما الاستثمارات الأجنبية المباشرة، فبلغت 727,2 مليون دينار، محققة نمواً بنسبة 25,6% مقارنة بالثلاثي الأول من 2024، حيث كانت في حدود 578,9 مليون دينار.
الصناعات المعملية تقود النمو
أظهر التوزيع القطاعي للاستثمارات المباشرة أن قطاع الصناعات المعملية استحوذ على النصيب الأوفر ب452,2 مليون دينار، مقابل 226,9 مليون دينار العام الماضي، أي بزيادة لافتة بلغت 72,3%، ما يعكس ديناميكية متجددة في هذا القطاع الحيوي.
في المقابل، لم يتجاوز نصيب القطاع الفلاحي حاجز 5,2 مليون دينار، وهو رقم شبه ثابت مقارنة ب2024، ما يعكس استمرار ضعف الجاذبية الاستثمارية لهذا القطاع رغم أهميته الاستراتيجية.
تراجع في الطاقة والخدمات
في جانب آخر، تراجعت الاستثمارات في قطاع الطاقة بنسبة 14,1% لتبلغ 195 مليون دينار، مقارنة ب226,9 مليون دينار في الثلاثي الأول من 2024، ويُعزى هذا الانخفاض أساساً إلى تقلبات الأسعار وغياب مشاريع جديدة كبرى في الفترة الحالية.
كذلك سجلت الاستثمارات في قطاع الخدمات تراجعاً بنسبة 11,5%، لتنخفض إلى 74,8 مليون دينار، مقابل 84,5 مليون دينار السنة الماضية، في مؤشر على الحاجة إلى تعزيز تنافسية هذا القطاع وتقديم حوافز إضافية للمستثمرين.
أداء إيجابي في 2024 وتوقعات متفائلة لسنة 2025
وكانت تونس قد نجحت خلال كامل سنة 2024 في جذب 2956,6 مليون دينار من الاستثمارات الأجنبية، مقابل 2533,3 مليون دينار سنة 2023، محققة بذلك زيادة ب16,7%، ومتجاوزة الأهداف المرسومة لسنة 2024 (2800 مليون دينار).
وتتطلع وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي إلى تعبئة 3400 مليون دينار خلال سنة 2025، مع هدف طموح يتمثل في الوصول إلى 4000 مليون دينار بحلول سنة 2026.
هذا الأداء يعكس تزايد ثقة المستثمرين في الوجهة التونسية، لكنه يبقى مرهوناً بمزيد من الإصلاحات وتحسين مناخ الأعمال خاصة في القطاعات التي شهدت تراجعاً خلال الفترة الأخيرة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.