مُنذ تفجر الأوضاع بين جمهورية الباكستان والهند؛ لعبت المملكة دورًا أساسيًا لاحتواء الموقف العسكري بين البلدين وضمان عدم خروجه عن السيطرة، وقد أسهمت الاتصالات والمساعي الحميدة التي بذلتها المملكة في وقت قياسي جدًا في نزع فتيل الأزمة وخفض التصعيد بين الجانبين انطلاقًا من ثقة الأطراف المتنازعة بمكانة المملكة ودورها المحوري في ترسيخ الأمن والاستقرار. لقد كان للاتصالات التي بدأها سمو وزير الخارجية منذ وقت مُبكّر دورًا أساسيًا في دفع الطرفين للتحلي بأعلى درجات ضبط النفس؛ كما أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي دفعت بمبعوث خاص لزيارة البلدين والالتقاء بالقيادتين السياسيتين من تغليب صوت الحكمة وإسكات أصوات البنادق، وهو ما تكلل ولله الحمد في إعلان البلدين إنهاء التصعيد العسكري والالتزام بالتهدئة.الوساطة السعودية في وقف إطلاق النار بين باكستان والهند عام 2025، ركزت على جهود دبلوماسية لخفض التصعيد في التوترات حول إقليم كشمير؛ وفق التالي:الاتصالات الدبلوماسية:- في أواخر أبريل 2025، أجرى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، اتصالين هاتفيين مع نظيريه في الهند وباكستان لتهدئة التوترات المتصاعدة، مع التركيز على منع التصعيد العسكري. أكد مصدر سعودي لوكالة فرانس برس أن المملكة تسعى لضمان عدم خروج الوضع عن السيطرة، نظرًا لعلاقاتها الحليفة مع كلا البلدين.- في 7-9 مايو 2025، زار وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، كلاً من الهند وباكستان بناءً على توجيهات القيادة السعودية. هدفت الزيارة إلى تعزيز الحوار الدبلوماسي وتشجيع حل الخلافات عبر القنوات السياسية، مع التركيز على إنهاء المواجهات العسكرية.الدور في الوساطة:- رحبت المملكة بإعلان وقف إطلاق النار في 10 مايو 2025، وأشاد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، خلال مكالمة مع عادل الجبير، بالدور السعودي الإيجابي في تعزيز السلام والأمن في جنوب آسيا.- أشاد رئيس الوزراء الباكستاني، محمد شهباز شريف، بالمملكة ودورها في تهدئة التوترات، خاصة بعد التصعيد الذي بدأ عقب هجوم في باهالغام بكشمير في أبريل 2025، والذي أدى إلى مقتل 26 شخصًا.السياق والتحديات:- تتمتع السعودية بعلاقات قوية مع كل من الهند وباكستان، مما جعلها وسيطًا محايدًا ومقبولاً. ومع ذلك، تواجه الوساطة تحديات، حيث ترحب باكستان عادةً بالتدخل الدولي لحل نزاع كشمير، بينما ترفض الهند التدخل الخارجي، مفضلة الحلول الثنائية.- رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية رئيسية، أشار شهباز شريف وإسحاق دار إلى مساهمة السعودية الحاسمة في تسهيل الاتفاق، مما يعكس جهودًا دبلوماسية موازية.النتائج:- ساهمت الجهود السعودية، إلى جانب الوساطة الأمريكية، في التوصل إلى وقف إطلاق النار في 10 مايو 2025، والذي بدأ الساعة 5 مساءً بتوقيت الهند (11:30 بتوقيت غرينتش).