أقادت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" بأن المناطق الريفية في الصين تعيش خلال الفترة الحالية حالة من الازدهار السياحي، حيث باتت الأرياف والبلدات الصغيرة وغيرها مقصدا مفضلا للزوار من سكان المدن، بحثا عن الهدوء والجمال الطبيعي بعيدا عن صخب الحياة الحضرية.

وأظهر أداء السوق خلال عطلة عيد العمال الأخيرة هذا التوجه بوضوح، إذ سجلت السياحة الريفية نموا ملحوظا في جميع أنحاء البلاد.

من جانبه، أوضح فانغ تسه تشيان، محلل تجاري في معهد أبحاث تابع لمنصة "سيتريب"، أن سوق السياحة خلال عطلة عيد العمال شهد نموا واسع النطاق، مدفوعا بزيادة الاستهلاك والطلب المتوازن. وأشار إلى أن المقاصد السياحية في المدن الصغيرة والأرياف جذبت مزيدا من السياح، مما يقدم تجارب سياحية متنوعة ويخفف الضغوط على الوجهات السياحية التقليدية أثناء العطلات.

وبحسب تقديرات وزارة الثقافة والسياحة، استقبلت المقاصد السياحية في الأرياف في أنحاء الصين 707 ملايين زيارة في الربع الأول هذا العام، بزيادة 8.9 في المئة على أساس سنوي. كما بلغ إجمالي إيرادات السياحة الريفية 412 مليار يوان (حوالي 57.21 مليار دولار أميركي) ، بزيادة 5.6 بالمئة.

ويعود ازدهار السياحة الريفية في الصين إلى "إستراتيجية النهوض بالريف"، حيث تعمل على إطلاق حيوية جديدة في القرى القديمة وتحويلها إلى وجهات نابضة بالحياة.

وبالنسبة لبعض السياح الأجانب، أصبحت الأرياف الصينية وجهات يرغبون في زيارتها مرارا وتكرارا. من بينهم جيري غراي، الأسترالي البالغ من العمر 67 عاما، والذي يزور قرية ياكو في مدينة تشونغشان بمقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين مرة أو مرتين سنويا.

ولفت جيري إلى أن القرية جميلة، لا مصانع ولا ناطحات سحاب، فقط طبيعة نقية، مضيفا أنه يحب زيارة الصين وخاصة المناطق الريفية لأنه يكتشف شيئا جديدا في حياة القرى كل مرة.

وحظيت السياحة الريفية في الصين بإشادة دولية كذلك. ففي تشرين الثاني 2024، صنفت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة سبع قرى صينية ضمن قائمة "أفضل القرى السياحية في العالم" لعام 2024، ليصل العدد الإجمالي للقرى الصينية التي تم إدراجها على القائمة إلى 15 قرية.

وتعد هذه القرى المنتشرة في شرقي ووسط وغربي الصين، مثالية في تنوعها الجغرافي والثقافي والتنموي، وتظهر الخطوات المثيرة للإعجاب التي تحققها الصين في تنمية السياحة الريفية.

ويرى الخبراء أن هذا القطاع في طريقه نحو مزيد من النمو. وأشار ليوي جيون، عضو لجنة الخبراء الوطنية لبناء علوم السياحة، إلى أن القطاع يدخل مرحلة من التنمية عالية الجودة مدفوعة بالسياسات وقوى السوق والتأثيرات الثقافية. ولفت إلى أنه "مع دمج التكنولوجيا وحماية الثقافة والتنمية الخضراء والعلامات التجارية، ستصبح السياحة الريفية محركا أساسيا لتنشيط الريف. وسوف تلبي المتطلبات المزدوجة للسياح الباحثين عن الحنين للماضي والتجارب الحديثة في آن واحد، مما يوفر نموذجا مستداما لمستقبل السياحة".

وفي مؤشر آخر على الانتعاش، أظهرت بيانات صادرة من وزارة الثقافة والسياحة في نيسان، ارتفاع الإنفاق على السياحة المحلية للسكان الصينيين بنسبة 18.6 في المئة في الربع الأول من عام 2025، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

كما أظهرت البيانات أن إجمالي الإنفاق على السياحة المحلية بلغ 1.8 تريليون يوان (حوالي 250 مليار دولار أميركي) في الربع الأول، حيث بلغ عدد الرحلات المحلية خلال الفترة نفسها 1.79 مليار رحلة، بزيادة قدرها 26.4 بالمئة مقارنة مع الربع الأول من عام 2024.