نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف تفقد السيطرة على غرفة الملابس؟, اليوم الأحد 4 مايو 2025 04:37 صباحاً
نشر في البلاد يوم 04 - 05 - 2025
"راقب ملامحهم.. حين تتغير نظراتهم، تبدأ النهاية"… هكذا يختصر بيب غوارديولا لحظة الانكسار في كرة القدم. ليست لحظة هدف يُسجّل، ولا خسارة مباراة، بل لحظة صامتة، لا تلتقطها الكاميرات، لكنها تهزّ أركان الفريق من الداخل.
غرفة الملابس ليست مساحة مغلقة لتبديل القمصان، وتلقي التعليمات؛ إنها قلب الفريق الحقيقي. هناك تُصنع الانتصارات قبل صافرة البداية، وهناك تبدأ الانهيارات قبل أن تسجَّل في الإحصاءات. المدرب؛ مهما بدت وقفته ثابتة على خط التماس، قد يكون مكسورًا من الداخل.. مكسور الهيبة.
تفقد السيطرة عندما تبدأ كلماتك تُسمع ولا تُصغى. عندما يصبح الحماس واجبًا تمثيليًا لا رغبة حقيقية. تبدأ التصدعات الصغيرة بالظهور؛ لامبالاة دفاعية، أخطاء مكررة، تصريحات مبطّنة. كلها رسائل واضحة: لم نعد نراك كما كنت. أكبر خطأ يرتكبه بعض المدربين هو الاعتقاد بأن السلطة تأتي من الخطة، بينما الحقيقة أن القيادة تبدأ من العدل. حين يشعر اللاعبون أن المعيار مزدوج، وأن النجم يُسامح، بينما يُعاقَب الشاب، تتآكل الثقة. لا أحد يتمرّد مباشرة، لكن الجميع يتوقف عن القتال.
في كل نادٍ هناك لحظة غير معلنة يُقال فيها المدرب– بشكل غير مباشر– عندها لا خطة 4-3-3 تنفع، ولا تبديل في الدقيقة 70 يُنقذ، لأنه أصبح منفصلًا عنهم. لم يعد ما يقوله يُلهم، ولا ما يرسمه يُنفّذ.
غرفة الملابس، مثلها مثل العلاقات الإنسانية، تحتاج إلى حضور لا يُشترى، وهيبة لا تُفرض، بل تُكسب. من فقد تلك السيطرة، لن تنقذه المؤتمرات الصحفية، ولا تبريرات الخسارة. وحده من يفهم النفوس، ويُحسن احتواء التوترات، ويُعامل الجميع بميزان واحد، يستطيع أن يظل واقفًا داخلها.
بُعد آخر.. في الفرق الكبرى، لا يحتاج الأمر إلى إقالة رسمية. يكفي أن تُقال جملة واحدة في الكواليس:" لم نعد نؤمن به."
ومن هناك تبدأ الهزيمة.. لا من صافرة النهاية، بل من مكان لا يُرى- غرفة الملابس.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :