حيث أشاد الرئيس بالدور الحيوي الذي يضطلع به الإعلام المصري في بناء الشخصية الوطنية، وتشكيل وعي المواطنين، وتعريفهم بالمستجدات والتطورات على الساحتين المحلية والدولية، إلى جانب إبراز الإنجازات المحققة، والارتقاء بالذوق العام، وترسيخ القيم والثوابت المجتمعية. وأكد الرئيس في هذا السياق التزام الدولة الراسخ بإعلاء حرية التعبير، واحتضان كافة الآراء الوطنية ضمن المنظومة الإعلامية المصرية، بما يعزز من التعددية والانفتاح الفكري.

يرى دكتور هشام البرجي (المدرس بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات) أن توجيهات الرئيس الأخيرة لا تُعد مجرد بيانات روتينية، بل هي خطوة استراتيجية في غاية الأهمية نحو تحديث المنظومة الإعلامية المصرية، فهذه التوجيهات تأتي في وقت يتسم فيه المشهد الإعلامي بتحديات كبيرة، وتؤكد إدراك الرئيس لدور الإعلام في بناء الوعي الوطني والمجتمعي، وكذلك فإن توجيه الرئيس بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام المصري يمثل الأساس العلمي لأي عملية إصلاح حقيقي. فبدلاً من الحلول المؤقتة، تضمن هذه الخارطة أن يكون التطوير منهجياً ومستداماً، ويستفيد من الخبرات والكفاءات المتخصصة. الأهم من ذلك هو التأكيد على إتاحة البيانات والمعلومات للإعلام، خاصة في أوقات الأزمات. هذه النقطة محورية لتعزيز مصداقية الإعلام، حيث أن الإعلام القوي هو الذي يبني على الحقائق الموثقة، مما يقطع الطريق على الشائعات ويزيد من ثقة الجمهور في المؤسسات الإعلامية.
ويضيف أنه مما لا شك فيه أن قرارات الرئيس المتعلقة بدعم الصحفيين والعاملين في ماسبيرو تحمل دلالات عميقة، فزيادة البدل النقدي للصحفيين وحل مشكلة مكافأة نهاية الخدمة للعاملين في ماسبيرو ليست مجرد حوافز مادية، بل هي اعتراف صريح بأهمية العنصر البشري في القطاع الإعلامي. هذا الدعم يساهم في توفير بيئة عمل مستقرة، مما يمكن الإعلاميين من أداء مهامهم بكفاءة ومهنية أكبر، ويؤكد أن عملية التطوير الشامل لا تقتصر على الجانب التقني فقط، بل تشمل أيضاً الاهتمام بالعاملين في هذا المجال.
أما بخصوص دعوة الرئيس إلى الاستعانة بالكوادر الشابة وتنظيم برامج تدريبية تركز على مفاهيم الأمن القومي والانفتاح على مختلف الآراء تعكس رؤية مستقبلية، فقد أكد "البرجي" أن العالم يشهد تغيرات متسارعة، والإعلام الذي لا يواكبها يفقد تأثيره، فالاستعانة بالشباب المؤهل وتدريبهم على أحدث الممارسات الإعلامية، مع التركيز على ترسيخ مبدأ "الرأي والرأي الآخر"، يضمن أن يظل الإعلام المصري قوة مؤثرة وقادرة على التكيف مع التحديات الجديدة، ويعزز من دوره في إثراء الحوار الوطني.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل